العوضي مشاركا بمؤتمر الإسلامي السويسري:

محليات وبرلمان

توجهات بعض الأحزاب الأوروبية تفتقر إلى المصداقية في التعامل مع قضايا الإسلام

978 مشاهدات 0


قال الباحث الاسلامي الكويتي الدكتور محمد العوضي هنا اليوم ان توجهات بعض الاحزاب السياسية الاوروبية تفتقر الى المصداقية والنزاهة في التعامل مع قضايا الاسلام.
وذكر العوضي في حديث لوكالة الانباء الكويتية (كونا) على هامش مشاركته في اعمال المؤتمر السنوي لمجلس الشورى الاسلامي السويسري 'اننا لا نرى في اوروبا من يدافع عن المسلمين في ظل الانتهاكات الممارسة بحقهم مثلما يحدث مع الاخرين'.
واضاف ان الاحزاب السياسية المتطرفة لم تكتف بنشر ثقافة الخوف من الاسلام بل اصبحت تتهم المتعاطفين معه والداعمين له بالتطرف.
واعرب عن قلقه تجاه اوضاع المسلمين في سويسرا موضحا انها تعكس صورة المشكلات التي يعانيها مسلمو اوروبا بشكل عام مع اختلاف خصوصية كل بلد.
ورفض العوضي 'امتناع المسلمين عن الرد على الشبهات المثارة حول الدين الحنيف او قدرة الاسلام على التعايش مع الديمقراطية وغيرها' مؤكدا انه على مسلمي اوروبا توضيح وجهة نظرهم وازالة تلك الاوهام المثارة حولهم.
ورأى ان الانسحاب من المشهد من غير اي ردة فعل سيؤدي الى مزيد من استمراء اليمين المتطرف وسيفسر بانه ضعف منهم اواعتراف ضمني بالاتهامات الباطلة الموجهة اليهم.
واوضح 'ان حضور المسلمين يجب ان يكون على عدة محاور فالمشكلات في التعليم والسكن والعمل يتم التعامل معها من خلال القانون والدستور أما الشبهات المثارة حول الفكر الاسلامي فتكون من خلال المباشرة الثقافية في المناظرات والكتابة والاعتزاز بالهوية الاسلامية'.
وعبر العوضي عن اسفه لعدم قيام المؤسسات العربية والاسلامية بدورها الكامل في خدمة مسلمي الغرب لاسيما انها مؤسسات لها آلياتها وامكاناتها العالية.
ودعا العوضي مسلمي اوروبا الى الاعتماد على العمل المؤسساتي المنسق والمتكامل لترتيب قواهم امام المشكلات والتحديات التي يتعرضون لها في مجتمعاتهم.
واعرب العوضي عن 'الاسف لوجود مؤسسات عربية واسلامية لا تقوم بدورها كامل في خدمة مسلمي الغرب' موضحا انها مؤسسات لها آلياتها وامكاناتها 'التي لا يتم توظيفها بشكل كامل بل تؤدي دورا منفصلا عن الواقع ومن ثم تذهب تلك الجهود ان وجدت بلا فائدة'.
وكشف ان جولته في سويسرا 'كانت استكشافية لواقع المسلمين في هذا البلد المعروف بتعدديته العرقية واللغوية والتي يمكن خلالها رسم صورة حول واقع مسلمي اوروبا بشكل عام وتعتبر مثالا مصغرا لأوروبا'.
وقال ان حواراته في اوروبا مع بعض من وصفهم ب'ضحايا العنصرية بسبب انتمائهم للاسلام' كشفت وجود عدد من المشكلات ما كان لأحد ان يتوقعها.
واشار في الوقت نفسه الى ان حواراته مع بعض الاطراف السياسية هنا كشفت حسب رأيه 'تناقضا واضحا بين آرائهم المعلنة حول التسامح والتعايش المتكامل بين كافة طوائف المجتمع وبين تطبيقهم لتلك المبادئ على ارض الواقع في التعامل مع قضايا المسلمين السويسريين والوافدين على حد سواء'.
ولفت الى ما وصفها ب 'ظواهر خطيرة' في التعامل مع مسلمي الغرب 'يجب عدم اغفالها اذ لم يكتف اليمين السياسي بنشر ثقافة الخوف من الاسلام واصبح الآن يتهم كل من يتعاطف مع المسلمين وقضاياهم بأنه يدعم التطرف والفكر الاصولي'.
واعتبر ان ذلك يشكل 'منحى خطيرا لا يجوز ان يمر دون التعامل معه بأسلوب منهجي متحضر يوقف هذه الموجة الجديدة ويدعو من يؤيدونها الى مراجعة الذات والعودة الى جادة الصواب'.
واكد 'ان الفكر الغربي الآن وعلى الرغم من مروره بأزمة بحث عن هوية فانه ينكر على مسلمي الغرب احتفاظهم بهويتهم ويطالبهم بالتخلي عن ثوابت الدين'.
وشدد العوضي على ان 'المعيار الوحيد الذي يجب من خلاله الحكم على المسلم المواطن او الوافد هو مدى احترامه للقوانين والتزامه بها لا من خلال فكره الديني'.
ولاحظ ان التضييق لن يقتصر على النقاب فقط بل الحجاب 'كما لن تكون المشكلة على المآذن بل على المساجد ثم تدريجيا على اداء الصلاة بما لكل ذلك من انعكاسات على الحياة اليومية للمسلم والمسلمة في التعليم والسكن والعمل حتى رأينا ان التضييق يطال حتى حق المسلمين في الحصول على مقابر خاصة بهم'.
يذكر ان المؤتمر السنوي لمجلس الشورى الاسلامي السويسري يتواصل من 21 الى 27 ديسمبر الجاري ويتناول هذا العام (أهمية التوحيد في المجتمعات العلمانية) بحضور مجموعة من المفكريين الاسلاميين من مختلف الدول الاسلامية والاوروبية وبحضور اكثر من 2300 مشارك.
ويقوم على المجلس السويسري الذي تاسس عام 2009 عدد من المثقفين السويسريين من معتنقي الاسلام وعدد كبير من ابناء الجيلين الثاني والثالث من المسلمين المقيمين او المهاجرين.

الآن - كونا

تعليقات

اكتب تعليقك