الدوائر الخمس العشوائية الحل الأفضل للصراع السياسي.. المقاطع ناصحاً

القبس

الديوانية  /  الدوائر الانتخابية مدخل الإصلاح السياسي والبرلماني

أ.د محمد عبد المحسن المقاطع

 

مازالت حالة الفساد والتشرد السياسي حاضرة في البلد على الرغم من التوقعات التي ظنت ان تعديل قانون الدوائر الانتخابية الى 5 دوائر بصوت واحد يمثل حلا لواقع الصراع السياسي والاستقطاب الفئوي، قبليا كان او طائفيا او مناطقيا، او لحالة الاندفاع النيابي في الوجه البطولي، وهو في حقيقته استجابة ــ في معظم أحواله ــ للأطراف التي تملك المقعد النيابي او العضو الذي يشغله، فقد زادت حالة الشراء السياسي جنبا إلى جنب مع حالة بيع الأصوات وشرائها بسبب نظام الدوائر الجديد، بل ان نظام الدوائر هذا افرز حالة حادة من التفتيت الإضافي للبلد، ففي الطائفة الواحدة ظهرت فئات متصارعة بسبب افرازاته، وفي القبيلة الواحدة تزايدت الانتماءات الداخلية ضمن القبيلة، وفي المناطق والفئات الاجتماعية الأخرى برزت نعرة جديدة تعزز توجهات التعصب حتى لدى الأقليات، أيا كان تكوينها، بعد ان كان ذلك قاصرا على القبيلة او الطائفة او الفئة، وها نحن نحصد بسبب فساد نظام الدوائر الانتخابية صراعا غير مسبوق تطل من خلاله رؤوس تجاذب سياسي يسعى الى الأمجاد الشخصية، وتفتيت البلد الى فئات صغيرة، ويتعصب لها من ينتمي اليها، وهو حال ذو أبعاد سلبية وخطرة على البلد.

ويبدو أن تزاحم تقديم الاستجوابات يعطي مؤشرا الى أن أطراف الصراع خارج البرلمان، وخصوصا بعض أبناء الأسرة الحاكمة، تتمنى وهي تترقب حكم المحكمة الدستورية، الذي سيصدر اليوم، أن يؤدي الى حل مجلس الأمة، اعتقادا منها أن نظام الدوائر الانتخابية الحالي يمكن أن يخدم مصالحها عن طريق تمكينها من تحقيق أغلبية داخل مجلس الأمة، مما يعزز موقفها ومكانتها في تحقيق وجود سياسي مؤثر في الدولة وموقعها داخل الأسرة، وهو ما يوضح حقيقة ما يتم من تزايد تقديم الاستجوابات، مع استخدام بعض الأعضاء لتقديم الاستجوابات وسيلة لاستبعاد بعض الوزراء، في ظل تزايد الحديث عن احتمالات التغيير الوزاري المقبل.

وإذا كان البعض يريد أن يبقى التوزيع الجغرافي الحالي والتمثيل الذي يقسم المجتمع الى طوائف وقبائل ومناطق وفئات، كما هو الشأن في مقترح الصوتين بخمس دوائر، فإن هذا التصور هو الآخر استمرار لحالة الفساد السياسي والتشرذم الوطني والاستقطاب المصلحي، الذي يمثله هذا الفرز البغيض بسبب الدوائر الانتخابية، ولذا فإننا نعتقد ان الحل الأفضل هو الدوائر الخمس العشوائية على أساس تاريخ اليوم الأول لميلاد الشخص، وبصوت واحد للمرشح او للقوائم اذا أراد الأفراد أن ينضموا الى بعضهم في الترشيح، وهو تصور كامل سبق لنا طرحه ومتوافر على اليوتيوب لمن يريد تفاصيله.

اللهم اني بلغت.