الصراع العسكري الخليجي - الايراني

زاوية الكتاب

كتب 875 مشاهدات 0

محمد سعود البنوان

الانباء الواردة عن زيادة مزمعة لقوات درع الجزيرة لتصل الى 100 الف مقاتل لا بد وان تلقي بظلالها على الواقع العام للمنطقة غالبا.

ببساطة انه تؤذن بانتقال الصراع '' الخليجي الايراني '' من جانبه السياسي ليشمل الجانب العسكري ذلك الجانب الذي تهربت منه دول الخليج طويلا لتجد نفسها في مواجهته بعد سنين من الاعتماد على حليف خائن . الحقيقة ان ابعاد الصراع العسكري المتصور لا تنحصر في جانب الحشد ووالاعداد فقط وانما تشكل جوانبا اخرى كالاقتصاد والامن الغذائي وتامين الجبهة الداخلية باساليب شرعية وكل منها له مجاله الخاص في البحث ولكن الصورة العامة لواقع المواجهة تدل على ان كفة القوة رجحت للمرة الاولى للجانب الايراني . فبمقارنة عسكرية سريعة للعدد فان قوات الاحتياط الايرانية تتعدة 220 الف فضلا عن ان القوات العاملة لها تصل في تعدادها الى 350 الفا طبقا لتثرير لسنة 2006 وبعد سبع سنوات تقريبا يمكن القول ان تعداد تلك القوات سيتضاعف عبر المليشيات المرتبطة عقائديا مع الجانب الايراني فضلا عن الزيادة المضطردة السنوية لتعداد المجندين بينما يعتمد الجانب الخليجي سببيا على حداثة اسلحته الغربية اضافة الى وجود قواعد امريكية ستحيد اغلب الظن بعد الانسحاب الامريكي من افغانستان بينما يبقى تعداد القوات هاجسا يؤرق اصحاب القرار السياسي الخليجي . ان الحقيقة الماثلة لدى الكثيرين ان اي مواجهة عسكرية بين قوتين لا بد وان تخضع لعوامل بحث لمعرفة تاثيراتها الجانبية على الاطراف المتصارعة فحكومة ايران لا تملك ما تخسره وهي تحكم شعبا يصل عدد من يعيشون تحت خط الفقر فيه الى 17مليونا كما ان اقتصاده المتهاوي لن يكون حجر عثرة في طريق طموحاتها التوسعية ,على العكس من دول الخليج التي تعتبر معظم حكوماتها حكومات رجال اعمال يهم افرادها جانب الامن الاقتصادي وبين هذا وهذا تبقى حلبة الصراع بمختلف جوانبها فيصلا في هذه المواجهة ويمكن القول ان تاثيرات الصراع ونتائجه وابعاده لا بد وان ترتكز على الانتصار في الجانب العسكري الذي قد تكون نتائجه مغطية لاي خسارة في غيره من الاصعدة فالمعركة المقبلة ان حصلت ستكون معركة وجود في الغالب ينهي فيها المنتصر الطرف الخاسر تماما من واقع التاثير على المنطقة وعله فمبدا التضحية الذي يعول عليه الكثيرون وخصوصا في اروقة صناعة القرار الخليجية لن يتحقق بمبدا الوطنية المزعوم والذي تحاول وسائل الاعلام غرسه في النفوس وانما بمبدا العقيدة فالصراع العقدي هو ما يدفع المقاتل في الميدان للتضحية تلك التضحية القائمة على اعتقاد صافي بالعث والنشور وليس بشعارات رنانة لا فائدة منها في الارض.


محمد سعود البنوان

الآن - رأي: محمد البنوان

تعليقات

اكتب تعليقك