ثورة الغاز الصخري تجتاح بريطانيا.. بقلم كامل الحرمي
الاقتصاد الآنديسمبر 24, 2013, 4:10 م 3320 مشاهدات 0
اكثر من %40 من أراضي بريطانيا أصبحت مرشحة للحفر والتنقيب والبحث عن الغاز الصخري لسد العجز الحالي في انتاج الغاز الطبيعي ولوقف استيراد الغاز الطبيعي من الخارج. وقد سمحت الحكومة البريطانية لأكثر من 150 شركة محلية وعالمية بحق التنقيب والاستكشاف عن الغاز الصخري على مساحة تبلغ أكثر من 7000 ميل مربع في الوقت الحالي، ولتكون مكتفية ذاتيا بالغاز خلال الـ 20 سنة المقبلة. ومن المتوقع ان تتوسع الحكومة البريطانية في زيادة عدد التراخيص معتمدة على مدى نجاح هذه الشركات في انتاج الغاز.
ومن المتوقع ان تنتج بريطانيا أكثر من 9 تريليونات قدم مكعبة من الغاز في خلال السنوات المقبلة. وان استطاعت ان تحقق هذا الرقم فإن ثورة أو صناعة الغاز الصخري ستخلق أكثر من 30 الف وظيفة جديدة في هذه الصناعة بالإضافة إلى نمو اقتصادي مستمر وتكون بريطانيا مكتفية ذاتيا بالغاز، وتكون قد وفرت المليارات من الجنيهات الاسترلينية في دفع مصاريف استيراد الطاقة.
وثورة الغاز الصخري وراء قرار بريطانيا وبقية دول العالم في اتخاذ قرار هذا التوجه بعد النجاحات التي حققتها الولايات المتحدة الأميركية في هذا المجال، بعد ان كانت دولة مستوردة للبتروكيماويات اصبحت الآن تصدر ما قيمته 3 مليارات دولار، ومن المتوقع ان يقفز هذا الرقم إلى أكثر من 30 مليار دولار مع نهاية عام 2018.
ونعيد ونكرر بأن الغاز الصخري حقيقة واقعة وأصبحت صناعة عالمية وليس فقط في الولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة إلى ان اميركا اصبحت على ابواب تصدير الغاز الصخري إلى الخارج ولتصبح اليابان اول دولة في العالم مستوردة للغاز الصخري الأميركي. ولن يكون بعيدا أو غريبا ان تستورد إحدى دول الخليج العربي الغاز من الولايات المتحدة الأميركية خلال السنوات العشر المقبلة.
والطفرة التي حققتها اميركا في تطوير الغاز الصخري لتصبح أرخص دول العالم في سعر الكهرباء ما بين الدول الصناعية الكبرى وكذلك في كلفة انتاج الغاز لتكون ارخص من الكل في حين كانت قبل سنوات عدة صناعة البتروكيماويات صناعة طاردة، لتصبح الصناعة نفسها الآن جاذبة، ليس فقط للشركات النفطية الأميركية الكبرى لكن لشركات العالم في تايوان والشركات الخليجية ومنها «سابك» السعودية.
هذا هو التغيير الذي بدأ حتى يهدد صناعة النفط التقليدي لتصبح أميركا شبه مكتفية ذاتيا من النفط الخام، وبدأت تستغني بالكامل عن استيراد النفط الخفيف لدول منظمة اوبك، وتشتري الشركات المحلية ارخص برميل من النفط في العالم واقل سعر من مؤشر النفط العالمي برنت بـ 18 دولارا للبرميل. وهذا ما تم تحقيقه في عهد ثورة الغاز والنفط الصخريين.
وهناك دول كبرى مثل الصين والهند وروسيا لديها كميات أكبر وأكثر من الولايات المتحدة غير انها حتى الآن لم تبدأ في عمليات التنقيب والكشف، وهي عملية وقت لا أكثر. ومن المحتمل ان تشتري الصين الشركات المالكة لتقنيات التصديع المائي للحصول على الغاز والنفط الصخريين. ولتكون على درجة التنافس نفسها مع الولايات المتحدة الأميركية في الحصول على المواد الخام بأسعار منافسة. وهذه هي البداية.
المهم ان بريطانيا بدأت بمشاركتها في الغاز الصخري وهي لغة الصحف والإعلام البريطانية حاليا. غير مهتمين ومبالين بتحذيرات جماعات المحافظة على البيئة، حيث ان الأولوية الآن ايجاد الغاز الصخري أولا ولكل حادث حديث لاحقا.
كامل عبدالله الحرمي
تعليقات