قصة الأزمة بالبلاد

زاوية الكتاب

الزيد يطلب عقدا اجتماعيا جديدا بدلا من 'الشيوخ والتجار'

كتب 2771 مشاهدات 0

ارشيفية

النهار- مقال اليوم


الأزمة باقية

زايد الزيد

رفضت المحكمة الدستورية يوم امس الطعون التي كانت تدفع بابطال مجلس الأمة الحالي ،  وهذا يعني استمرار المجلس لفترة من الزمن ، واذا وضعنا إلى جانب حكم الدستورية هذا الذي حصن المجلس ، استقالة الوزراء التي وضعت تحت تصرف رئيسهم مما يعني انه سيقدم على اجراء تعديل وزاري أظنه سيكون محدوداً ، ان هذا الوضع الجديد ونقصد به استمرارية المجلس واجراء تعديل وزاري يفترض انها حالة سياسية جديدة ترجح فرص استقرار الوضع السياسي المتأزم والمتأرجح منذ سنوات ، لكن ان كانت لك قراءات في جذر الأزمة السياسية الراهنة فستكتشف أن لاحكم الدستورية ولا التعديل الوزاري سيضمنان استقرار الأوضاع !

ان الأمر يتعلق بمسألة أكبر ، الوضع يتعلق بتغييرات سياسية واجتماعية  حدثت في المجتمع الكويتي عبر عقود من الزمن أفرزت أجيالاً تختلف في تفكيرها وطريقة تعاطيها للشأن السياسي والعام بشكل يختلف عما كانت تفعله الأجيال السابقة ، حدث هذا كله بفضل التعليم وفي ظل الثورة المعلوماتية والمعرفية والتكنولوجية التي نشرت المعلومات والمعارف والعلوم وسهلت الوصول اليها ، وهذا التغير ليس حكراً علينا في الكويت انما هو تغير عالمي ، لذلك رأينا ونرى أن كل شعب يعبر عن هذا التغير بطريقته وان كان الرابط بين تلك الطرائق لدى  كل الشعوب هو الجنوح نحو الاصلاح .
عندنا في الكويت ، بات الأمر واضحاً أنه مالم يتم تغيير المعادلة السياسية والاجتماعية التي كانت سائدة أثناء وضع دستور ١٩٦٢ والتي كان طرفاها الشيوخ والتجار ، بمعادلة جديدة تتطلب صياغة عقد اجتماعي جديد تستوعب وتحتضن التغيرات التي شرحناها سابقاً - وان بايجاز - فإن الأزمة ستظل باقية ، وماعدا ذلك فكله لعب خارج حدود منطقة ال ١٨ كما يقول أهل كرة القدم ، فهو لعب يضيع الوقت ولايحقق أهدافاً بالمرمى .

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك