عن المعارضة وفخ مقاطعة الإنتخابات يكتب داهم القحطاني
زاوية الكتابكتب ديسمبر 23, 2013, 7:20 م 903 مشاهدات 0
بعد حكم المحكمة الدستورية بصحة إنتخابات مجلس الأمة الحالي وعدم مواجهته للبطلان كحال مجلسي 2012
تحتاج كتلة الأغلبية المبطلة إلى أن تغير مسماها فالزمن تجاوز مجلس فبراير 2012 فالأوضاع الحالية تتطلب من المعارضة أساليب جديدة للمواجهة تتطب فهم جديد وقواعد أخرى.
حكم الدستورية بطبيعته حكم سياسي يقوم على الموائمة وكما أن الحراك ساعد ضمن ظروف أخرى في إبطال مجلس ديسمبر 2012 ساعد فتور الحراك ضمن ظروف أخرى على تثبيت مجلس الأمة الحالي .
لهذا تبرز الآن سلبية الخلافات والشحناء داخل أوساط الحراك ومنها خلافات مسلم البراك وعبيد الوسمي وحروب مؤيديهم التوتيرية التي أدت بشخصنتها ضمن أسباب أخرى إلى أحباط الحراك وفقدانه للحماس
لا يكفي أن تكون السلطة والتيارات المؤيدة لها سيئة وإنتهازية كي نقول أن المعارضة على حق فمقابل ذلك يجب أن يكون للمعارضة مشروع محدد وواضح وقابل للتطبيق.
ولهذا أدعو قوى المعارضة وأخص التيارات الشبابية والنساء إلى تقديم مشروع إصلاحي حقيقي يكون للشباب فيه دور حقيقي فيه ومؤثر.
عدد من يحضرون التجمعات الإصلاحية صحيح أنه تأثر سلباً بالملاحقة القضائية والأمنية لكن كل ذلك لم يكن ليؤثر لو كانت هناك قناعة وثقة بطرح المعارضة ولهذا مطلوب حركة تصحيحة في أوساط قوى المعارضة تبدأ بوضع قواعد محددة للعمل الميداني من يخرج عنها ولو بتصريح يستبعد فورا من دون مجاملات.
برأيي أن التسرع برفض المشاركة في إنتخابات 2013 كان خطئاً كارثيا وكان بمثابة فخ كبير سقطت فيه المعارضة بالتسرع بالرفض من دون دراسة الوضع جيدا فلا توجد معارضة في العالم تقاطع البرلمان إلا إذا ضمنت أن المقاطعة ستكون مؤثرة ولهذا أتساءل كيف ضمنت المعارضة ذلك التأثير وقرار المقاطعة أتخذ خلال نصف ساعة.
الكويت تحتاج للمعارضة الوطنية بقدر حاجتها للهواء والمعارضة رغم أخطاءها الأقرب للصواب من حيث المباديء لكنها تتعثر بالتنفيذ، ونعم إبطال مجلس فبراير 2012 كان صدمة حقيقية وتعدي على حق الأمة في الإختيار لكن يجب تجاوز ذلك بالتصدي من داخل البرلمان لقوى الفساد وليس بالتخلي عن الأدوات البرلمانية المؤثرة.
الحكم في الكويت وفق إجراءاته لم يعد يحتاج إلى شرعية من المعارضة التقليدية فقد أوجد شرعية بديلة تتمثل في التيارات السياسية والإجتماعية التي شاركت في تشكيل مجلس 2013 .
لهذا أقول لقوى المعارضة أنتبهوا للفخ الكبير الذي وقعتم فيه وبرضاكم فالمقاطعة لن توصل إلا لمزيد من الإخفاق ولتكن المشاركة في الإنتخابات خطوة تراجع للوراء لكنها خطوة ضرورية من أجل التقدم إلى الأمام.
وبعتب 'وميانة ' أقول لقوى المعارضة أستمروا بالعمل الشعاراتي وأطلقوا الأحلام الوردية في مخيلتكم عن تراجع السلطة وأطلقوا عباراتكم التويترية الرنانة بينما مجلس الأمة يعج بالمشبوهين
وهنا أدعو إلى تشكيل تجمع معارض آخر يتنافس مع قوى إئتلاف المعارضة في تقديم البدائل فعدم تنوع قوى المعارضة سبب رئيسي في ضمورها.
و مطلوب قبل ذلك التصدي الشعبي المباشر والقوي وفق الآليات الدستورية لأي قانون يعرض في المجلس الحالي من شأنه الإضرار بالطبقة الوسطى فتراجع المعارضة التقليدية لا يعني سكوت الناس.
ومصيبة أن نتحمل لسنين أربع مجلس يضم مشتبه بهم سبق منعهم من الترشيح والمصيبة تأثيرها أكبر حين نعلم أن هؤلاء المشتبه بهم ما كانوا يحلمون بالوصول لمجلس الأمة والتحكم بمجلس أمتنا لو شاركت المعارضة .
تعليقات