للإيجار قبر متر بمترين!! بقلم منصور الأسعدي

قالو قديما .... عش دهرا ترى عجبا اما نحن فنقول عش شهرا ترى عجبا ! لانة في ظل الظروف و التغييرات التي تطرأ بين الحين والآخر على مجتمعاتنا والقرارات الغريبة والعجيبة التي تجعل الشخص عاجز عن التعليق عليها ! لا نستطيع القول الا اننا نعيش في زمن اختلط به الحابل بالنابل والصواب مع الخطا والانسانية مع العنصرية فاصبح لدينا كوكتيل ضياع من الدرجة الاولى.
سمعنا بالاونة الاخيرة عن الاقتراح الذي يتعلق بدفن الموتى وان على الدولة ان تفرق بين مقابر الكويتيين ومقابر غير الكويتين لان الارض لا تتسع للجميع فيجب ان يتم دفن الكويتي ونقل غير الكويتي الى اي مكان او تسفيره الى بلده محنطا و ايضا للحفاظ على الارض من ان تتلوث بجنائز غير الكويتيين !! هل هذا من المنطق ومن الذي فكر في هذا الاقتراح ؟؟ بالمقابل يجب علينا ان ندرك ان هذا القرار سيكسب موافقة الكثير من اصحاب الدماء السوداء وليس الزرقاء الذين يباركون كل اقتراح اوقرار تفوح منه رائحة العنصرية والتفرقة حتى وان وصل الامر الى الموتى انفسهم لانها الطريقة الوحيدة التي يشعرون من خلالها بانهم يتميزون عن غيرهم وانهم شعب الله المختار وكأن الانسان سيحاسب بالاخرة وفقا للجنسية التي يحملها !!
يجب التصدي لمثل هذه الامور العنصرية واللتي باتت منتشرة لدينا و التي تسيء الى انسانيتنا بالدرجة الاولى وللكويت امام المحافل الدولية وان نتعظ من دروس الماضي, فبدلا من التفكير بما ينهض بالبلد و مواكبة الدول التي سبقتنا بالتقدم والتطور اصبحنا نلجا الى مثل هذه الامور وكاننا نفاخر باننا من الدول التي مازالت تتمسك بالعنصرية والرجعية, يجب ان نراقب الله في امور حياتنا وان ننظر الى الامور نظرة انسانية قبل التفكير في تطبيقها او العمل بها ونرى ان كانت تتماشى مع تعاليم ديننا ام انها مجرد قرارات لاشباع شهوات من يعانون من داء العنصرية.

منصور جابر الاسعدي