ملك الأردن: محاسبة المقصرين في عاصفة ألكسا

عربي و دولي

498 مشاهدات 0

 الملك عبد الله الثاني

دعا عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، الذي قاد في بلاده جهود الإغاثة والإنقاذ خلال العاصفة الثلجية (ألكسا)، إلى 'وضع منهاج عمل لمواجهة الظروف والتحديات، على أساس من المسؤولية الجماعية والتشاركية والتكاملية'.

كما دعا إلى 'محاسبة الجهات التي قصرت في أداء واجباتها أثناء العاصفة'، لكنه قال إنه 'عند الحديث عن مراجعة وتقويم الأداء خلال الأيام الماضية، فإننا نركز على ضرورة الاستناد إلى الحقائق الموضوعية والبيانات الموثقة، وأن تتم العملية بمنتهى الحياد، بعيداً عن التهويل والسلبية التي يمارسها البعض، طمعًا بالشعبية والبطولات الزائفة، مع التأكيد على ضرورة الانفتاح على النقد الصادق والبنّاء والهادف، التي هي مرتكزات الإصلاح الذي نؤمن به قولاً وعملاً'.

وأثنى ملك الأردن على مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، وقال: 'لقد عملت هذه المؤسسات كجسد واحد بكل تجانس وتكامل، وبروح الفريق، ترفد الواحدة منها الأخرى لسد الثغرات والقصور، تجمعها خدمة المصلحة العامة، ورضى الله في تحمل أمانة المسؤولية'.

وكانت العاصفة الثلجية التي استقرت في الأردن خلال الأيام الماضية، كشفت ضعف الإمكانات الحكومية، إذ خرج الكثير من مناطق عمان ومدن الأطراف عن السيطرة، بعد أن حاصرته الثلوج التي بلغت ارتفاعات غير مسبوقة. كما قطعت خدمتي الكهرباء والماء عن تجمعات سكانية كبيرة، ما اضطر الجيش بأمر ملكي إلى نشر فرق وآليات تتبع القوات المسلحة في الشوارع والساحات العامة لغايات فتح الطرق وتقديم الخدمات لمحتاجيها، كما صدر قراراً بتشغيل المخابز العسكرية لإيصال الخبز إلى سكان المناطق النائية التي حاصرتها الثلوج والجليد.

وظهر العاهل الأردني مراراً أثناء العاصفة، وهو يساعد المواطنين المتضررين، كما شوهد في شوارع العاصمة يساعد العالقين في الثلج على دفع مركباتهم.
وقارن ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بين صور الملك وهو يوزع المعونات على المحتاجين، وبين رئيس الحكومة عبد الله النسور، الذي ظهر مراراً خلال الجولات الميدانية مع مرافق شخصي يحمل فوق رأسه مظلة لحمايته من زخات الثلج والبرد. وكانت هذه الصورة التي أثارت سخرية المواطنين واستهجانهم، ودفعت الكثير من أعضاء البرلمان إلى المطالبة مجدداً بـ'إسقاط الحكومة ومحاسبتها على إخفاقات ألكسا'.

وأوضح الملك، في رسالة بعث بها إلى رئيس الوزراء عبد الله النسور أمس، أنه 'لا بد من تسجيل الشكر والتقدير إلى جميع الكوادر التي أدت واجبها بمهنية ومسؤولية عالية، والتي أثبتت كما هي عادتها دائمًا القدرة، ووفق الإمكانات المتوافرة، على التخطيط المسبق والتنسيق والمتابعة في ما بينها، لمواجهة الحالة الجوية التي سادت المملكة، إذ ظهر الأمر جليًا في عملها على توفير احتياجات المواطنين من مادة الخبز، وإيصال المرضى من أبناء وبنات شعبنا إلى المستشفيات، وفتح الطرق أولاً بأول'.

وأضاف إن 'من أبرز ما يتطلب التقويم والمراجعة، البناء على آليات التنسيق القائمة بين الجهات المسؤولة، وصولاً إلى الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة، وتكريسها في الأوجه ذات الأولوية عند حدوث الأزمات، استناداً إلى الاستراتيجيات المعدة مسبقاً ووفقاً لأفضل الممارسات'.

وتابع: 'أمّا الانقطاع في بعض الخدمات الأساسية، كما ظهر خلال الأيام الماضية بفعل الحالة الجوية، ومن أبرزها الكهرباء، فيحتّم المباشرة في تحديد الأسباب لتداركها مستقبلاً، مع ضرورة محاسبة المقصرين في مسؤولياتهم، وفقاً للقانون، وبتوخّي أعلى درجات العدالة، آخذين بالاعتبار واقع الموارد والإمكانات، وحدّة الظروف الجوية وصعوبتها، وفي ضوء الأمثلة العالمية في كيفية التعاطي مع هذه الأزمات والمدد الزمنية للتجاوب مع تداعياتها وتجاوزها، وذلك لغايات الإنصاف وموضوعية التقويم'.

وشدد العاهل الأردني على ضرورة التحرك السريع 'لتقويم أوجه القصور في البنى التحتية والمسارعة لمعالجتها، وتطوير خطط الطوارئ، بحيث تصبح أكثر شمولية وتكاملية وتراعي تحديات إدارة السير، وتأمين السلع والخدمات الحيوية'.

الآن : وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك