الجنود وضباط الصف في المؤسسة العسكرية الخليجية

عربي و دولي

5975 مشاهدات 0

مع ضباط الصف  أمام  الاباشي  بمعرض الخليج للدفاع والطيران -الكويت

تدفع ممارسات بعض المتربعين على عرش البرجوازية البيروقراطية لعصر جيولوجي كامل شبابنا للانضمام للسلك العسكري كجندي فرارا من منعرجات الخدمة المدنية،أولعدم اكمالهم التعليم.وهناك يتم شحنه بجرعة وطنية ينسيه عنفوانها مطالبه الاساسية،كالتأهيل حين يعود للحياة المدنية ليمارس دوره كمواطن صالح مثبتا ان المؤسسة العسكرية جزء من عملية تنمية المجتمع،وليست محكومية تبدأ من بوابة مدرسة الاغرار وتنتهي عند بوابة إنهاء الخدمة أو كما كنا نسميه'فرع تسقيط الارقام'وكأننا سيارة انتهى عمرها الافتراضي .

يقفز الكولونيل القابع في داخلي وتأخذني الغيرة عند الحديث عن العسكرية، فقد كنت مشرفا ضمن مشروع تأهيل 80 ضابط صف فني في بريطانيا في التسعينيات، حيث تثلج صدري مقابلة بعضهم وهو يعمل في الخطوط الجوية أو لديه نشاطه الهندسي الخاص أو مازال على الخط الاول بيده أمر اقلاع طائرات الهورنيت.

لكن السؤال الذي لازال يقتحم بغضب بروتوكول تبادلي التحية مع بعضهم الاخر هو: ماذا تفعل هنا بحق الله !! أقولها حين أجده وقد أنزوي يمارس العمل الاداري وقد خط الشيب مفرقه دون ان يكون ضمن وحدات المناورة أو صاحب عمل خاص أو وظيفة مميزة .

لا شك ان هناك فروق بين الرجال والظروف لكن الحق أحق ان يتبع والحق هو ان وطنه أهله للعمل الفني. لن نتحدث عن تقليص الفوارق في الأجور بين الضباط و ضباط الصف في المؤسسة العسكرية الخليجية بل سنتحدث عن رفع المهارات وإتاحة الفرصة للجندي كما هي للضابط في الحصول على التأهيل داخل وخارج المعسكر والبلد.

فقد أقر في قمة مجلس التعاون الــ34 في الكويت إنشاء أكاديمية خليجية للدراسات الاستراتيجية،وهناك تبادل في تدريب الضباط بين دول مجلس التعاون لكن تدريب غير الضباط ليس بنفس التوسع،فحين تدخل دورة أساسية أو متقدمة في احدى القوات لا تجد إلا جندي خليجي واحد او أثنين .

لقد وثق انتوني كوردسمان حالة الرتب العسكرية العربية من غير الضباط في حرب تحرير الكويت1991م في سفره العسكري الضخم 'دروس الحرب الحديثة ' فقال ' ان جزء ملموساً من قوات الدعم الامريكية كان من الاحتياط . كما أن القوات الامريكية والبريطانية والفرنسية كان بها اعداد كبيره من ضباط صف ذوي كفاءة وخبرة عالية ،وقاموا بأداء مهام عادة ما كان يكلف بها ضباط في الجيش العراقي ومعظم جيوش دول العالم الثالث.

هؤلاء من ضباط الصف لعبوا دوراً حيوياً في قدرة قوات التحالف على استخدام تكنولوجيات وتكتيكات عالية والمحافظة على معدلات جديدة للقتال:لقد حققوا للقوات الغربية ميزة حيوية في العامل البشري على العراق التي كانت لديه قياده جامدة وأعتمدت على الضباط الصغار كبديل لضباط الصف جيدي الترتيب،وبذالك خلقوا فجوة بين الضباط والمجندين' . لقد بيع من كتاب كوردسمان لوزارات الدفاع الخليجية آلاف النسخ فقد كان من الواجب تشجيع مترجمه وصاحب حقوق تعريبه المشير عبد الحليم ابوغزالة قائد القوات المصرية في تلك الحرب. فأين وصلنا منذ ذلك الزمن وهل اخذنا بنصائح كوردسمان/أبوغزالة !

- في الجيش الذي قارننا به كوردسمان لا يتم تعيين ضباط الصف أو يحصلون على رُتبهم العسكرية وتأهيلهم بتزكية نائب أو تيار أو لكون والده شهيد أو كان وفيا لمتنفذ.

- في الجيوش الراقية حضاريا لافرق بين الضابط وغيره في الاوسمة فكيف نفرق بين الشهداء، ويكون هناك وسام من الدرجة الاولى للضابط ومن الدرجة الثانية للجنود !

-أما آن الاوان لتطبيق الوصف الوظيفي للعسكريين حيت يكون التأهيل والبدلات مربوطة بما يمارسه العسكري فعليا .أليس من المنطقي تساوي البدلات طالما كانت المخاطر والمسئولية متساوية ؟

-متى سيتفرغ الضباط لمهامهم القيادية والركنية،ففي دول عدة يقود ضباط الصف طائرات الهليوكبتر،بل كان ضباط الصف طيارين في الطيران الملكي البريطاني.

-أليس من الحكمة إعداد ضباط الصف وتطوير قدراتهم التعبوية لقيادة صغار الوحدات بالميدان ؟

لقد وجد من يشرب من نفس بئر المتربعين على عرش البرجوازية البيروقراطية المدنية طريقه للمؤسسات العسكرية الخليجية وراح يمارس بتشريعاته القاصرة مايشوه طبيعة الالتزامات التي تفرضها الحاجة العسكرية وشرف رفقة السلاح،حتى أصبح ضباط الصف والأفراد كمن هرب من الجيش وطاح في السرية كما تقول أمثالنا.

الآن - د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك