الخرافي : الديمقراطية تعد النظام الامثل للحكم وتفيد المجتمع 'حاكما وشعبا'
محليات وبرلمانيوليو 13, 2008, منتصف الليل 721 مشاهدات 0
قال رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي اليوم ان الديمقراطية تعد النظام الامثل للحكم فهي تفيد المجتمع 'حاكما وشعبا' وتوصل الرأي الى الحاكم بكل شفافية.
وقال الخرافي في مقابلة مع القناة الفضائية الكويتية تعليقا على الآراء الناقدة لمسيرة الديمقراطية الكويتية واتهامها بالانحراف وعرقلة مسار التطور ان 'الديمقراطية كنظام تبقى هي الامثل ولا يوجد نظام مثالي مائة بالمائة'.
وأعرب عن اعتقاده بأن الديمقراطية الكويتية 'تراجعت نسبيا وان اسلوب الانتخابات لا يزال يعتمد الفردية والتوجهات الطائفية والقبلية'.
وفي رد على سؤال عن المخاوف من التصعيد النيابي ضد الحكومة في بداية عمل مجلس الامة في فصله التشريعي الجديد قال ان 'طبيعة عمل المجلس هي النقد ومن الطبيعي ان تسمع نقدا نيابيا للعمل الحكومي'.
وعن اداء المجلس في الفترة القليلة الماضية منذ بداية الفصل التشريعي الحالي قال 'أود أن أؤكد على ان قضايا كثيرة تأخذ حقها من النقاش في اللجان المختصة بما يوفر من وقت المجلس للبت في الكثير من المسائل الشائكة كما تتيح الاجتماعات الفرصة لأخذ آراء النواب والوصول للقرارات الصائبة'.
ووصف أداء المجلس في هذه الفترة الوجيزة ب'الجيد' معربا عن ثقته بأنه سيتطور الى الأفضل.
وقال الخرافي عن تقييمه للعلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية 'ان هناك احداث معينة لا بد وان يصاحبها اختلاف في وجهات النظر واحيانا ارتفاع بالصوت خلال النقاش في المجلس'.
وفي هذا السياق دعا المجلس الى ان يقوم بدوره التشريعي والرقابي بيد انه اوضح ان ما ينبغي الاتفاق حوله هو 'ألا يخرج النقاش عن آدب الحوار وأن نحافظ على كرامة الدولة وبذلك لا أرى أن هناك مشكلة'.
واشار الى كلمة سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في بداية دور الانعقاد للفصل التشريعي الحالي 'والتي تضمنت التحذير من أن سموه لن يسمح بعرقلة مسيرة البلاد لكائن من كان'.
وقال الخرافي ان تلك الكلمة 'وجدت صدى لدى كل المواطنين وأيضا عند النواب لان سموه لم يكن يتكلم فقط من منطلق القاء الخطاب وانما من منطلق حرص أب على السلطتين التنفيذية والتشريعية وعلى اهمية التعاون بين الجانبين كما ان سموه اوضح في أكثر من مناسبة أنه لا بأس من الاختلاف لكن في النهاية يجب الا يمس هذا الاختلاف مصلحة الكويت'.
واشار الى الرسالة 'الواضحة' التي قدمها المواطنون خلال فترة الانتخابات الاخيرة 'ومن لم يفهمها عليه اعادة النظر فيها'.
واوضح ان الرسالة 'كانت تقول بوضوح نريد الخلاصة..والتنمية ..والاستقرار..
وانتاجا لا صراخا' مبينا ان الناخبين اكدوا من خلال تلك الرسالة ضرورة تركيز نواب الامة على الانتاجية.
واضاف ان 'من الأشياء التي لمسناها حين حل مجلس الأمة الماضي شعورا من المواطنين بالرضا ازاء الحل .. ومع الاسف كانت هناك قلة منهم تطالب بحل المجلس حلا غير دستوري'.
واكد ان حكمة سمو الأمير وحرصه على الديمقراطية والاستمرار في هذا الاتجاه رأت ان يعود سموه الى المواطن 'ويقول له أنت تشتكي عليك الآن أن تختار'.
وعما اذا كان رئيس مجلس الامة يرى ان النائب يفتقر الى ثقافة برلمانية متطورة برغم عمر الديمقراطية الكويتية الذي جاوز ال40 عاما قال 'المشكلة أننا لانزال ننتخب اما لعوامل شخصية أو لأسباب طائفية أو قبلية وبالتالي فان الفردية طاغية رغم ان العمل الجماعي هو الأساس لعمل أي مؤسسة'.
واضاف ان 'التكتلات البرلمانية منقسمة وتوجهاتها مختلفة' داعيا الى الحرص على مصلحة البلاد ومراعاة التطورات التي تشهدها المنطقة.
وعن الحل المطلوب للتغلب على الفردية في الاختيار والسلبيات قال الخرافي ان 'الحل هو ان نستمع الى رسالة الناخب ونستثمر الفرصة بالاتفاق على الأولويات وما يعزز استقرار الكويت ويزيل تذمر المواطن تجاه طريقة المجلس والحكومة في التعاطي مع القضايا فالحكومة أيضا لديها أخطائها الكثيرة'.
واضاف 'أحيانا اشعر وانا على منصة الرئاسة وكأن ما يحدث في المجلس هو حوار طرشان وهذا غير صحيح والمفروض ان تستمع بتمعن لما قاله سمو الأمير وهي نصيحة اب لأبنائه .. ونتيجة لخصوصية العلاقة بين الحاكم والمحكوم في بلادنا فان الكلام الذي يقوله صاحب السمو يعبر عما يستشعره أهل الكويت'.
وعما اذا كانت وثيقتي 'الدواوين والصحافة' تأتيان في اطار الحراك السياسي المقبول قال الخرافي 'نؤمن بالديمقراطية حتى وان كانت هناك عشرات الوثائق ..نؤمن بالرأي والرأي الآخر ونؤمن بحرية ابداء وجهة النظر وان ينال كل انسان حقه في التعبير عن رأيه حتى وان اختلفنا معه فهذه هي الديمقراطية'.
واضاف 'اذا استوعبنا الدرس الذي مررنا به فأنا أتوقع ان تكون الفترة المقبلة فترة انتاج وأفضل من الماضي وأؤكد أنه لابد وان نحرص على أدب الحوار واحترام الآخرين..ومن غير المقبول ان يخرج الحوار في قاعة عبدالله السالم من نائب او وزير عن ادب الحوار الذي عرف به اهل الكويت وتربوا عليه'.
ومضى يقول 'من غير المقبول مصادرة آراء الآخرين' مشيرا الى تقديم نواب مشروع قانون لمعاقبة أي تحرك للحل غير الدستوري للمجلس 'وهذا لا يجوز ..وعندما يظهر قانون بهذا الشكل فكأننا نقر بسهولة حل المجلس حلا غير دستوري'.
واكد ان حل المجلس هو اجراء من حق سمو امير البلاد فحسب 'وجميعنا يؤمن بحب سمو الامير للكويت واهلها وحرصه عليهم'.
وعن زيادة عدد الصحف المحلية وعما اذا كانت تقوم بدور التهدئة او التأجيج في المجتمع قال 'لا أقول ان صحافتنا تقوم بدور تأجيجي وكل المسؤولين عن صحفنا هم من اهل الكويت'.
بيد انه اعرب عن الاسف ان الصحف تركز على الاثارة الصحفية لجذب القراء 'وهذا خطأ..لكن ذلك نتيجة للعدد الكبير للصحف وحرص كل منها على استمالة اكبر عدد من القراء'.
وقال ان الاعلام المرئي والمسموع والمقروء 'هو السلطة الرابعة' وتبعا لذلك فان عليه القيام بدور التوعية من خلال ايصال الخبر الصحيح وانتهاج الصدقية في الطرح.
وعما اذا كانت لمجلس الامة توجهات في اقرار زيادات اخرى على رواتب المواطنين لمواجهة غلاء الاسعار قال ان المسألة تتعلق بالامكانيات واقرار الممكن من القوانين التي تصب في مصلحة المواطن.
واشار في هذا السياق الى اقرار المجلس قانون صندوق المعسرين الذي نال موافقة السلطتين التشريعية والتنفيذية موضحا ان السياسة هي فن الممكن 'ولا نريد الوصول الى مرحلة التمسك بغير الممكن'.
وانتقد رئيس مجلس الامة ممارسات بعض النواب خلال جلسة مجلس الامة واستخدامهم نقاط النظام بصورة غير صحيحة مؤكدا اهمية 'تطبيق اللائحة الداخلية في منع الجمهور من ابداء الاستحسان او الاستهجان حين مناقشة موضوع ما او التصويت عليه'.
وحول انعكاس الطرح الحاد للنواب على ثقافة المجتمع قال ان 'الصراخ داخل المجلس والنقاش الحاد ليس ظاهرة جديدة والتاريخ يشهد على ذلك..لكن حدة الطرح أصبحت الآن أكثر انتشارا وتصل أحيانا الى الخروج عن أدب الحوار والمساس بقيم وأخلاق المجتمع والى التجريح وهذه فوضى غير مقبولة'.
وعما اذا كان للنقل التلفزيوني لوقائع الجلسات البرلمانية اثر في أداء النواب وحدة طرحهم اكد دور النقل التلفزيوني في ذلك 'وقد يجعل النواب محل تقييم المواطنين وبالتالي فان دوره ايجابي'.
وعن لجنة الظواهر السلبية البرلمانية قال انها شكلت قبل سنتين بغالبية ساحقة ولا بد من العمل من خلال الديمقراطية والايمان بالرأي والرأي الاخر 'ومن يمثل الشعب هم النواب الذين يجب عليهم ان يناقشوا كل القضايا ويكون الحسم عن طريق التصويت وليس بالصراخ'.
وفي رده على سؤال عن الانتقادات الامريكية التي واجهتها الكويت اخير في شأن العمالة الوافدة والاتجار بالبشر والعمل الخيري الكويتي قال الخرافي 'هذا تدخل يأتي من منطلق قدرة القوي على الضعيف..فنحن لسنا دولة ملائكة لكن الاخطاء لدينا لا تقاس نسبة لما يحصل داخل امريكا'.
واضاف 'عندما يتحدثون عن البشر .. يرى الجميع الاحداث التي تحصل في المكسيك حيث الملايين من البشر الذين يتم استغلالهم في المزارع هناك'.
ومضى الى القول انه وبرغم النقد الموجه الى الكويت فان للبلاد قوانين 'فاذا كان هناك نقص في القوانين فنحن نسعى الى اكمالها وتطويرها لحماية حقوق الانسان' مشيرا الى الجهات المعنية في الدولة بشؤون العمالة الوافدة ومتابعة قضاياها وتظلماتها.
واكد ان الجميع في الكويت 'لا يقبلون الظلم بل يقبلون النقد ويفرحون بوضع الكويت في ما يتعلق بحقوق الانسان والعمالة ومستوى العمل الخيري ونسعى الى التطوير'.
وقال ان من الغرابة ان تنتقد امريكا دولة الكويت 'رغم العلاقة المميزة بيننا..
ولا يجوز ان تصدر تلك التقارير التي تسيء الينا'.
وفي رده على سؤال بشأن الارتفاعات التي تشهدها اسعار النفط قال 'أنا متخوف من ارتفاع أسعار النفط ولست سعيدا..وأتذكر كيف تم الاستغناء عن الفحم كمصدر للطاقة والتحول عنها الى النفط..والان بدأ التفكير عمليا في ايجاد مصادر بديلة عن النفط'.
وقال ان الوضع الاقتصادي غير المستقر 'سيستمر ما لم تضع امريكا حدا للوضع المتذبذب لعملتها'.
وفي رده على سؤال في شأن تقييم الوضع الاقليمي في ظل التصعيد الحاصل بالنسبة الى الملف النووي الايراني والأوضاع المتسارعة في الساحة العراقية قال الخرافي 'ينبغي ان نكون على حذر وألا ننجرف ونأخذ مواقف دون قناعة.. وان نحكم عقولنا تجاه ما نسمع أو نرى'.
واضاف 'اعتقد ان ما يحصل بالنسبة الى الملف النووي الايراني فيه مبالغة كبيرة..
والأسلوب كان استفزازيا' واصفا ايران ب'دولة لها مكانتها واستراتيجيتها في المنطقة وينبغي الا يتم تهديدها بالصورة التي رأيناها'.
واوضح ان لا وجه للمقارنة في التعامل مع الملف النووي الايراني والملف النووي الاسرائيلي مبينا ان لا احد يتحدث عن الملف الاسرائيلي اضافة الى الاسلوب الاستفزازي 'الواضح' الذي تم فيه التعامل مع الملف النووي الايراني.
وبعد ان اعرب الخرافي عن استغرابه من هذا الطرح قال متسائلا 'هل يعني ذلك ان النووي حلال على اسرائيل النووي وحرام على غيرها' مشيرا الى تأكيدات اطلقها مسؤولون ايرانيون في شأن سلمية مشروع بلادهم النووي وعدم استخدامه لاغراض عسكرية 'وأنا سعيد بالتوجه الايراني الأخير والتطمينات الايرانية..وطهران تعرف ان المنطقة لا تتحمل أجواء بهذه الصورة'.
وذكر ان المخاوف الغربية والامريكية تجاه الملف النووي الايراني ليست الا نتاج 'تصريحات غربية استفزازية ورد فعل ايراني مماثل'.
واعرب عن اعتقاده بان 'موضوعا بهذه الحساسية بحاجة الى لغة الحوار وليس الى تصعيد ..ولا بد من احترام سيادة ايران فلا تتم المعالجة وكأنها ولاية امريكية'.
وعن الوضع في العراق في ظل الحديث انسحاب القوات الامريكية او خفض عددها دعا القوات الأمريكية الى الانسحاب 'اليوم او غدا'.
واكد اهمية الدور الايجابي الذي 'يجب ان تقوم به' الجمهورية الاسلامية الايرانية في العراق لضمان استقراره ومن ثم استقرار المنطقة بأكملها مبينا 'ان كان لايران خلاف مع أمريكا فيجب ألا يعاقب العراق على ذلك'.
ووصف العراق بانه 'من أغنى دول المنطقة' مؤكدا ضرورة تركه ليبدأ بالتنمية وينعم وشعبه بالديمقراطية التي يفتقدونها بشدة'.
تعليقات