خطاب إصلاح القضاء

عربي و دولي

نحو 200 قاض سعودي يخاطبون الملك عبدالله: 'وزارة العدل تتعدى على حقوقنا'

2683 مشاهدات 0

لملك عبدالله بن عبدالعزيز

حصلت على صورة ضوئية لخطاب موجه من قبل نحو 200 من القضاة في السعودية إلى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز يطالبونه بإصلاح القضاء وتطويره على جميع الأصعدة، وفي ما يلي نص الخطاب أدناه:


حضرة خادم الحرمين الشريفين ،
السلام عليكم ورحمة الله 

فنسأل الله العلي القدير أن يمدكم بعونه وتوفيقه ، وقياما بفريضة النصيحة لمن ولاه الله أمرنا ، واعتزازا بالهوية الاسلامية التي قام عليها الوطن، وصيانة لحياض القضاء الشرعي ، عرض الدولة ، ومأرز المظلوم ، ومنصف الحقوق ، وقوام العدالة ، وحرصا على مكتسبات بلادنا ، وإجابة لدعواتكم المتعاقبة بمحض النصح لكم : فإننا نرفع لمقامكم الكريم ماآل إليه حال الإدارة العدلية من قصور ظاهر في تحقيق تطلعات الشأن العدلي، تمثل في مظاهر نتعددة، أبرزها: تأخير تنفيذ المشروع التاريخي العظيم 'مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير القضاء '. وعدم معالجة تأخر اجراءت التقاضي، وتباعد مواعيد الجلسات القضائية ، وتدفق القضايا غير المدروس ، وضعف تفعيل الموظفين والاعوان ، والقصور الواضح في تهيئة البيئة العدلية اللائقة بسمعة هذه البلاد وكانتها ، واهمال تأسيس دور العدالة التي لا تتناسب في وضعها الحالي مع ما يجب ان تكون عليه باقرار قياديي الوزارة أنفسهم ، وكذلك التقاعس غير المبرر عن استصدار اللوائح الموكلة الى الادارة العدلية بنص الأنظمة والتعليمات المبلغة لها من مقامكم الكريم ، كلائحة شؤون القضاة الوظيفية ، ولائحة لجنة الخبراء واتعابهم ، ولائحة أعوان القضاة، ونظام التوثيق ، علاوة على ما انتهجته الادارة المذكورة من تغليب الوعود المتتابعة والتصريحات الاعلامية على حساب الحقائق المرجوة والافعال المطلوبة ، بل سعت مؤخرا بشتى الوسائل وبشكل ملفت للنظر الى قمع كل الاصوات الناصحة لدينها ووطنها ، في ظل تجاوزات نظامية واخرى مصلحية تسببت في اثارة شريحة عريضة من فئات المجتمع تبدت في امتعاض غالب لدى القضاة ومن لهم صلة بالشأن العدلي كالمحامين وغيرهم ، نتج عنه احتقان غير مسبوق داخل الوسط العدلي ، ظهرت أثاره بكثرة الاستقالات المقدمة من القضاة وما برز منها على مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والوسائل الاعلامية الأخرى داخل البلاد وخارجها.

يؤكد ذلك ما صرحت به جمعية حقوق الانسان مؤخرا من قلقها واستيائها إزاء تصرفات وزارة العدل مع القضاة والمحامين واعتبارها ذلك تعديا واضحا على حق أصيل رعاه مقامكم الكريم في أكثرمن موطن مع كافة شرائح المجتمع فكيف بالقضاة،مما جعل لجهات إعلامية ومنظمات أجنبية مغرضة مدخلا للثلب في وطننا والطعن في قضاءه ، ولما لذلك كله من أثر على المكتسبات التي نقف جميعا صفا واحدا للحفاظ عليها والذود عنها ، ولما لمسه الجميع من حرصكم الشديد واهتمامكم البالغ بتطوير واصلاح القضاء ، فاننا نعلرض على مقامكم محاسبة المتسبب في هذا القصور ، وتعيين ذي قوة وأمانة ممن سبقت له الحسنى في تولي القضاء ، أخذا بقوله الحق تبارك وتعالى:' إن خير من استاجرت القوي الأمين'، لسمو بالمرفق العدلي لمصاف الريادة التي ترمونها وسخرتم الامكانات لإجلها.

الآن - محرر الشؤون الخارجية

تعليقات

اكتب تعليقك