الشلل يسيطر على ساحة الإنجاز الحكومية.. هذا ما تراه فاطمة البكر

زاوية الكتاب

كتب 875 مشاهدات 0


القبس

وهج الأفكار  /  اللهاث الساخن!

فاطمة عثمان البكر

 

• لا بد من وقفة نظام للمراجعة، لإعلاء صوت الحق، والتخفيف من اللهاث الساخن، فمصلحة الوطن واستقراره يعلوان على كل صوت.

حالة من الإحباط والسأم والملل تصل إلى درجة القلق وعدم الاستقرار في كل فترة من الفترات، دوران في حلقة مفرغة، وتبقى تلك الحلقة المفقودة من عدم التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، يبقى الخاسر الوحيد هو توقف عجلة التنمية والإصلاح والتطوير، التي ينشدها ويترقبها الجميع لنخرج من عنق الزجاجة.

استجواب يليه استجواب، طابور من المستجوبين، وتوتّر وارتباك من المستجوبين، وتلك هي الحالة التي يعجز المواطن عن أن يجد لها مخرجاً، أصوات هادرة مهددة ومتوعدة، يستقيل الوزير أو يقال، وتبقى الحال هي الحال، يأتي ويوزر من يوزر، وتدور العجلة لنبدأ من جديد، ونعود إلى المربع الأول: استجواب!

يمضي من يمضي، ويأتي من يأتي، من دون أن نعلم كيف ستحل محاور الاستجواب؟! وإلى ماذا ستنتهي؟ وما نشهده لمحور واحد على أرض الواقع قد طُبّق أو قد حل، دوران ودوران في حلقة مفرغة.. شكاوى تتراكم، وحلول غائبة، والشلل يسيطر على ساحة الإنجاز، وأي إنجاز يتم في خضم تلك الأجواء المشحونة المضطربة؟!

اليوم، أصبحنا نعيش تحت ظلال تلك الغيوم الكثيفة، ونشهد تلك الأحداث والتغيرات المتسارعة، كما نشاهد أفلاماً كارتونية، فهذه العلاقة بين السلطتين أصابت عملية الإصلاح والتطوير في مقتل! وعندما يسأل سائل: ما الذي يحدث عندكم؟ يكون الجواب جاهزاً: إنها الديموقراطية!

ونسي من نسي، أو تناسى، أن الكويت سجّلت منذ عهدها مثلاً رائعاً لتطبيق الديموقراطية، عراقة يشار إليها بالبنان، حتى أصبحت تُسجل كأفضل الدول العريقة في تطبيق هذا المبدأ، ثقة متبادلة بين الحاكم والمحكوم، وحرية في الرأي والتعبير وممارسة حقيقية على أرض الواقع، حكماً عادلاً وشعباً حرّاً، وفي كل موقع تسجل انتصاراً في تطبيق هذا المبدأ، مثلاً ناصعاً رائعاً يُضرب، لا على المستويين المحلي والإقليمي فقط، بل تعداهما إلى المحيط الدولي، من دون مبالغة أو تهويل.

اليوم نستذكر ونذكّر الجميع - ونحن نعيش هذه الأجواء المشحونة، التي اختلط فيها الحابل بالنابل - بأنه لا بد من «وقفة نظام»، وقفة مراجعة، لإعلاء صوت العقل، والتخفيف من هذا اللهاث الساخن. فمصلحة الوطن واستقراره يعلوان على كل صوت، ويتعديان كل موقف، الكل يصبون إلى الإصلاح، ولكن الوسائل اختلفت وتضاربت، فساد جو الاضطراب، وكادت الأمور تصل إلى حد الفوضى.

كل هذا يحدث، ونحن نعيش في هذا القرن المشهود له بسرعة القفزة الحضارية المذهلة، والأمم المتحضرة هي التي تناقش قضاياها وقضايا الوطن بموضوعية وعقلانية، تنتفي فيها الشخصانية وتحل مكانها الموضوعية.

لا بد من وقفة مراجعة لتتداعى كل الحسابات، وتخف حدة التوترات، ليفترّ الثغر عن ابتسامة خجولة، سرقها إيقاع هذا الزمن، وأحداثه المتراكمة، لنكمل المسيرة الخيّرة، ولنسجل نقاط نصر وانتصار على صفحات سجّل هذا الزمان!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك