الروبوت في وزارة التربية
شباب و جامعاتالخالدي: تم تدريب 1340 معلما ومعلمة منذ بداية المشروع
نوفمبر 28, 2013, 12:47 م 3389 مشاهدات 0
قال آينشتاين: 'أفضل طريقة لتوقع المستقبل أن تصنعه'. بهذه العبارة اختصر هذا العالم المبدع الأسلوب الذي يتبعه الإنسان ليصل إلى المستقبل المتطور المنشود. أكد هذا العالم وغيره من العباقرة أن استخدام القدرات العقلية والفكرية لتحقيق الاختراعات والابتكارات الحديثة المتتالية التي تجعل الإنسان أكثر قدرة على الاستفادة من فروع العلوم المختلفة - في الفيزياء والكيمياء والرياضيات والأحياء وغيرها - هو السلوك الأمثل الذي يجعل أمور الحياة أكثر بساطة ويجعل وصول الأفراد إلى أهدافهم الحياتية العملية أسرع وأضمن.
ومن منطلق اكتشاف القدرات العقلية المبدعة وتنمية التفكير العلمي بالتدريب اللازم لصقله وتطعيمه بالمهارات التقنية الحديثة حرصت وزارة التربية على توفير أرقى البرامج والتجهيزات العلمية للمعلمين والطلاب من جيل المستقبل ليتحقق على أيديهم النهوض بمستقبل زاهر لكويتنا الغالية تفاخر به بين الأمم. ولعل استخدام الروبوت ضمن مناهج وزارة التربية يجعل الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا علميا وحياتيا أمرا ميسرا ومنتشرا بواسطة عقول وسواعد وطنية كويتية.
خريج الثانوية سيكون مهندسا بخبرته وإبداعه
وللتعرف على أهداف ومراحل مشروع الروبوت التقينا المستشار المهندس ناصر الخالدي المشرف على مشروع إدخال الروبوت في مناهج وزارة التربية الذي قال :' أحد أهدافنا تغيير عقلية الجيل الجديد من شباب الكويت وإبراز الموهبة والإبداع لدى الطلاب. فالجيل القادم هو جيل التكنولوجيا لذلك ندربهم على التصنيع الأمثل لاحتياجاتنا لأن التصنيع يوجد قيمة إضافية للإنسان'. وأضاف الخالدي ونظرا لعدم انتشار الثقافة العلمية لدى أولياء الأمور وجهلهم بنوعية الإبداع لدى أبنائهم لجأنا إلى وزارة التربية للوصول إلى كل بيت كويتي واكتشاف المواهب من الأبناء. وكانت باكورة التعاون مع التربية فصول الموهبة وإدخال أنشطة ومختبرات الروبوت إلى المدارس والتعاون مع التوجيه العام للحاسوب حتى وصلنا إلى تطوير مناهج الحاسوب لمواكبة احتياجات العصر.
وتابع الخالدي ومن المفروض بعد تنفيذ الخطة الاستراتيجية التي أقرتها وزارة التربية أن يتم بعد سنتين تعليم الروبوت من الصف الأول الابتدائي إلى الصف الثاني عشر. ونحن على ثقة بأن الطالب عند التخرج من الثانوية سيكون مهندسا بخبرته وإبداعه مؤهل لتصنيع مشروع متكامل يفيد المجتمع . إن عناصر التشويق والجذب في تدريس الروبوت تزيد من حب وتفاعل الطلبة مع المادة العلمية لما تحويه من برمجة ولحام وفك وتركيب.
تعليم الطفل الكويتي منذ سن 6 سنوات أسس البرمجة
وحول نشأة الفكرة الرئيسية للمشروع قال الخالدي : ' بدأنا فكرة مشروعنا الذي يسمى Fabrication Lab/ KW أو مختبرات التصنيع في الكويت منذ عدة سنوات أنا وزميلي المهندس أحمد الصالح وكلانا من الهيئة التدريسية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب وعندما تبنى فكرتنا مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع وهو أحد مراكز مؤسسة الكويت للتقدم العلمي أنشأنا أول Fab Lab في الخليج والثاني في الشرق الأوسط في ديسمبر 2012 . وأضاف الخالدي بدأنا بالإلكترونيات والروبوت لتأثيرهما الكبير على المجتمع. وتم تطوير مشروع الروبوت بسوفت وير Soft Wear كويتي خاص ليعلم الطفل منذ سن 6 سنوات أسس البرمجة .
وفي نفس المجال أوضح الخالدي أنهم يستقبلون الفئة العمرية من سن 6 سنوات إلى سن 70 سنة في مركز صباح الأحمد ( لغير الطلبة ) . وأن لديهم العديد من الورش مثل ورشة ميكانيكية وورشة الكترونية وورشة تصميم وورشة تعليم برامج السوفت وير وورشة روبوت. و خلال شهرين سيتم افتتاح ورشة لصناعة الخزف والزجاج والقوالب باستخدام الكمبيوتر.
وأفاد الخالدي أنه تم تدريب 1340 معلما ومعلمة للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة منذ بداية المشروع. كما تم اختيار مجموعة منهم لدخول دورات مكثفة ليصبحوا مدربين معتمدين في نظم التحكم والروبوت مع نهاية شهر يناير 2014 وذلك بالتنسيق مع لجنة وزارة التربية للروبوت.
ولفت إلى أن التدريبات أوجدت إبداعات لدى طلبة من متوسطي التحصيل العلمي فالإبداع لا يرتبط بالتفوق الدراسي والدليل أن أحد الطلبة في سن الثالثة عشرة مبدع يفوق غيره بينما لا تتجاوز نسبة تحصيله العلمي 80 %.
الروبوت يشمل ثلاثة علوم ، الفيزياء والكيمياء والرياضيات
المدرب في مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع أحمد سيد الحافظ أوضح أن الهدف من المشروع جعل التكنولوجيا مفهومة أكثر للإنسان. وقد تم اختيار الروبوت لأنه يشمل ثلاثة علوم معا : الفيزياء والكيمياء والرياضيات. ومن خلال الروبوت يتم التعرف على المستشعرات – التي توجد في جميع الإلكترونيات - ووظائفها وكيفية الاستفادة منها. وتمنى الحافظ مشاركة جميع المعلمين في الكويت في البرنامج التدريبي للاستفادة من هذه الدورات. كما أبرز أهم فوائد البرنامج بأن الطلاب كانوا يجدون صعوبة في تطبيقات دراسة الروبوت ولكن توفير المعلومات بشقيها النظري والعملي يجعل الدراسة أكثر تشويقا وجذبا للطالب وترفع مستوى التحصيل التكنولوجي لديه.
ولفت الحافظ إلى أنه عند بدء الطالب بدراسة الروبوت والتدريب على تطبيقاته ضمن مناهج وزارة التربية منذ المرحلة الابتدائية ثم المتوسطة فالثانوية فإنه يصبح قادرا في الصف الثاني عشر على ابتكار وصنع مشروع متكامل يفيد المجتمع فيتخرج من الثانوية شبه مهندس لأن التعليم في الصغر كالنقش في الحجر. أما من جهة المعلمين والمعلمات فهم – بعد اجتياز الدورة - يعدون مشاريع حياتية يومية للاستفادة منها في الحياة العملية.
الروبوت متواجد في حياتنا بأشكال متنوعة
المدرب أحمد عبدالعزيز الرشيد أكد أن الروبوت متواجد في حياتنا بأشكال متنوعة مثل المايكرويف والتلفزيون وغيرها لأن المقصود به إعطاء الأمر لأي جهاز لتنفيذ الأمر. وأشاد بدورة بوزارة التربية لاهتمامها بالبرمجة واستخدام الروبوت في الشرح والتعليم موضحا أن التدريب يشمل تركيب وبرمجة واستعمال الروبوت إلى جانب كيفية استخدامه في الحياة اليومية.
وقال الرشيد أنه يقوم بتدريب المعلمين من مختلف المناطق التعليمية في مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع استعدادا لتطبيق منهج الروبوت مع مادة الحاسوب حيث يتم تدريب الطلاب والطالبات بداية بالمرحلتين الإبتدائية والمتوسطة وعما قريب المرحلة الثانوية. وأشار إلى أن التدريب يكون من خلال دورات مكثفة.
لا يكتشف الطالب المبدع إلا المعلم المبدع
ومن جهتها شددت المهندسة أزهار السيف الموجهة العامة للدراسات العملية بالإنابة على أن
الطلبة المبدعون هم قياديو المستقبل ولابد من الكشف المبكر عن بعد النظر في تفكيرهم وعن مجالات الإبداع في عقولهم . وأن عقلية الأطفال حاليا تفوق عقلية معلميهم.
وقالت السيف أن الهدف من المشروع الحالي للروبوت هو خلق ثقافة فنية تكنولوجية بين الطلاب وتعليمهم مهارات الاعتماد على النفس بدلا من الاعتماد على الآخرين. وأضافت 'نحن نسعى لجعل التفكير الهندسي منتشرا بين الطلبة لأن هذا الأسلوب ينعكس على مستوى التفكير العلمي في أي مجال آخر'. ولفتت إلى أنه ' من خلال إدخال الإلكترونيات في التعليم Electronic in Education فنحن في حالة استمرارية بحث واطلاع بهدف تبني الموهبة حتى تصل لدرجة العبقرية. ونحن نقتدي بالدول الحائزة على أعلى تقييم عالمي في مجال إنشاء الFabrication Lab وهي بريطانيا واليابان وكوريا وبرشلونة وإسبانيا لتحقيق هدفنا.'
وفي نفس السياق أضافت السيف أن توجيه الدراسات العملية انضم إلى توجيه الحاسوب في مجال الروبوت بهدف التكامل مع مناهج العلوم والرياضيات مشيرة إلى أن الأسلوب التعليمي المستخدم لن يتضمن شرحا نظريا للدرس بل سيتم من خلال أسلوب التشويق ( اعمل واحصل على المعلومة ثم استخرج منها النظرية ).
إقناع المجتمع بطاقات الأبناء العقلية
وقالت السيف أنه تم إعداد البرامج والخطط لمشروع الروبوت 'ونحن الآن في مرحلة اختبار المعلمين الذين تم إخضاعهم لبرامج مكثفة يتبعها اختبارات عالمية وامتحانات تطبيقية نظرية وعملية وتقديم مشاريع متطورة بالتعاون مع الهيئة العامة للتعليم التطبيقي. ومتى ما اجتاز المعلم هذه الدورات والاختبارات بكفاءة وحصل على مهارات وأساسيات قوية في التخصص قابلة للتحديث وتوفرت لديه جميع الضوابط المطلوبة في المعلم المبدع فإنه يحصل على شهادة معتمدة لتدريب الطلاب في مركز صباح الأحمد لأن الوصول للطالب المبدع لا يتم إلا بواسطة معلم مبدع.
وركزت السيف على أهمية إطلاع ولي الأمر على المستوى التعليمي المتميز الذي يحصل عليه الطالب لنيل ثقة ولي الأمر مما ينتج عنه إقناع المجتمع بأكمله بطاقات الأبناء العقلية و فخرهم بثمار جهود هؤلاء الأبناء وإنجازاتهم.
وفيما يتعلق بتدريب الطلاب أوضحت السيف أنه تم اختيار عينة من مدارس المرحلة المتوسطة لكل منطقة تعليمية عددها 4 مدارس للبنين و 4 مدارس للبنات ويتم اختيار 4 طلاب أو طالبات من كل مدرسة بحيث يتم تدريب العينات المختارة من طلاب جميع المناطق التعليمية في العام الدراسي الحالي 2013-2014 كمرحلة أولى للمشروع.
طالب الابتدائي يعطي أفكارا مميزة
وباستطلاع آراء المعلمات المشاركات في الورشة التدريبية بمركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع قالت المعلمة بتول الحمدان من مدرسة شيخان الفارسي الابتدائية بنين ' استفدت من الورشة من حيث التركيب والبرمجة ولكن التدريب يحتاج إلى التركيز والدقة ونحتاج لمدة أكثر من اسبوع في الدورة. ' وأوضحت الحمدان أن مشروع الروبوت مفيد للطلاب لأنه يعلمهم استخدام الحواس والتعاون والتركيز والابتكار ومن ثم الابداع لأن الطفل هو الذي سينتج الروبوت حسب ميوله واحتياجاته. وأوضحت أن نسبة الاقبال على الروبوت تتفاوت حسب ميول الطالب لأن تدريسه ينقسم إلى مجالين هما التصميم والمجسمات فمن لا يجد نفسه في أحد المجالين يجد نفسه في الثاني او العكس أو الاثنين معا.
المعلمة دلال الكندري من مدرسة بركة بنت يسار الابتدائية للبنين لاحظت انجذاب البنين الكبير للروبوت وتوقعت أن تنتشر ثقافة التكنولوجيا كما تمنت استبدال منهج الحاسوب بالروبوت أو كورس حاسوب وكورس روبوت. وأضافت 'أن تعود الطالب منذ الصغر على هذه التكنولوجيا الحديثة المفيدة سينعكس إيجابيا على سلوكياته في المنزل خلال أوقات الفراغ. كما أنه سيستثمر هذه المعلومات والخبرات حتى المرحلة الجامعية '.
أما المعلمة عذاري مظفر من مدرسة الضلع الابتدائية للبنين فأكدت أنها تجربة جديدة 'استفدنا منها كثيرا وتختلف عن التدريس تماما ونحن تقبلنا الدورة وأحببناها كثيرا ونحتاج أكثر من أسبوع للتدريب ومتشوقة لتطبيقها على طلابي بكل حماس ' . وأضافت أنه من الممكن لطالب الابتدائي بكل سهولة إعطاء الأفكار المميزة والاستفادة من التدريب العملي.
تفاعل الطالبات كبير مع صناعة الروبوت
المعلمة شيماء بوصخر من مدرسة البيرق الابتدائية بنات قالت 'اشتركت مع ثلاثة من طالباتي الموهوبات بصنع روبوت صغير. وتميزت الطالبات بالتفاعل الكبير مع الخطوات العملية لتصنيع الروبوت وحب تركيب أجزائه بصبر ودقة '. وأضافت أن هذا يؤدي إلى تنمية المهارات العقلية والتفكير المنطقي وحساب الفعل ورد الفعل وتسلسل الأرقام دون شرط المعدل العالي للدرجات أو التفوق في جميع المواد الدراسية. مما يتيح للطالب التعرف على ميوله ومهاراته واستغلال أوقات الفراغ بشيء مفيد حتى في داخل المنزل.
من جهتها قالت المعلمة عذاري العثمان من مدرسة كعب بن زهير الابتدائية للبنين ' نحن نستخدم ثقافة وتكنولوجيا الروبوت في حياتنا اليومية وتنمية مهارات الطلاب في هذا المجال منذ المرحلة الابتدائية يجعلهم مبدعين ' .
أما المعلمة أسماء حسين من مدرسة جليب الشيوخ الابتدائية للبنات فتمنت وجود مختبرات للروبوت في جميع المدارس في الكويت وخاصة مدارس المرحلة الابتدائية بهدف تعريف وتدريب الطلاب والطالبات على الروبوت. وأضافت أن العديد من الطلاب شاركوا في مسابقات الروبوت على مدى سنوات كما شاركوا في مسابقات الحاسوب وأحرزوا مراكز متقدمة وهذا يعتبر تطبيقا دراسيا عمليا يستطيع الطالب من خلاله رؤية نتيجة تطبيقاته.
تعليقات