دول الخليج والإتفاق النووي.. عالم متغير

عربي و دولي

محمد الرميحي: الأمير اتصل بمرشد الإخوان بمصر ليقنع 'إخوان الكويت' بالتصويت على حقوق المرأة

2981 مشاهدات 0

من الندوة

أجمع المشاركون في ندوة 'دول مجلس التعاون في عالم متغير' التي نظمها منتدى العلاقات العربية والدولية  الأربعاء في العاصمة القطرية الدوحة على ضرورة تقوية الجبهة الداخلية لدول المجلس من خلال تركيز دور المؤسسات وإشراك الشعوب الخليجية في القرارات المصيرية التي تهم المنطقة بفعل التحولات العميقة التي يشهدها العالم والمحيط الخليجي.

وفي بداية الجلسة الأولى التي أدارها عبدالله بن حمد العذبة مدير تحرير صحيفة 'العرب' القطرية قال الدكتور محمد الأحمري مدير منتدى العلاقات العربية والدولية: إن دول الخليج لطالما سوقت نفسها على أنها زبون لـ 'الغرب' وعليه يجب أن تستبدل هذه الحالة بالاكتفاء الذاتي، وأنه يجب الوعي بأن الواقعية السياسية هي ما يجب أن يضبط علاقات دول الخليج بإيران.

واعتبر أن الجغرافيا السيادية في المنطقة الخليجية يجب أن تبنى على السلم وحسن الجوار، ليس مثلما فعلت دول الخليج العرب عندما سوقت بأن أمن الخليج العربي لا يتأتى إلا برحيل الرئيس العراقي السابق صدام حسين، لأن البديل أصبح هو وقوف إيران على حدود دول الخليج، وهو ما نتج عنه دمار دولة عظيمة كالعراق، وهو السيناريو الذي يمضي وإن بشكل آخر فيما يتعلق بالسودان ومصر.

ودعا الدكتور الأحمري إلى مراجعة العقليات التي تتابع السياسات في المنطقة الخليجية، لافتا النظر إلى الدعوة التي وجهها وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إلى دول الخليج من أجل إيجاد منظومة جديدة في الخليج تضم كل دولة، معتبرا أن هذه الفكرة قد تجد لها قبولا من طرف دول خليجيةوليس كلها لأنها لا تقف في القضايا الكبرى موقف رجل واحد، واعتبر أن الروايةالقومية في الخليج لا ترى في إيران شريكا، وهو موقف جامد في الوقت الذي يطرح فيه الآخر أفكارا جديدة.

وبشأن الاتفاق الأخير بين إيران والغرب، قال الأحمري أن دول الخليج تلقت تطمينات من دوائر في إسرائيل تفيد بأنه لا خوف عليهم من إيران، بدعوى أنهم مسيطرون على الكونجرس الأميركي ولديهم آليات لتغيير القرارات إذا اقتضت الحاجة، لافتا إلى إيران نجحت في استعمال السلاح النووي في المفاوضات، وعاتب الأحمري على دول الخليج بأنها لا تجد الثقة إلا في الخارج، ولا تعتبر لأمر الداخل الذي هو الجبهة الأقوى، ونبه إلى أن إيران تسير باتجاه قومي وليس عقائديا في المرحلة المقبلة، وبالتالي هناك فكر آخر يجب تطوير آليات التعامل معه.

من جانب آخر قال الباحث الأكاديمي الكويتي الدكتور محمد الرميحي: إن المنطقة تعيش حالة انتقالية شديدة الخطورة، في وقت تتحدث فيه تقارير أميركية عن انتفاء الحاجة إلى النفط الخليجي في المرحلة المقبلة، لافتا إلى أن دول الخليج ليس لديها موقف موحد في الأزمات، وقال: 'إنها تشتري دائما ورقة يانصيب، ولا تشتري بوليصة تأمين خلال الأزمات'.

وقال الرميحي: إن إيران تكره دول الخليج، لأنها ساندت النظام العراقي في الثمانينات، منتقدا الموقف العاطفي الذي اتخذته دول الخليج خلال الربيع العربي،وتصرفت خلاله بتقديم دعم مالي وزيادة في رواتب العسكريين والمواطنين، منتقدا شعار 'نحن غير' الذي تتبناه دول الخليج،

وضرب مثالا بما جرى في البحرين وسلطنة عمان واللتين تعاملت معهما المنطقة بطريقتين مختلفتين.
وأشار إلى أن دول الربيعالعربي تعيش أحوالا صعبة، وبخاصة بعد الصعوبات التي واجهت حكومات الإسلام السياسي، ما أدى إلى ضمور الدولة وأخرج الهويات الصغرى إلى العلن، لافتا إلى أن الخريطة الجديدة التي تنتظر المنطقة العربية تظهر تقسيما واضحا لعدد من الدول.
ولفت إلى أن دول الخليج مطالبون بإنقاذ الربيع العربي، وعليهم ضخ حوالي 160 مليار دولار في كل من مصر واليمن وتونس، لكنها غير قادرة إلا على مبلغ 60 مليار دولار، وهذا لن يمكن من إنقاذ اقتصادات هذه الدول التي تتجه نحو الانهيار.

وتطرق الرميحي خلال حديثه عن ما أسماه فشل الإخوان المسلمين في الإسلام السياسي مستذكرا حادثة قبل سنوات قائلا: اتصل سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد عندما كان رئيسا للوزراء ووزير الخارجية حيث اتصل بمرشد الإخوان في مصر لإقناعه بالتأثير على الإخوان في الكويت ؛ ليمرروا قانون حقوق المرأة السياسية بالتصويت في مجلس الأمة .

بدوره، من الكويت، قال الدكتور ظافر العجمي المحلل السياسي والاستراتيجي هناك مبررات دفعت إلى التقارب الإيراني-الأميركي، وهناك محفزات من طرفين، فبالنسبة لإيران هي تعاني من الحصارالاقتصادي المفروض عليها من سنوات، بينما أميركا تعبت من قضاياها الداخلية على أكثر من مستوى، لافتا إلى أن هذا يصب في صالح إيران التي لن تتوقف عن أنشطتها التجسسية وتهديدها للمنطقة الخليجية والعربية.
واعتبر أن إيران رأت أن أفضل طريقة لبقاء النظام هي التصالح مع الغرب، لافتا إلى فشل الاستخبارات الخليجية في جمع المعلوماتالكافية وبناء تصور استراتيجي وتقريبه من صانع القرار السياسي، مبينا في الوقت نفسه أن التقارب الأميركي الإيراني سينعكس إيجابا على إسرائيل وبخاصة الجبهة مع حزب الله في لبنان، ودعا إلى ضرورة إعادة هيكلة أجهزة الاستخبارات في المنطقة الخليجية.

من جانبه قال الدبلوماسي القطري ناصر حمد الخليفة: إنه لا يوجد مبرر للخوف من التقارب الإيراني الأميركي، لأن هذا الاتفاق قد يكون بديلا عن حرب تكون المنطقة الخليجية ساحة لها، معتبرا أن هذا الاتفاق أولي، وليس نهائيا للحكم عليه.
واعتبر أن الشعوب الخليجية لا تعرف تماما ماذا يتهددها في حال حدوث أي تسرب إشعاعي من مفاعل بوشهر النووي، مبينا أن جيران الخليج ليسوا أفضل الجيران،ولديهم أطماع في المنطقة وطموحات، مبرزا أن دول الخليج هي أضعف نقطة في المنطقة وفي آسيا رغم الأموال الهائلة التي تتمتع بها، ولديها تحد في أكثر من اتجاه.
وأشار إلى أن بنود الاتفاق بين إيران وأميركا يتضمن نقاطا عريضة هي تخفيض التخصيب إلى أقل من %5، وقف العمل في مفاعل أراك، والسماح بالتفتيش المفاجئ للمفاعلات النووية، لكن في النهاية إيران انتزعت الاعتراف بحقها في التكنولوجيا النووي، والاعتراف بقدرتها على التطوير وحيازة المعرفة اللازمة.

وقال: إن الستة أشهر المقبلة سيظهر مسار هذا الاتفاق ونجاحه، مبينا أن دول الخليج لا تمتلك مراكز تفكير ولا توجد بها خلايا أزمات قادرة على مواكبة التحولات السياسية في المنطقة.

الآن- محرر الشئون الخليجية

تعليقات

اكتب تعليقك