عن نواب الأحضان الدافئة!.. يكتب ناصر الحسيني

زاوية الكتاب

كتب 630 مشاهدات 0


عالم اليوم

صرخة قلم  /  إلى النواب المؤيدين للحكومة

ناصر الحسيني

 

يقول المثل «الشاطر يتعلم من غيره»، وأنا اطلب من النواب الجدد المساندين للحكومة بالاستجوابات ان يتعلموا من درس النواب الذين سبقوهم بالخبرة، كيف كافئتهم الحكومة بعد مسانتدهم لها، لقد رمتهم الحكومة وتخلت عنهم، مع انهم استماتوا بالدفاع عنها، ورغم ذلك بعض النواب الحاليين لم يتعلموا من درس الذين سبقوهم، ووقفوا مع الحكومة بكل شاردة وواردة، معتقدين بأنهم «وصلوا» واصبحوا قريبين من الاقطاب، وسيكونون في احضانهم الدافئة.

حقيقة النواب الذين يفكرون بهذا التفكير، ماهم إلا جهلاء سياسيا، ولا يجيدون القراءة للاحداث السياسية الماضية والحاضرة، فلو كان لديهم ذرة عقل، والتفتوا خلفهم للاطلاع على السجل الماضي للنواب الموالين للحكومة، لما اتخذوا قرار الدفاع عنها، لأن الحكومة -قلتها سابقا، واقولها مجددا بأن- لا صاحب لها إلا من يجلس على الكرسي الاخضر، وبعد فقدانه العضوية تغلق الابواب بوجهه، ولا يعطى حتى موعد لمقابلة وزير أو شيخ.

فإن كان بعض النواب يرى انه لن ينجح مرة أخرى، لذلك سيستثمر عضويته مع الحكومة في الاستجوابات من أجل الاستفادة الوقتية، أي كأنه مؤجر يده بثمن، فهذه مصيبة ويعتبر خائنا للامانة، وما اعظم عقاب خيانة الامانة عند الله عز وجل، ويعتبر انسانا رخيصا ومسخا ووضيعا، وكما باع امانته مستعد ان يبيع أغلى ما يملك بالحياة، والعياذ بالله.

وان كان وقوفه مع الحكومة من أجل التقرب منها، فأحب ان اقول له بأن الحكومة لا صديق لها، وهناك عدة ادلة على ذلك، ومنها معركة انتخابات الرئاسة الأخيرة، وحذفها لنائب موال لها بنسبة 100% والذي بسبب وقوفه معها تعرض حتى لتشويه سمعته، وفي النهاية صوتت لغيره، كما حذفت بعض نواب المجلس الثاني المبطل في سلة المهملات، وحرمتهم حتى من تسمية «نائب سابق» بعد ان ضحوا من اجلها ولم يقاطعوا الانتخابات كما قاطعها غيرهم، بل أن بعض المقاطعين دعمتهم في الوصول لأعلى المناصب.

نهاية المطاف.. اشد على من يتخذ موقفه وفق ضمير، سواء أكان مع أم ضد الحكومة، أما الذين يتغنون باسم الحكومة بكل شاردة وواردة، فأحب ان اقول لهم، ان من سبقكم قدم اكثر مما قدمتم، وتم حذفهم دون ان يقال لهم سعيكم مشكورا، وسيأتي اليوم الذي تحذفكم به الحكومة كما حذفت غيرهم، ووقتها ستصبحون مثل معايد القريتين «لا حصل مرامه.. ولا سلم من ملامه» وانتم كذلك، ففي الانتخابات المقبلة، ستدعم الحكومة غيركم لانكم في نظرها احترقتم شعبيا وساعتها ستفلسون شعبيا وحكوميا، والسمعة «سلم عليها».

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك