خلود الخميس: المنصب الوزاري مثل سوق 'الجت'
زاوية الكتابكتب يوليو 3, 2007, 7:55 ص 554 مشاهدات 0
اللي يكون
بالوجة
عدد القراء: 19
03/07/2007
خلود عبدالله الخميس
.. واستقال وزير النفط ، فهل سيتغير شيء؟ لا أظن.
وهذا الاعتقاد ليس له علاقة بالتفاؤل والتشاؤم، بل بالقراءة لواقع اختيار
الحكومات على تعاقبها، وهي تؤكد أن صاحب مقولة 'اقضب مجنونك لا يجيك أجن
منه' حكيم! وأنها تليق كمرجع لأي عضو يتبطر على نعمة وزير حالي و يشمر
ليزيحه ويعطي لنقمة التدوير والتعديل والحل، الإتيان بفرعون جديد!
لأن أغلب 'الحملان الوديعة' عندما يعطون فرصة التوزير ينقلبون على أعقابهم،
ويتصدر الشر سلوكهم في الأداء، فيصيرون فسدة، مرتشين، طماعين،
'مغازلجية'...! وكأن المنصب الوزاري ملعون!
فأضحى المنصب الوزاري مثل سوق 'الجت' العرض فيه أكبر من الطلب عليه فرخصت
البضاعة حتى صارت توزع مجانا آخر النهار!
فمتى ما رفض كثيرون من الرجال الوزارة، أخذ الحقيبة 'اللي يكون بالوجه' قبل
إعلانها بساعات!
وهذا الوضع، بالطبع، لا ينطبق على الناشطات السياسيات لأنهن يحترقن انتظارا
للمنصب الوزاري أكثر من الفارس فوق حصان أبيض الذي بات Old Fashion!
المشكلة أنه كلما أتى وزير حوسب على 'بكشة' وزارته، وهكذا! وكلهم ذهبوا
وبقيت هي وكل يقذفها في ملعب الوزير المقبل الذي ما أن يتسلم الحقيبة، حتى
يقذف بها ومن ثمة بكل محتوياتها التي تفيض عليه من ألسنة الأعضاء فيخرج منها
مذموما مدحورا! وللتاريخ، فإن الحقيقة الوحيدة في مسألة استجواب أي وزير أنه
مسؤول سياسيا، ولكن مادون ذلك فجله افتراء وشخصنة!
إن مبدأ التغيير متفق عليه بين جميع شرائح الشعب وعلى مختلف توجهاتهم، ولكن
للتغيير منهجية، كما يجب أن يكون للنواب خطة عمل وبرنامج للتنمية، فيمكن أن
تستغل طاقات المجلس وطواقم العمل بالإنتاج أكثر من الهدم، فالكويت في أمس
الحاجة لتلك الحناجر التي تشتم وتصرخ فيمكن أن تستخدم كل تلك البلاغة
إن مجلس الأمة الحالي ليس إلا مجلسا دفاعيا عن تركة وإرث وتاريخ لا يمكن
تغييره، فكما أن هناك قضايا تسقط بالتقادم قانونا، يجب أن نتفوق على مرارة أن
هناك ماضيا في الإدارة الحكومية نظاما وأشخاصا.
ففي سبيل مستقبل البلاد أصبح حتميا وواجبا وطنيا بل وقضية أمن قومي، أن نقلب
الصفحة ونبدأ من جديد، فهل هذا طلب كثير على الكويت؟
القبس
تعليقات