الكارثة لم تكن يوما في الأمطار وإنما في غياب الحكومة.. برأي وليد الغانم

زاوية الكتاب

كتب 485 مشاهدات 0


القبس

الكارثة في غيابكم.. لا في الأمطار!

وليد عبد الله الغانم

 

اضطربت احوال الديرة خلال ساعة زمن بعد الامطار الطيبة التي انعم الله بها علينا، توقف السير وانقطع الناس في الطريق وطفحت بعض المناطق، وعمّت الفوضى بعض المرافق، وحوصر افراد من الناس وسط سيول متفرقة سريعة، ملأت شوارع الكويت، وفي حين كانت الجهراء الصامدة هي ضحية هذه الاحداث عادة، الا أن منطقة ام الهيمان، بادلتها الدور هذه المرة، ولطف الله بها من كارثة قريبة!

هل نلومكم على الامطار؟! حاشا لله، فهذه نعمة عظيمة ينتظرها الناس كل عام، لكنكم ضاعفتم صعوبة الاحداث بغيابكم وغياب اجهزتكم ومسؤوليكم عن واجهة الاحداث. وأستغرب كيف تفتقر الحكومة - الى يومنا هذا - الى آلية التعامل مع احداث طبيعية معتادة، ويمكن رصدها وتوقعها في كل انحاء العالم، ونحن في الكويت أرحم حالاً آلاف المرات من دول تبتلى بفيضانات حقيقية واعاصير وزلازل وكوارث، لكنها تحسن التعامل معها والاستعداد لها وتجتهد حكوماتها في التخفيف من الاضرار ومعالجة الخسائر بحكمة وشجاعة؟!

اين ما يسمى «الدفاع المدني؟»، ما دور هذا الجهاز الذي نسمع به ولا نراه؟ ما فائدة مصاريفه وخسائره ومسؤوليه وعتاده ان لم ينفعنا في مثل هذه الظروف الطارئة؟! أين لجنة التدخل السريع لادارة الازمات؟ أين كفاءة الاجهزة الاعلامية الرسمية التي فشلت فشلا ذريعا يوازي فشل الاشغال في الاستعداد لما حصل؟!

هل كان صعباً عليكم إنشاء غرفة عمليات واستديو بث مباشر لفريق عمل مهيأ لمثل هذه الظروف من جهات الاختصاص، كالدفاع المدني والاطفاء والداخلية والارصاد ووزارات الخدمات؟ هل كان غائباً عنكم بث رسائل اعلامية مباشرة تطمئن الناس وتوجههم لمواقع السلامة وتتلقى نداءات الانقاذ ساعة تلو ساعة؟ هل سقطت واجبات المسؤولين من التواجد في مواقع الاحداث الحيوية وادارة ساعات الذروة في الامطار؟!.. الكارثة لم تكن يوما في الامطار، وانما الكارثة الحقيقية في غيابكم، واما لجنة المرافق في مجلس الامة فنقول لاهل الكويت: عظَّم الله أجركم فيها.. والله الموفِّق.

* * *

شكراً وألف شكر لشباب ورجال الاطفاء على جهودهم، وشكراً وألف شكر للشباب المتطوعين في شتى المناطق لجهودهم الصادقة أثناء الأمطار الأخيرة.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك