وضع الحرب الأهلية السورية كما يراه علي البغلي معقّد

القبس

جرة قلم  /  التطرف كنز التطرف!

علي أحمد البغلي

 

وصلتنا رسائل بوسائل الاتصال الاجتماعي، رأينا فيها الوجوه المتجهمة لاساطين السلفية التكفيرية و«الإخوان» يدعون فيها لمناصرة المقاتلين في سوريا بالمال والعتاد والسلاح، بل ان احدهم افتخر بقتل عائلة كاملة بمن فيها الاطفال الذين شاهدنا صورهم يعرضها بيديه الملطختين بالدماء!

هذا التطرف الذي لم يحرِّك ساكناً لدى الاجهزة المختصة بحكومتنا الرشيدة، جلب تطرفا آخر لا يقل خطورة!

فقد رأينا تظاهرة لمواطنين عراقيين وكويتيين سابقين و«بدون» امام السفارة الكويتية في لندن.. تلك التظاهرة كان وقودها وموضوعها الاحتجاج على الطرح المتطرف للقلة التكفيرية و«الإخوانية» الكويتية، الداعية الى القتل والذبح.. المتظاهرون أسمعونا «هوسات» طائفية وتعرّضوا للكويت ورموزها بشكل جارح وبتهديد واضح وغير مبطّن!

فلماذا نضع أنفسنا، او نسمح لبعضنا باعطاء المجال للآخرين بالتعرض للكويت وأبنائها ورموزها؟!

إن الشعب السوري الشقيق - كما تقول الارقام عن مشرديه ونازحيه وجرحاه - يحتاج الى كل الدعم منا.. ولكن الدعم يجب ألا يصب في مجرى زيادة القتلى والجرحى والنازحين.. بل يجب ان يوجه ويصب في النشاطات الانمائية لإخواننا السوريين، حتى يفك الله كربتهم وينتهي الجحيم الذي يعيشون فيه واكتووا بناره، منذ سنوات! فالحرب الاهلية السورية وضع معقّد، ولا يمكن لأحد أن يتكهّن بنتائجها النهائية.. وتدخل المتطرفين المنتمين الى «القاعدة» أمثال «داعش» واشباهها، طول أمد تلك الحرب القبيحة، وطول عمر النظام الدكتاتوري الحاكم، فلا احد في العالم يثق بالسلفية الجهادية التكفيرية، التي تمثل أحد أجنحة «القاعدة»، إلا القلة الشاذَّة التي تعيش بين ظهرانينا، وبلدان مصدر «القاعدة»!

فالطرح المتطرف من أي طرف كان، هو كنز ثمين لأهل الطرح المتطرِّف في الطرف الآخر!

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.