'القهوة' الخليجية للعرب وأفريقيا!.. بقلم غنيم الزعبي
زاوية الكتابكتب نوفمبر 21, 2013, 11:57 م 672 مشاهدات 0
الأنباء
في الصميم / دول الخليج يئست من العرب فاتجهت لأفريقيا
م. غنيم الزعبي
قبل أكثر من 100 سنة تقريبا، كان أحد البدو يصب القهوة لضيفه، وعادة البدو أن يشربوا فنجانين أو ثلاثة ثم يكتفوا، لكن هذا الضيف لم يكتف إلا بعد 15 فنجان قهوة، فقال صاحب القهوة هذين البيتين ممازحا ضيفه:
خمسة عشر فنجال لحنيف صبيت
لو هو بيروي قربة قد ملاها
حال دول الخليج مع الدول العربية ينطبق عليهما نوعا ما ما حدث لهذا البدوي وضيفه الذي لم يتوقف عن شرب القهوة.. فدول الخليج ومنذ بدايات اكتشاف النفط فيها ودخول تلك الأموال الطائلة في خزائنها وهي «تقهوي» الدول العربية الكبيرة قبل الصغيرة وضخت عشرات ان لم تكن مئات المليارات في تلك الدول على شكل منح ومساعدات وقروض ميسرة - لم تحصل أبدا - وحتى على شكل تسهيلات نفطية تتمثل في مئات الملايين من براميل النفط التي منحتها دول الخليج للدول العربية بل إن بعض دول الخليج مثل الكويت والإمارات وقطر أنشأوا صناديق مليارية فقط لمساعدة الدول العربية، وأحد أمثلتها الساطعة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والذي توجد بصماته في جميع الدول العربية.
والآن وبعد أكثر من 50 سنة من «القهوة» الخليجية للعرب.. هل اكتفوا؟ هل تغيرت أوضاعهم الاقتصادية واستفادوا من مليارات الخليج؟ مع الأسف الإجابة هي لا.. ما زالت تلك الدول العربية «فاتحة فمها» وتطلب المزيد والسبب أن المليارات الخليجية تبخرت في الهواء بسبب الفساد وسوء الإدارة في تلك الدول.
وهذا قد يفسر جزءا من أسباب توجه دول الخليج الى القارة السمراء، فقد انتشرت الوفود الخليجية في تلك القارة وعقدت اتفاقيات هائلة تزاوج بين موارد أفريقيا الطبيعية وغاباتها والمال الخليجي لينتج عن ذلك التزاوج ضمان غذائي لدول الخليج في المستقبل البعيد وهذي هي ميزة أفريقيا عن الدول العربية.. أخيرا وجدت دول الخليج مردودا ونتيجة لضخها الأموال فيتلك القارة فهي (ان تم فعلا تنفيذ تلك الاتفاقيات) قد ضمنت أمنها الغذائي لعشرات السنين القادمة على عكس ملياراتها التي تبخرت في الدول العربية.
تعليقات