على عتبات الفوضى! بقلم أحمد الحميدي
زاوية الكتابكتب نوفمبر 21, 2013, 9:57 ص 961 مشاهدات 0
هذا الوطن المترامي الأطراف الرابض في سويداء القلب, الساكن في الأحداق, لا يمكن ـ بأي حال من الأحوال ـ أن تُختصر حدوده في فرد أو جماعة ، في حين ليس لهم أي قيمة تذكر مقارنة بالجماهير التي عبّرت عن إرادتها وعنفوانها وقوة حضورها في ساحات الخارطه السياسية حين أعلنت الولاء لوحدة الوطن لا لفرد أو جماعة.
هذا الموقف نستذكره اليوم و نطرحه لمن يمارسون الخديعة ويريدون الالتفاف على مواثيق و مبادرات كان أساسها الشارع الذي أكد بجلاء ووضوح لا لبس فيه, أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية وقدرة الشباب على القيادة والتفاوض.
أما الذين يختانون أنفسهم اليوم ويدبرون في عتمة ليل, كيف يجعلون الوطن شذراً مذراً باسم التقاسم والتفرقة ، إنكم بهذا الاحتقان النفسي الرهيب تكشفون عن مؤامرة تؤدي إلى دمار وطن وعن أنفس راغبة في التدمير, نزاعة للعنف, ميالة للرغبات ولا تعيرون التاريخ ولا الهوية ولا الانتماء الوطني والروحي أي معنى، وكأنكم خشب مسندة ومسخرون فقط لدور تؤدونه، هو العمل على إرباك الوطن بمسرحية المماطله العبثية السوداء, أنتم أبطالها, يا من يضع الوطن تحت طائلة الخوف وعدم الاستقرار المؤديين إلى أحر من جهنم لتقرّ أنفسكم بدوافعها الخبيثه.
وسواء أدركتم ما تخططون له من فظاعة أم لا, فإنكم تضعون أنفسكم في مستوى لا تحسدون عليه، وتقدمون ذواتكم في الهزيمة قبل أن تنوجد، ذلك أن القوى الخيرة لكم بالمرصاد وبمقدار غيكم ستكون الطود الذي تتكسر عليه كل المؤامرات الجهنمية، ولن تقوم لأحد قائمه بعد أن يذهب إلى الذل والمهانة بتدبيره الغير حصيف والذي ينكر على الشعب أحقيته في الوجود والتطلع والمواطنة المتساوية، وليس البحث عن فيد وتقاسم وتعبير عن رغبات دفينة تريد أن تكون عبر إلحاق الضرر بالوطن.
وليعلم من يعزفون نشازاً ويتخذون القادم للتشظي، أنهم كمن يقبض ريحاً في مجرد فراغ, فالشعب ـ الذي تجرع الألم - هو اليوم أكثر من أي وقت مضى قدرة على تجاوز عتبات الفوضى وإرباك المسير ، وهو من يوقع البغاث في مصيدتهم التي يحاولون إيقاع الوطن فيها.
وليعلم من لا يريد أن يعلم أن فعل المؤامرة بيّن وواضح وأن الذين هزمتهم إرادة الأمة في الماضي والحاضر ستهزمهم في المستقبل بكل ألوانهم الرمادية والسوداء والحمراء، وبكل عويلهم وصرختهم الماكرة وادعاءاتهم وتفننهم في الطائفية والمناطقية والفئوية الرهيبة، سيهزمهم وطن يريد الحرية والحياة ويقاوم الظلام في كل مراحله الشيطانية ولن يقبل أحد على هذا التراب أن يدنس فهو قدر ومصير.
عجلة التاريخ لا تتراجع إلى الوراء، ولا تتوقف عن الدوران أبداً، ولم يخلق لها مقود ليكون بيد أحدٍ منهم، والوطن عصي على كل تدابيرهم التي يتفننون في صياغتها ويجيدون إخراجها ويقعون في نهاية عبثية تلحق بهم أفدح الضرر قبل الوطن.
وإذاً.. كل الجماهير تعقل ما يدبر في ليل، وترى أن أي نزوعا إلى الجحيم مرفوض، وأن البقاء للأصلح والأجدى مهما اعتلى الخبث منابر الكيد وصاح ولاح على الوهم لكي يزيف لنا الحقيقة, فالوطن كبير.. كبير.. لا يفقه معناه المرجفون ولا من يستهينون بعظمته ولا يقرأون كتاب الوطن الذي تتلى فيه قصص الولاء والانتماء..
من هنا لا بد أن يحترز الخيرون من البغاة, وفي كل الأحوال نقول كلمة على مضض:
إن كنا نريد.. سنفعل..
ولكن يجب أن نعي ما نريد أولا ً..
تعليقات