أليس واجباً حل مشاكل الداخل قبل النظر للخارج؟!.. مشاري العدواني متسائلاً

عالم اليوم

تم النشر  /  عِدونا أفارقة!!

مشاري العدواني

 

يا رباه .... كما يوقع (بتعليقه) على الاهداف الكروية الجميلة، معلق الجزيرة الرياضية فارس عوض، هي ايضا يا رباه ... باتت توقيعات الشعب الكويتي، عند سماعهم عن ملايين الدنانير، التي تخرج من خزائن بنك الكويت المركزي (مفقودة) لخزائن قادة، ودول، وشعوب، دول العالم مولودة!

قسما بالله ازعجتمونا بسالفة، لما احتجنا بالغزو لمواقف الدول، كانت مساعداتنا السابقة لهم هي التي جعلتهم يقفون معنا، طيب السؤال الجوهري، يعني لو امريكا وقفت ضدنا بالغزو، وعارضت العمل العسكري هل يعتقد عاقل بأننا كنا تحررنا بسبعة اشهر ؟! هل مثلا زيمبابوي او كينيا، او بنين، او اي دولة بل 100 دولة من دول العالم ستقف في وجه امريكا ؟!!

ومع ذلك المساعدات وتوزيعها على دول العالم امر محمود، والقروض الميسرة التي تعطى للحكومات اذا كانت سترجع لخزائننا بعد سنوات ايضا امر محمود، والتنمية في جميع المجالات للدول الفقيرة ايضا محمودة، ولكن من البديهي ان تكون سياسة الدولة اي دولة محترمة، مو بس احنا (متوازنة، وعادلة، وحكيمة، في الداخل كما الخارج)! فما فائدة سياسة خارجية تصل الى حد الكمال ....... مع سياسة داخلية تصل لحد الخراب ؟! وما فائدة اهل الكويت ببناء شارع او مدرسة او مستشفى، يخدم الملايين في دولة اخرى، وفي الكويت نفسها، حالة عجز وشلل بالمرافق العامة؟!

وما فائدة تنمية البشر في دول العالم، واهمال التنمية البشرية في الكويت نفسها ؟! وما فائدة اسعاد شعوب دول الخارج، وتعاسة وقلاقل للشعب بالداخل؟!

نحن نسعد بأن نكون متفوقين في اي مجال من مجالات الحياة كدولة، وان نكون متفوقين دبلوماسيا، ولاعبين اقوياء بالسياسة الخارجية، لكن قبل ان نلتفت لمشاكل الخارج واهل الخارج، اليس واجبا علينا ان نحل مشاكل الداخل واهل الكويت ؟!! 

وحالة الازدواج بالمعايير في التعامل بين السياستين الداخلية والخارجية لا تتحقق، إلا اذا كانت السلطة التنفيذية، مصدقة مقولات مثل (كل الامور زينة، والله لا يغير علينا، واحنا احسن من غيرنا) وهذا امر ينافي الحقيقة والواقع الذي يعاني منه اليوم كل الكويتيين من مختلف المشارب والأطياف، فالأمور ليست زينة، والتراجع، والفساد، والتردي، بات كالسوس ينخر في كل زاوية من زوايا الوطن، فهل من عاقل يتفكر ؟!!