انفجار البدون قد يكون قريباً.. فهد المنديل محذراً

زاوية الكتاب

كتب 1002 مشاهدات 0


عالم اليوم

صيد الخاطر  /  البدون...إلى متى...؟

فهد بن أحمد المنديل

 

كتبنا مقالات سابقة ومازلنا وسنستمر بإذن الله مع الحق في مأساة البدون ( وإن كنت أرفض هذه التسمية إلا أنها واقع يجب التعامل معه لحين إيجاد الحل) وما يعانونه من ظلم في تعامل البعض معهم، الأجيال تتعاقب والمشكلة تكبر وليس هناك بصيص أمل، اتقوا الله في الكويت فقد أكثرتم علينا المشاكل، فمن غير المعقول أن تتعامل الداخلية معهم بهذا السوء من ضرب واقتحام المنازل وترهيبهم بطريقة بوليسية وقد أثبت الواقع أن تلك الطرق تكون سببا في ولادة مشاكل وتراكمات بين الأجيال وتتولد بسببها الإحباطات النفسية التي لاشك أن أثرها سيجر الكويت إلى ما لا يحمد عقباه، ولا سبيل لحل المشكلة إلا بالابتعاد عن النظرة الدونية لهم وإعطاء كل ذي حقٍّ حقه سواء بالجنسية أو التعامل المدني الراقي، ذلك هو التحضر وتلك هي سماحة الشريعة وعدلها، وإن كان البعض ينظر إلى ما يسببه التجنيس من الحصول على امتيازات تتميز بها الكويت عن غيرها من الدول فتلك من الحقوق الواجبة لكل من يحمل شرف جنسية هذا البلد الكريم المعطاء الذي وصل عطاؤه وكرمه حتى للأعداء، فسبحان الله فإن من البدون من ولاؤه يفوق كثيرا ممن يحمل الجنسية بل منهم من افتدى هذا البلد بنفسه وماله وأهله، والأمثلة في ذلك كثيرة واقرؤوا عن أفعالهم أيام الغزو ومن ضحى بنفسه فداء للأمير جابر الأحمد (رحمه الله وغفر له)، مأساة البدون كبيرة أكبر من أن يتصورها من يجلس على أريكته في فلّته رافعا أنفه لا يرى من حوله ولا يقيس الأمور بمقياس الحق والباطل ولا المفاسد والمصالح، فلابد لكل من يتولى مسؤولية حل المشكلة أن يعرف المعاناة الحقيقية والواقعية التي يعيشها إخواننا البدون، وهي في الحقيقة لم تكن مشكلة وإنما جعلتها الدولة مشكلة بعد أن أهملتها فتكاثر الناس فجاء جيل يريد أن يعيش حياة كريمة يحمل فيها هوية يستطيع من خلالها أن يتعامل مع الدولة تعاملا مدنيا محترما، للأسف كلمة بدون أصبحت سُبَّة لهم مع أن فيهم من العوائل الكريمة والعفيفة التي لن تجد مثلهم فيمن يحمل الجنسية الكويتية، هذه المشكلة يجب أن يتم حلها بعيدا عن المقايضات السياسية، فالانفجار قد يكون قريبا وعندها(إذا فات الفوت ما ينفع الصوت)، هناك من البدون من أغلقت الدنيا أبوابها أمامه وأمام عائلته وقد يرتكب حماقات تضر بالدولة وهو لن يخسر أكثر مما خسر، وهناك من الدول والجماعات من يتربص بنا الدوائر ويتحين الفرص ويصطاد ضعفاء النفوس للتخريب ودليل الشبكات التجسسية التي تم اكتشافها، وأول الطريق لحل هذه المشكلة هو إبعاد من يعانون من مشكلة نفسية مع البدون فلا يمكن أن يأتي الحل من أمثال هؤلاء، فهؤلاء ليسوا إلا أدوات للتسويف في حل المشكلة...ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 الخاتمة

 أمنت لما أقمت العدل بينهم

فنمت نوما قرير العين هانيها

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك