صراع البرتغال والسويد يتجدد لخطف بطاقة التأهل

رياضة

والديوك الفرنسة تواجه شبح الغياب عن مونديال البرازيل 2014

1904 مشاهدات 0


سيتكرر مشهد موقعة الذهاب بين البرتغال والسويد حين تستضيف الأخيرة لقاء العودة غدا الثلاثاء في الساعة 10:45 مساء بتوقيت دولة الكويت بمعطيات تماثل ما شهدناه في لشبونة مع فارق هدف كريستيانو رونالدو الذي بسببه ينتظر من غريمه زلاتان إبراهيموفيتش رد التحية لتعديل الكفة على الأقل في مباراتهما غير الرسمية ضمن السباق الرسمي للملحق الأوروبي نحو البرازيل.

ذهابا أثبت النجم البرتغالي علو كعبه ونضجه وخامته الفردية بهدف طائر معقد فنيا وبدنيا منح بلاده أفضلية غير حاسمة هي خير من تعادل سلبي، فيما الهدف الثاني للنجم المدريدي لاح أقرب من الوريد إليه برأسية اكتفى العملاق إيساكسون حامي العرين السويدي (1.99 م) بمتابعتها تهز العارضة بصخب ماثل التسديد بالقدم.

ولعل ما قاله رونالدو عقب الفوز خير دليل على واقع الحال إذ أكد على أهمية هدف الذهاب بالأفضلية البسيطة التي منحهم إياها مشددا على إهدار إمكانية مضاعفته بعدد من الفرص الخطيرة، وأضاف أن هذه الأفضلية ترفع  معنوياتهم تمهيدا لموقعة سولنا الباردة جدا ( درجة الحرارة المتوقعة صفر) على مشارف بحر البلطيق، لكنه لم يغفل توخي الحذر بقوله: ما زالت فرص كل  من الفريقين من وجهة نظري متساوية بنسبة 50% لكل منهما.

وبعد أن نجح في إخضاع إمكانات رقيبه الظهير الأيمن مايكل لاستيغ ووجد الفرص للتسديد بمفرده سبع مرات على المرمى السويدي، سيكون كريستيانو أمام تحد جديد بوجه صلابة مدافعي السويد وعنادهم وشراستهم، وفي مقدمتهم محترف سلتيك لاستيغ صاحب الباع الطويل (40 مباراة دولية) دون إغفال حاجته لدعم كبير من زملائه ولاسيما الجناح لارسون لإيقاف قلب البرتغال النابض حيوية دوما.

أما إيابا فلِما سبق تتمة، من حسم الظهور المونديالي إلى إقرار المعركة الخفية بين عملاقي سان جيرمان وريال مدريد وما سيكتنفها من زعل دميم لكل عاشق ومتذوق للمستديرة لا للهويات مع دوي الصافرة الثلاثية للإنكليزي هاورد ويب ومعرفة من ستفتقده ميادين البرازيل النضرة.

جوهرة السويد وفريق الأمراء الباريسي سيجد نفسه أمام عقبة بدنية مدريدية أخرى توازي العقبة النفسية لنجومية رونالدو مع وجود بيبي الذي كشف عن وجه مغاير لما يعرف به عنه من القوةّ المفتقرةِ حكمة، حين نجح بحجب الرؤية بين السلطان المبدع والحارس روي باتريسيو باستثناء نفاذ وحيد لم يحرّك في الماء ركودا.

لكن قطعا ما شهدناه في إستاد دا لوش معززا بحناجر أكثر من 50 ألف برتغالي شكلوا وقودا لكل من ارتدى القميص الأحمر، لن ينطبق على الأغلب في إستاد الأصدقاء في سولنا حيث ستزحف عاشقة البدلات الصفر بكل عزم لتفجير أقصى طاقات منتخب بلادها عموما وزلاتان خصوصا المعقودة عليه آمال كل سويدي.

وزاد زلاتان وزر الحمل عليه ورفاقه بكلامه أن منتخب بلاده يستحق السفر إلى البرازيل أكثر من منافسه البرتغالي، ما يعكس ثقة واعتداد بالنفس قل نظيرهما كما قلت موهبته بين ملايين اللاعبين عبر التاريخ الكروي وهو القادر على التسجيل من أي مكان لا تشكل إحداثياته الجغرافية إشكالا، سواء أَدنا أم بعد من المرمى أو حتى ضاقت الزوايا به.

غبار صراع إبرا – رونالدو لن يحجب نظرنا عن عقول مفكرة أخرى ومفاتيح قد يؤدي تعطيلها إلى تحديد النتيجة النهائية للمباراة، ففي اللقاء الأوّل ظهر البرتغاليون يضجون حياة ونشاطا وسرعة وقبضا على الكرة لسببين أولهما نوعيتهم الأكثر مهارة وتحديدا رونالدو، وثانيهما وجود الدينامو جواو موتينيو لاعب موناكو الذي موّن زملاءه يمنة ويسرة ووسطا بعد أن مرت كل كرة به حتى تخطى عدد تمريراته المئة، وهو أمر يحتاج إلى إيقاف من الوسط الدفاعي لسبارتاك موسكو كيم كالشتروم لرفع الاستحواذ السويدي الضئيل جدا ذهابا بنسبة 32%.

السويد تسعى للظهور الثاني عشر لها في العرس العالمي بعد أن غابت عن تظاهرة 2010 في جنوب أفريقيا بسبب انتزاع البرتغال بطاقة خوض الملحق أمامها في التصفيات، وإن عجزت الآن سيكون من الصعب وفقا للمنطق الرياضي رؤية زلاتان ابن الـ32 عاما ينافس في مونديال 2018 في روسيا وإن اعتدنا على أن لاعبي الدول الاسكندنافية يتجاهلون الشيخوخة الرياضية، وهو أي السلطان يأمل خوض المونديال الثالث له بعد 2002 و2006.

من جهتها ترنو البرتغال لمواصلة الظهور بين أقوى 32 منتخبا عالميا للمرة الرابعة على التوالي بعد أن حلت رابعة عام 2006 وخرجت من دور الـ16 عام 2010، وإبعاد ذكريات شبح الابتعاد الذي عاشته من مونديال إيطاليا 1990 حتى 1998 في فرنسا، ومن ثم تكرار تجربة البطولة الماضية حين نفذت من بوابة البوسنة عبر الملحق الأوروبي أيضا، وضمن الهدف البرتغالي سعي من كريستيانو لخوض المونديال الثالث تواليا بعد 2006 و2010.

من جانبه سيحتاج منتخب فرنسا للفوز على أوكرانيا بثلاثة أهداف نظيفة على أقل تقدير، إذا ما أراد عدم الغياب عن نهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ 20 عاما، وذلك عندما يستضيف منافسه على استاد دو فرانس في ضواحي باريس.

وكان الديوك قد تعرضوا لخسارة مفاجئة ذهابا في كييف بهدفين نظيفين، بعد أن نجح المنتخب الأوكراني في شل حركة أبرز لاعبي الفريق الضيف قبل أن يسجل هدفين في الشوط الثاني عزز بهم آماله في بلوغ النهائيات للمرة الثانية في تاريخه بعد عام 2006.

ولم تنجح أوكرانيا في تخطي الملحق في ثلاث مناسبات ماضية، أمام كرواتيا عام 1998، وأمام ألمانيا عام 2002، وأمام اليونان عام 2010، ولكنها ستأمل في قلب المعادلة هذه المرة متسلحة بفوزها اللافت ذهابا.

ودفعت الطريقة التي خسر فيها المنتخب الفرنسي، صحيفة ليكيب الواسعة الانتشار إلى اعتبار آمال الديوك معدومة وقالت ساخرة: إذا ما اعتمدنا على ما قدمه المنتخب الفرنسي يوم الجمعة، فإنه سيخرج بنتيجة جيدة إيابا في حال التعادل.

وستخوض فرنسا المباراة في غياب قلب دفاعها لوران كوسييلني الذي طرد بعد توجيه لكمة إلى وجه الأوكراني أولكسندر كوتشر في أواخر المباراة، علما بأن الأخير طرد أيضا بعدها مباشرة لارتكابه خطأ على فرانك ريبيري وحصوله بالتالي على البطاقة الصفراء الثانية.

وقال ديدييه ديشان مدرب فرنسا الذي اعترف بتفوق نظيره الأوكراني خصوصا من الناحية البدنية يتعين علينا أن نضعهم تحت الضغط منذ الدقيقة الأولى. نحن أمام معركة حقيقية ونملك الأسلحة اللازمة لحسمها في مصلحتنا.

وسيحاول المنتخب الكرواتي الابتعاد عن الأحداث الغير سارة وتحقيق الفوز عند استضافة إيسلندا في زغرب.

ويذكر أن كرواتيا عادت إلى زغرب بتعادل سلبي من أيسلندا لكن هذا التعادل هو سلاح ذو حدين فبإمكان الضيوف تحقيق نتيجة التعادل الإيجابي أو الفوز للمرور للمونديال ولذلك ستكون كتيبة كرواتيا على استعداد للإطاحة بالزوار والابتعاد عن لعبة الحسابات المعقدة والفرضيات التي قد ترمي بكرواتيا خارج المونديال.

ويعيش المنتخب الكرواتي على وقع تكرار إنجاز مونديال 1998 في فرنسا واحتلاله المركز الثالث في البطولة لكن شريطة أن يقطعوا بطاقة التأهل لبلاد الـ'سامبا'.

في المقابل، سيحاول المنتخب الأيسلندي تجاوز قلة خبرته وتحقيق مفاجئة من العيار الثقيل خاصة وأنه نجح في الصمود بعشرة لاعبين على مدار 40 دقيقة بعد طرد أولافور سكولاسون في الدقيقة 50 من مباراة الذهاب أمام كرواتيا في ريكيافيك لينتهي اللقاء بالتعادل السلبي وهو ما منح السويدي لارس لاغرباك المدير الفني لأيسلندا تفاؤلا هائلا بإمكانية تحقيق هدف الفريق بالوصول إلى نهائيات كأس العالم.

ولن يكون المنتخب الأيسلندي بحاجة للفوز وقد يتأهل الفريق إلى النهائيات إذا حقق أي تعادل إيجابي أما الفوز فيصعد بصاحبه للنهائيات كما يدفع التعادل السلبي بالمواجهة إلى ضربات الترجيح إن لم تف الدقائق الثلاثين الإضافية بالمطلوب للحسم.

ويدخل المنتخب الروماني لقاءه أمام نظيره اليوناني على أمل الاعتماد على الهجوم والتسجيل فقط محاولا قهر الجدار الدفاعي لضيفه في اللقاء الذي سيقام في العاصمة بوخارست.

ونجح المنتخب اليوناني في الفوز على ضيفه الروماني 3/1 ذهابا بفضل تألق كوستانتينوس ميتروغلو مهاجم أولمبياكوس اليوناني الذي سجّل هدفين من أهداف فريقه الثلاثة.

وفرضت نتيجة لقاء الذهاب على رومانيا الفوز بنتيجة 2/0 أو بفارق أكثر من هدفين في حال سجل الضيوف في مرماهم لكي يحصد الفريق الذي لم يتأهل إلى كأس العالم منذ 1998 في فرنسا بطاقة العبور الأوروبية لمونديال السامبا، علما أن تكرار نتيجة الذهاب سيقود المباراة إلى التمديد.

ولن تكون المهمة سهلة بتاتا على أبناء المدرب فيكتور بيتورشا خاصة وأن المنتخب اليوناني يعد أحد أقوى المنتخبات الأوروبية دفاعيا وهو لم يتلق سوى أربعة أهداف خلال مسيرته بالتصفيات التي لعب فيها عشر مباريات.

الآن - وكالات - أحمد الكندري

تعليقات

اكتب تعليقك