الحكومة سيطرت على المجلس .. هكذا يرى مبارك العربود

حكومتنا سيطرت على المجلس !
 
تعيش بعض الدول الديمقراطية في هذا العالم بمساحة لا بأس بها في محاسبة أصحاب القرار بدأً من رئيس الوزراء إلى جميع الوزراء في تلك الدول وصولاً إلى مسؤولي الوزارات في جميع القطاعات في الحكومات الديمقراطية، و يقوم أعضاء مجلس النواب الممثلين عن كافة الشعب بالأختيار الحر المباشر عبر صناديق الأقتراع في تلك الدول بمحاسبة مسؤولي الدولة ، و يتمتع تلك الشعوب بحرية الرأي و التعبير عن إتجاهاتهم السياسية و معرفة الحقوق و الواجبات و ينعمون بالمساواة بين البشر!
 بينما هناك دول  لا تعيش  وفق النظام الديمقراطي  فحقوق الكثير من المواطنين قد تضيع و لايوجد في هذه الدول رقابة على مسؤولي الدولة ، فيعيش الناس في تلك الدول دون أي مشاركة فاعله في الحياة السياسية وبهذا الأمر تتسع الفجوة بين صناع القرار و أفراد الشعب الذي يعاني من واجبات دون معرفة حقوقهم الواجبة على الحكومات في تلك الدول لتوفيرها لهم ، فيكون لسان حال هؤلاء المواطنين أسمع و أطع ،،، خوفاً من جور السلطات و بطشهم !!
نحن في الكويت لسنا من النوع الأول و لا الثاني من النظم السياسية في هذا العالم  فنحن خليط بينهما ، الشعب يعيش بالحاله الأولى و الحكومة بالحالة الثانية ، فيحدث تضارب عندما يمارس الشعب أو أعضاء مجلس الأمة لأي مادة من مواد الدستور و ما يجيزه ذلك الدستور من محاسبة المسؤولين الذين أخلوا بأمانتهم و حماية الأموال العامة !!
عندما قام رئيس الوزراء بطلب حذف محور من الأستجواب المقدم اليه في الجلسة الماضية ويوافق  أعضاء المجلس بالأغلبية المطلقة للأسف على طلب الرئيس فيُقتل ذلك الأستجواب في مهده ويدل ذلك على الواقع الذي يعيشه الكويت ، و أن مجلس الأمة فقد الكثير من قوته البرلمانية و ضعف الرقابة و تواضع في تشريع القوانين ، فالحكومة باسطه سيطرتها على الأغلبية الساحقة من المجلس و ذلك بسبب مقاطعة القوى السياسية الفعاله في المجتمع الكويتي .و أدعوا من هم في صنع القرار السياسي في الكويت لفتح خط الحوار الوطني مع القوى المقاطعة في المعارضة ، و إيجاد حل وسط بين الأختلافات العالقه و إلا فنحن في طريقنا إلى ضياع الحقوق و سرقة الأموال العامة و أنتهاء دولة الرفاه !!