نبيل الفضل يتمنى أن تصبح عاشوراء احتفالية وطنية لا شيعية فقط

زاوية الكتاب

كتب 3709 مشاهدات 0


الوطن

3+3= 5  /  عاشوراء الكويتية

نبيل الفضل

 

- يبدو ان قدر الكويت يحتم ان نفطر على ازمة ونتغدى ازمة ونتعشى ازمة. فحياتنا ليست الا اياماً مشحونة بالازمات المفتعل منها اكثر من الجدي أو الحقيقي.
يوم أمس الاول كان نموذجا بشعا لمسلسل الازمات انجرف فيه الشارع بقيادة نواب ونواب سابقين واصحاب رأي ومغردين!.
لا نريد الدخول في الموضوع واثارة الشجون في البحث عن المتسبب فهذا امر ستتحقق منه لجنة التحقيق التي تعهد بها الوزير الاذينة. ولا نريد البكاء على ما حدث وانما نريد ان نستفيد من التجربة كي نتحاشى تكرارها.
أولا نحن كشعب – فيما عدا طراثيث الارهاب – وكحكومة نحترم ونقدر شعائر ابنائنا من الطائفة الشيعية، وتاريخنا الطويل يشهد بذلك.
ثانيا دستورنا الذي هو مرجعيتنا والبوصلة التي نستهدي بها يقول في مادته الخامسة والثلاثين «حرية الاعتقاد مطلقة وتحمي الدولة حرية القيام بشعائر الاديان طبقا للعادات المرعية على الا يخل ذلك بالنظام العام وينافي الآداب»!.
اذن نحن لسنا ملتزمين فقط بقبول حرية الاعتقاد عند الناس حتى لو اختلفوا عنا، ولكن فوق هذا فاننا كدولة وشعب ملتزمون بحماية حرية القيام بشعائر تلك المعتقدات والاديان بشرط توافقها مع العادات المرعية وعدم اخلالها بالنظام العام أو الآداب العامة.
ثالثا: ليس هناك شك بأن شعائر اخوتنا الشيعة مقبولة اجتماعياً ومحمية دستورياً، وهي جزء من التراث الكويتي ومن العادات التي اعتدنا عليها ونشأنا متقبلين لمظاهرها السنوية. وهي شعائر لا تسيء للآداب العامة.
ولكن قطعاً – وفي السنوات الأخيرة للأسف – أصبحت اقامة تلك الشعائر تخل جزئيا بالنظام العام فيما يخص انسدادات الطرق والشوارع، مع ان هذا عادة يحدث في المناطق السكنية التي تكون غالبية سكانها من الاخوة الشيعة!.
ومما هو مفروغ منه أننا لا نريد ولن نسمح لأحد بإعاقة إقامة تلك الشعائر الشيعية، ولكننا نريد ان نخرج من أزمة تحول هذه الشعائر المباركة الى ازمات متكررة في مناسبة عاشوراء وذكرى مقتل سيدنا الحسين.
ودون الخوض فيما حدث يوم امس الاول، فإننا نتوجه للدولة ممثلة بالبلدية لنقول ان موسم عاشوراء وما تصاحبه من مظاهر اقامة الشعائر معروف لديكم ويمكن تحديد تاريخه للعشرين سنة القادمة.
لذلك يجب وضع الضوابط والحلول منذ اليوم لتكون جاهزة لعاشوراء القادم.
ونعتقد ان واجب البلدية ان توفر اولا مساحات مفتوحة واسعة لمدة اسبوعين، تكون مقرا لخيم وسرادقات الاحتفاء الديني بعاشوراء وتقديم العزاء وقد يكون هناك اكثر من مقر حسب الدراسة.
وتقوم البلدية بتوفير مخطط مؤقت لهذه الساحات وتنظيم مواقف السيارات لها وتزويد المواقع بتيار كهربائي ونظام انابيب مؤقتة لتوفير المياه وعيادات وحمامات متنقلة.
وبذلك لا يكون هناك حجة لمن يضع مقاره في الشوارع وبين بيوت السكن او التجمهر في الشوارع.
ومن يريد الاكتفاء بالاستماع للمواعظ الدينية فالحسينيات ملء الكويت، مع مراعاة ان التجمهر خارج هذه الحسينيات المباركة امر مخالف للقانون والدين، فاماطة وازالة الاذى عن الطريق جزء من التعاليم النبوية ولا يجوز مخالفتها بتضييق الطرق عبر التجمهر.
وهكذا نوفر لأبنائنا الشيعة مجالات ارحب وارتب لممارسة شعائرهم وفي نفس الوقت نحافظ على النظام العام وسلاسة الطرق. فحرية المواطن بالتنقل وربما حاجة مريض للوصول الى طبيبه بسرعة اولى من كل التبريرات التي تقدم كأسباب لاكتظاظ الطرقات.
نتمنى أن يلقى هذا الاقتراح موافقة رموز الشيعة ورجال الدولة وفنيي البلدية.
- نتمنى على احبابنا النواب الشيعة ان «يهدوا الرمي» ولا يجعلوا من خطأ فردي سبيلاً الى صراع ليس فيه غالب بل الكل مغلوب. ونحن على ثقة بأن الوزير الأذينة ابعد ما يكون عن الطائفية، فالرجل ينتمي لاقدم عرق في الجسد الكويتي، وقد نشأ وكبر وهو يشاهد مظاهر عاشوراء.
- نقول للصديق الحبيب سيد حسين القلاف: سيدنا الحسين خط أحمر لا شك في ذلك. ولكن الدعوة لاستقالة النواب الشيعة ومقاطعتهم الانتخابات ظلم لناخبيهم. فهم لم يصلوا للمجلس بمجهودهم الفردي وانما باصوات الناس.
من جانب آخر يا أبا صادق، انظر ما آل إليه حال المقاطعين لانتخابات الصوت الواحد، ألا تراهم كعصف مأكول؟!

اعزاءنا

نريد ونتمنى ان تصبح عاشوراء لا شعيرة شيعية فقط وانما احتفالية وطنية كويتية لا يكدرها هوس البذالي ولا خرابيط الطبطبائي ولا تنظير المتطرفين والتكفيريين مثل أسامة.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك