فسطاط المسلمين البائد

زاوية الكتاب

فهد الحسيني يذكرنا ويكتب عن مسلمي بورما: لا بواكي لهم

كتب 1806 مشاهدات 0

من الأرشيف

 

هناك في جنوب شرق اسيا بالتحديد في ميانمار 'بورما' تعيش طائفة من المسلمين لا بواكي لهم , ذنبهم الوحيد هو انهم يعتنقون الدين الاسلامي , تقبع هذه الامارة المسلمه بين الصين والهند , وهاتان الدولتان تشجعان القتل تحت شعار دعم روح البوذه , فهم يسحقون المسلمون كل يوم تحت مسمع ومرأى الامم المتحدة والشعوب الاسلامية ولا ناصر لهم .

ومن منطلق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : 'مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحُمّى' , انا اكتب هذا المقال لكي اتخلص من المشهد الذي علق في ذهني وارهق ضميري , عندما شاهدت ذاك الرجل الذي يبلغ من العمر 40 سنة يبكي بين احضان وزير الخارجية التركي داود اوغلو عندما زار بورما
, أنين تنامى في مخيلتي حتى جعلني استدعي التاريخ وادهب الى عصر الفتوحات الاسلامية وعصر البطولات التي فيها عاش المسلم في شموخ وعز تحت راية الاسلام , وهزتني صرخاتهم اليتامى التي هزت عروش حكام العرب الغارقين في الوهن .

كل ما أتذكره عن بورما هي طعنات في القلب إن كنا نملك قلوبًا، طعنات إن كنا نشعر، طعنات إن كنا مسلمين، طعنة في القلب حين ترى تلك الطائفة من المسلمين تنحر من الوريد الى الوريد امام الصمت العربي والاسلامي ...

نحن امة المليار كما يقولون , لكن مشردون في بقاع هذه الارض التي تعج بالحاقدين على الاسلام , نحن امة المليار ولكن لا نشعر بالخوف والاسئ على اخواننا في بورما وهم يقتلون بدماء باردة , نحن امة المليار ولكن ننام كل ليل ولا نحمل هم هذه الطائفة المغتصبه من اعداء الامة

يا أمتي.. من لتلك البقعة الحزينة؟ من لتلك الأرض الغالية؟ من يواسي جراحها؟ من ....

بُحَّت أصوات أهل العلم والعلماء لنصرة اهل بورما , ولكن امة المليار كما قلت قد ابتلها الله سبحانه بمرض الوهن ,
إن المرض واحد، ولكن له وجهان متقابلان، وصفتان متلازمتان، وعرضان متحدان، وهما حب الدنيا وكراهية الموت، وهذان العرضان نشيطان ومؤثران، ويتركان الآثار العظيمة، والنتائج الخطيرة، ويدفعان إلى أعمال جمة

فمن آثار حب الدنيا أن تبدأ من الفرد لتصل إلى المجتمع، فتصبغه بها، وينتشر الحرص على جمع المال، والانكباب على كسبه بالطرق المشروعة وغير المشروعة، ويظهر التقاتل والتخاصم، والشح والبخل، والجشع والطمع، واللف والدوران في التعامل، والتحايل والتهرب، والسرقة والغصب، ثم يعقب ذلك التخاذل والجبن والخوف والاضطراب، والقلق الشديد من المستقبل.

ومن آثار كراهية الموت أن يعب الإنسان من طيبات الحياة ما استطاع إلى ذ لك سبيلا، وألا يعد للموت عدته، ولا يقدم شيئا أمامه، ويسرف في الملذات، ويسعى لإشباع الشهوات، وينقاد وراء الغرائز، ولو قتل نفسه بنفسه، ثم يهلك ذاته بيده.

ويشرح القرآن الكريم هذا المرض بشقيه، مبينا أثره وخطره وعاقبته، فيقول تعالى: {ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين ثم لتسألن يومئذ عن النعيم} سورة التكاثر..

ولكن الوهن المقصود في هذا المقال هو مرض عضال، ووباء عام بينه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام أحمد وأبو داود عن أبي هريرة وثوبان قالا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها'، قيل: يا رسول الله: فمن قلة نحن يومئذ؟ قال: لا، بل أنتم يومئذ كثير،ولكنكم غثاء كغثاء السيل،ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن' فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: 'حب الدنيا، وكراهية الموت'.

وفي النهاية اود ان اقول بان يتباكى الإعلام لصناعة هولوكست ((يهودية مسيحية)) وهميّة، في حين أننا نرى بأعيننا ونسمع ما يحدث للمسلمين في بورما من حملات قتل وتشريد وإبادة... فأين هذا الإعلام من قتل الأطفال واغتصاب النساء والتعدي على حقوق المسلمين العُزَّل؟

ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون يا اهل بورما إن كنتم مؤمنين} .


همسه :
لا تهيئ كفني ما متُّ بعــد...
لم يزل في أضلعي برقٌ ورعـدُ
أنا تاريخي ألا تعرفــــه...
خالد ينبض في روحي وسعــدُ


بقلم / فهد ماطر الحسيني

الآن- رأي: فهد ماطر الحسيني

تعليقات

اكتب تعليقك