مي آل خليفة: النخبوية الثقافية ضد مشروع استقلالية الثقافة
عربي و دوليانتقدت السعي إلى تشكيل فكر خليجي نفطي مادي
يوليو 4, 2008, منتصف الليل 259 مشاهدات 0
رهان الثقافة. . . البحرين نموذجاً' عنوان المحاضرة التي ألقتها الشيخة مي آل خليفة، الوكيل المساعد للثقافة في وزارة الإعلام البحرينية السابقة، وذلك بدعوة من 'المنتدى الثقافي اللبناني' و'بيت ثقافات العالم' في باريس، بحضور نخبة من الكتّاب والفنانين والمثقفين العرب والأجانب.
بدأت مي محاضرتها بتقديم تعريف للأنساق التي يتحرك ضمنها المثقف العربي اليوم.
وعبرت منذ البداية عن انحيازها إلى المثقف النموذجي الذي ينتصر للفكر النقدي، ويتحلى بروح منفتحة مستقلة تساعده على الصمود أمام النخب المسيطرة في الداخل.
وتساءلت عما إذا كان بالإمكان المراهنة على هذا المثقف في أقطار يعيش فيها المواطنون في ترف نفطي دون توجّه تنموي حقيقي. وانتقدت ما تقدمه الدوائر التقليدية الساعية إلى تشكيل فكر خليجي نفطي مادي مجبر على استهلاك ثقافة الغير لاسيما الثقافة الاستهلاكية منها، بحيث تصبح الثقافة في بلدنا انعكاساً للتجاذبات القائمة بين التيارات المختلفة وجميعها بعيد بعداً شاسعاً عن التأثير في الواقع.
من جانب آخر، لاحظت مي أن ثمة مسألة لا بد من دراستها ومناقشتها، وهي وقوف فئة تدّعي النخبوية الثقافية ضد مشروع استقلالية الثقافة عن المؤسسة الرسمية، وعملها على إفشال المشروع الثقافي المتنوّر وعرقلة التحرك الأهلي الداعم لهذا التوجه.
وقالت 'إنّ موقف تلك الفئة من المثقفين الذين يدعمون السائد ويبرّرونه، هو أحد الأسباب التي تحول دون فتح الآفاق أمام التغيرات الضرورية من أجل إيجاد موقع لمجتمعاتنا تحت شمس هذا العصر'، وأدانت المؤسسة الرسمية وطريقة تعاطيها مع الثقافة وما تتركه من آثار سلبية تمهّد الطريق أمام الأصوات المتشدّدة والظلامية فيما تسعى، في الوقت نفسه، إلى كمّ الصوت العقلاني والمستقل.
ولكي تنحو الثقافة المنحى التغييري المرجوّ لا بد، في نظرها، من توظيف كل الإمكانات اللازمة من أجل استعادة الوعي الثقافي، وامتلاك رؤية متكاملة تعرف أهمية بناء المتاحف والمراكز الثقافية والاعتماد على وسائل الاتصال الحديثة من أجل تسهيل التواصل وجعل الصوت الثقافي الفعلي حاضراً ومؤثّراً، لا مجرّد صوت هامشي مهمّش غير قادر حتى عن الدفاع عن نفسه.
من هنا، ركزت على ضرورة استقلالية الثقافة عن المؤسسة الرسمية بحيث لا تعود المشاريع الثقافية أسيرة شروط وضوابط تعيق انطلاق الثقافة وفتحها على المجالات الأرحب والقيام بدورها الحقيقي كمشروع مدني وأهلي.
بدأت مي محاضرتها بتقديم تعريف للأنساق التي يتحرك ضمنها المثقف العربي اليوم.
وعبرت منذ البداية عن انحيازها إلى المثقف النموذجي الذي ينتصر للفكر النقدي، ويتحلى بروح منفتحة مستقلة تساعده على الصمود أمام النخب المسيطرة في الداخل.
وتساءلت عما إذا كان بالإمكان المراهنة على هذا المثقف في أقطار يعيش فيها المواطنون في ترف نفطي دون توجّه تنموي حقيقي. وانتقدت ما تقدمه الدوائر التقليدية الساعية إلى تشكيل فكر خليجي نفطي مادي مجبر على استهلاك ثقافة الغير لاسيما الثقافة الاستهلاكية منها، بحيث تصبح الثقافة في بلدنا انعكاساً للتجاذبات القائمة بين التيارات المختلفة وجميعها بعيد بعداً شاسعاً عن التأثير في الواقع.
من جانب آخر، لاحظت مي أن ثمة مسألة لا بد من دراستها ومناقشتها، وهي وقوف فئة تدّعي النخبوية الثقافية ضد مشروع استقلالية الثقافة عن المؤسسة الرسمية، وعملها على إفشال المشروع الثقافي المتنوّر وعرقلة التحرك الأهلي الداعم لهذا التوجه.
وقالت 'إنّ موقف تلك الفئة من المثقفين الذين يدعمون السائد ويبرّرونه، هو أحد الأسباب التي تحول دون فتح الآفاق أمام التغيرات الضرورية من أجل إيجاد موقع لمجتمعاتنا تحت شمس هذا العصر'، وأدانت المؤسسة الرسمية وطريقة تعاطيها مع الثقافة وما تتركه من آثار سلبية تمهّد الطريق أمام الأصوات المتشدّدة والظلامية فيما تسعى، في الوقت نفسه، إلى كمّ الصوت العقلاني والمستقل.
ولكي تنحو الثقافة المنحى التغييري المرجوّ لا بد، في نظرها، من توظيف كل الإمكانات اللازمة من أجل استعادة الوعي الثقافي، وامتلاك رؤية متكاملة تعرف أهمية بناء المتاحف والمراكز الثقافية والاعتماد على وسائل الاتصال الحديثة من أجل تسهيل التواصل وجعل الصوت الثقافي الفعلي حاضراً ومؤثّراً، لا مجرّد صوت هامشي مهمّش غير قادر حتى عن الدفاع عن نفسه.
من هنا، ركزت على ضرورة استقلالية الثقافة عن المؤسسة الرسمية بحيث لا تعود المشاريع الثقافية أسيرة شروط وضوابط تعيق انطلاق الثقافة وفتحها على المجالات الأرحب والقيام بدورها الحقيقي كمشروع مدني وأهلي.
الآن - خليل بوهزاع
تعليقات