اليوم .. اليوم العالمي للّطف

عربي و دولي

فكرته انطلقت من اليابان وامتدت إلى أكثر من 25 دولة حول العالم

1915 مشاهدات 0

رمز الحركة

يحتفل العالم اليوم 13 نوفمبر باليوم العالمي للطف،  والذي انطلقت فكرته من مجموعة من الناشطين اليابانيين برئاسة د. اتارو موري الذين جمعتهم عام 1997 الفكرة والهدف، لتتوسع بعد ذلك وتنتشر في اكثر من 25 دولة، وتم الإعلان عنه لأول مرة عام 1998 من قبل حركة اللطف العالمية.

لماذا هذا اليوم؟
لأنه يعني ببساطة نشر المعاني الإيجابية بين الناس، وملاقاة الآخرين ببسمة دافئة، أو تقديم زهور أو حلوى لزملاء العمل، أو مد يد المساعدة لعاجز أو مريض، الى ما هنالك من تصرفات بسيطة وغير مكلفة.

ويعني أيضا إشاعة السعادة والبهجة والوئام وروح الألفة والمحبة والتعاون بين الناس في مجتمعاتهم الصغيرة، وبين الشعوب والأمم، لتسود لغة اللطف بينهم، وليس لغة المصالح والأنانية والحقد والكراهية كما هو شائع.

ويعني أيضا أننا نحتاج إلى أن نكون لطفاء ولو ليوم واحد في السنة، يبعدنا عن الأحداث والمشاكل والصراعات والإحباط والاكتئاب والنكد والأنانية، التي تداهمنا على مدار الساعة وتجعلنا أسرى لها وتطغى على تصرفاتنا وعلاقاتنا الإنسانية والاجتماعية.

إذاً دعونا نحتفل بهذا اليوم كل جهة ومؤسسة وفرد على طريقته.. ونتجنب المشاحنات والخصومات واصدار الأوامر وتصلب الرأي واهانة الاخرين وإسقاط الانا، والتحلي باللطف ورؤية الجانب المشرق من الحياة ولو ليوم واحد في السنة، وما احوجنا اليه في ايامنا هذه.

هنا ينطلق السؤال: من هي حركة اللطف العالمية؟ وما أهدافها؟ وما الغاية من تأسيسها؟ وأي الشعوب والمجتمعات تنتمي لها؟ وما شروط الانتماء لها؟
للإجابة عن هذه الأسئلة لا بد من استعراض تاريخها منذ تأسيسها وحتى اليوم، حيث بات من المعروف أن حركة اللطف العالمية WKM هي منظمة بعيدة عن أي انتماء ديني أو سياسي، تهدف إلى تعزيز النوايا الحسنة بين مختلف فئات المجتمع - المحلية والوطنية والدولية - عن طريق اللطف، وخلق المزيد من التفاهم والتعاون بين جميع الناس وجميع الأمم في جميع أنحاء العالم، تسعى إلى دراسة وتشجيع السلوك البشري الفردي والجماعي، وتضم حاليا ممثلين من أكثر من 25 دولة، منها أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، فرنسا، الهند، إيطاليا، اليابان، نيبال، هولندا، نيوزيلندا، نيجيريا، سلطنة عمان، رومانيا، اسكتلندا، كوريا الجنوبية، الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية، وسويسرا، وأوغندا وليبيريا وسيشل وسواها.

حركة عالمية
انطلقت فكرة وجود حركة اللطف العالمية عام 1996 خلال مؤتمر طوكيو، عندما دعا مؤسسو الحركة في اليابان الافراد من مختلف أنحاء العالم للانضمام للحركة، بعد أن وصلت إليهم أصداء مبادئها وأعلنوا اهتمامهم وترحيبهم بها، وترأس المؤتمر الدكتور اتارو موري، الذي تصور بأن وجود عالم أكثر رحمة وسلما يمكن أن يتحقق، إذا تم تأسيس كتلة كبيرة من الناس في مختلف الدول تجعل اللطف أسلوبا لتعاملها مع الآخرين.

وتم عقد المؤتمر الثاني في عام 1997، الذي تشكلت خلاله حركة اللطف العالمية، بحضور الأعضاء المؤسسين للحركة، وهم: اليابان، سنغافورة، أستراليا، كندا، اليابان، تايلند، بريطانيا، والولايات المتحدة، وأعلن رسميا عن تحديد يوم 13 نوفمبر يوما عالميا للطف في أول مؤتمر لحركة اللطف العالمية عقد في طوكيو 1998، وخلال مؤتمر الحركة في عام 1999، تم اعتماد زهرة bipinnatus كرمز رسمي للحركة، وتم إطلاقها رسميا في نوفمبر 2000 في المؤتمر الثالث الذي استضافته سنغافورة، وحضره 33 مندوبا من 22 دولة، وتعاقبت على استضافته في السنوات التالية كل من مدينة بارما الإيطالية ولوس أنجلوس الأميركية وسنغافورة وسدني الأسترالية.

احتفالات مبتكرة
وإذا نظرنا حول العالم فسوف نجد ان العديد من البلدان تحتفل بيوم اللطف العالمي بطرق رائعة وافكار متميزة، ففي عام 2009 احتفلت سنغافورة بيوم اللطف العالمي عن طريق تقديم اكثر من 45000 وردة للناس للتعبير عن اللطف، اما كندا فكانت على موعد مع احتفالية موسيقية رائعة، ولترسيخ الهدف من «يوم اللطف العالمي»، وغرس مفهومه في عقول الأطفال، طالب رئيس مجلس ادارة منظمة اللطف بأستراليا بوضع يوم اللطف العالمي على أجندة الاحتفالات الرسمية للمدارس الحكومية، وبالفعل أعلن وزير التربية والتعليم الأسترالي هون بيتر جاريت عن دعم الوزارة الكامل ليوم اللطف العالمي، واليوم تحتفل العديد من المدارس حول العالم بيوم اللطف العالمي، بالتعاون مع منظمات غير حكومية.

والخلاصة هي ان اليوم العالمي للطف هدف إلى تشجيع الناس، أيا كانت ديانتهم او اتجاهاتهم السياسية او جنسهم، على القيام بأعمال لطيفة وطيبة وتسليط الضوء على هذه الأعمال.

أفكار ملهمة
تتعدد سبل وطرق التعبير عن اللطف، التي يمكن لأي منا أن يؤديها بنجاح، ومنها على سبيل المثال يمكنك مساعدة شخص ما في ترتيب او طلاء منزله من دون مقابل، فهناك العديد من الأفكار التي يمكنك عن طريقها مساعدة الآخرين، بعد أن تكتشف الشيء الذي تجيد عمله (الطلاء، التنظيف، اصلاح الأشياء التالفة والعديد سواها)، وتعهد بأن تستخدم كل امكاناتك ومواهبك لمساعدة شخص واحد مرة كل اسبوع على الأقل، وبطريقة أبسط إذا لم تجد فرصة لمساعدة شخص ما، ابحث في منزلك بكل تأكيد يوجد شخص بحاجة إلى مساعدتك، إذ يمكنك أن تساعد زوجتك في الأعمال المنزلية وتقوم بحمل الأدوات الثقيلة بدلا منها.

انظر حولك.. ابدأ.. كن خلاقا.. فإذا كانت لديك كتبا مستعملة تبرع بها للمكتبة العامة، أو أحضر كتبك المستعملة الى مدرستك او جامعتك، وشارك زملاءك بقراءتها، كما يمكنك تنظيم رحلة مدرسية الى دار رعاية المسنين، ورتب مع زملائك الفرصة لعزف او غناء اغنية قديمة تعيد الى نزلاء الدار ذكريات شبابهم، وان كنت لا تستطيع العزف او الغناء نسق هذا الأمر مع متطوع موهوب، وقم بتحضير عشاء في دار رعاية المسنين تتخلله بعض الأنشطة وادخل البهجة على قلوبهم.

فوائد عملية
إذا كنت تعتقد أن كونك لطيفاً في العمل سوف يجعلك تبدو ضعيفا وموضعا لاستغلال زملائك ومسؤوليك.. فكر في الأمر مرة اخرى، من السهل علينا أن نفكر في مكان العمل على انه ساحة حرب أو مكان لا توجد به الا المشاكل والصعوبات، ولكن ماذا لوحدث العكس.. أي لو استبدلنا السلوك القاسي والعدائي بالطيبة واللطف؟!
تقول ليندا كابلان ثالر، رئيس مجلس ادارة وكالة كابلان ثالر للدعاية والإعلان، وأحد المشاركين في تأليف كتاب «قوة اللطف»، استمعت الى العديد من الطرق والأساليب عن كيفية اقتحام عالم الأعمال والنجاح به، ولكني في الحقيقة لم أجد أيا من هذه الأساليب لها قوة وتأثير اللطف نفسهما، على سبيل المثال، عندما نتصرف بلطف في محيط العمل ونعطي كل ذي حق حقه، فنُشعِر الشخص المجتهد بالتقدير والامتنان على الجهود التي يبذلها، سيصبح أكثر انخراطا وانتاجية في العمل، وهذا بدوره، يؤدي إلى نتائج أفضل وتفاعل أفضل مع المحيطين سواء كانوا زملاء عمل او عملاء.
وتضيف ثالر: هناك معلومة أخرى مهمة يجب ان نعرفها لأنها توضح أهمية اللطف، وهي أن الانسان منا يحتاج الى سماع خمس مجاملات حتى ينسى إهانة واحدة، وتشير إلى أن أغلب الناس يستطيعون تمثيل اللطف، ولكن هذا الأمر لن يفيد لأن لغة الجسد دائما تفضح الكاذب، على عكس الإحساس الصادق الذي يخرج من القلب فهو يصل بسهولة الى القلب.

طرق اللطف
اخلق بيئة عمل صحية وإيجابية، واستمتع بالفوائد التي ستعود عليك، من خلال الالتزام بأربع نصائح لخلق بيئة عمل اكثر لطفا، وهي: أولا: شارك زملاءك النجاح واعمل معهم بروح الفريق، لأن ذلك سيساهم في خلق روح طيبة بينكم، ثانيا: لا تلقي اللوم عليهم بصفة مستمرة حتى تتبرأ من أخطائك، فهذا الأمر هو بداية الفشل، ثالثا: قم بالتركيز على الجوانب الإيجابية حتى في أسوأ السيناريوهات المحتملة، فمن المهم جدا أن تجد شيئا إيجابيا تركز عليه لتشجع من حولك، فمثلا لو كان لديك موظف موهوب، ولكنه يأتي متأخراً إلى العمل، او يؤجل مواعيد التسليم، فيمكنك إخباره بهذا الأمر برفق من خلال مدح افكاره ومجهوداته أولا، ثم إخباره عن نقاط التقصير بهدوء، وهذا يسمى أسلوب التمكين، ونتائج هذا الأسلوب هي أفضل بكثير من استخدام أسلوب التعجيز.

 كن مهذباً ومجاملاً
استخدم الاسلوب الفكاهي وكن مهذبا ومجاملا، لأن هذه التصرفات لها مفعولها السحري في العمل، فلن يكلفك شيئا ان تقول لشخص مجتهد: «شكرا لك»، فهذا التعليق الإيجابي سوف يحفز أي شخص على تحقيق المزيد.

 كن لطيفاً مع شخص لا تحبه
اذهب الى شخص لا تستلطفه، وقل له «مرحبا»، أو قم بدعوته لتناول فنجان قهوة أو وجبة غداء، فربما مشاركة الطعام مع هذا الشخص تذيب الجليد الذي بينكما.

 اترك الباب مفتوحاً
إذا لاحظت وجود شخص خلفك عند مرورك من احد الأبواب امسك الباب له حتى يعبر، ولا بد من أن يبادرك بالشكر على هذا التصرف المعبر عن مدى تحليك باللطف.

أعد عربة التسوق
عندما تكون في السوبر ماركت لا تقم بإعادة عربة التسوق الخاصة بك فقط إلى مكانها، بل قم بتجميع بعض العربات الموجودة حولك واعدها لمكانها.

الآن: القبس

تعليقات

اكتب تعليقك