الشعب لم يعد يتحمل 'الفسفسة' في أمواله ومقدراته.. سالم الشطي محذراً

زاوية الكتاب

كتب 1073 مشاهدات 0


الراي

فيض الخاطر  /  خطاب الأمير.. وتطبيق الحكومة!

سالم الشطي

 

«اجعلوا أمن الكويت واستقرارها دائما نصب أعينكم، ثم بعد ذلك العمل غاية جهدنا لإسعاد الكويتيين جميعا، وتوفير أسباب الرفاه والحياة الكريمة لهم» سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله.
*
صراع الأقطاب الذي بدا جلياً مع انتخابات رئاسة مجلس الأمة الأخيرة، بدأ يتحرك وسط تحالفات «أعداء الأمس»، لثلاثة أهداف مرحلية: إفشال حكومة الشيخ جابر المبارك، وإفشال رئاسة الغانم، وحل المجلس. وبغض النظر إن كان بعض الأهداف مستحقا أم لا، ولكنه صراع غابت عنه مصلحة الكويت والكويتيين، في سبيل الوصول إلى الهدف الاستراتيجي العام: أكل أكبر جزء من كيكة الكويت، والتهيئة للوصول إلى السلطة على المدى البعيد.
أما الوطن والمواطن فلا بأس من أن «يحترقوا» في سبيل تحقيق تلك الأهداف، ولا مانع من استخدام بعضهم لضرب الأقطاب الأخرى تحت الحزام، وفضحهم في وسائل الإعلام، وتحريك الشارع ضدهم! وليتهم فقهوا بقلوبهم كلمة سمو الأمير في حفل افتتاح دور الانعقاد الأخير لمجلس الأمة، فكأنه يخاطبهم!
مثل هذه الصراعات، تجعل المرء يفكر ملياً في دعوة بعض رموز المعارضة إلى «الحكومة الشعبية»، رغم ما لنا عليها من بعض التحفظات، لكنها تبقى قطرة في سيل تحفظات الشعب على الحكومات الأخيرة المتتالية، التي تفتقر إلى الكفاءات، وحسن الإدارة، والتخطيط، ويغلب عليها التنفيع وإهدار الأموال العامة!
فإن استمر الحال كما هو عليه، فكأني أرى الحكومة الشعبية تلوح في الأفق خلال السنوات العشر المقبلة، مع أن الحكومة يمكنها النجاح والإنجاز لو حققت المعادلة: كفاءة + قرار + أمانة وتقوى الله.
*
لا أعرف كيف تفهم الحكومة كلمات سمو الأمير! فتجدها تعمل عكس ما يوجههم له سموه عبر خطاباته! فرئيسها يقول بأن دولة الرفاه انتهت! ووزيرتها تؤكد قرب دخول الكويت في عجز مالي حقيقي إذا استمر الإنفاق كما هو عليه، ثم يأتي وزير بها فيعلن اكتشافه الخطير بأن «انخفاض سعر البنزين هو سبب الازدحام والحوادث»، ولا أعلم كيف تعيش قطر والإمارات في ظل رفاه شعبهم، على الرغم من أن كلام قائد البلاد وحاكمها نسف كلامهم من عرقه، ولكنهم مستمرون في «نرفزة» الشعب، ومحاولة تأزيم العلاقة معه، ربما لظنهم الذي ستثبت الأيام القليلة المقبلة صحته أو خطئه من أن المجلس على هواهم ولا يقوى على مواجهتهم فأغلبيته «بصام» معهم! ولكنهم يجب ألا ينسوا أن الشعب لم يعد يتحمل المزيد من الأخطاء و«الفسفسة» في أمواله ومقدراته الفساد الذي ينخر في أركان الدولة والكل يراه ويعترف به.
*
ما أطلق عليه المغردون «وثيقة رولا»، أمر مقلق، فأي حال وصل له بنو قومي؟ وأي تمزيق يريدونه للشعب أكثر؟ إن هذه الوثيقة هي بحق وثيقة عار على الحكومة وعلى مجلس علي الراشد المبطل الذي دعا لها بحسب كلام الوزيرة -.
بأي عقل وبأي منطلق ينطلقون ويفكرون؟ لقد تم رفض الكثير من الشباب الراغب في خدمة بلده عن طريق الجيش أو الشرطة أو الحرس الوطني بسبب وجود قيد أمني! وتصدم حين تعلم أن هذا القيد هو توصيات «وثيقة رولا»!!.
وأنت أيتها الحكومة، تأخذين ما تشائين من المجلس المبطل وتغضين طرفك عما تشائين من قراراته؟ فالأمر الذي يدق إسفين الفرقة والشتات بين أفراد المجتمع ويجعلنا نعيش في دولة بوليسية تكون له الأولوية، في حين أن ما يجعل المواطنين يعيشون بالرفاه، الذي دعا له سمو الأمير، تسكتون عنه وتبطلونه مع المجلس المبطل؟! وإلا فأين زيادة بدل الإيجار؟ وزيادة القرض الإسكاني؟ والزيادات الشعبية التي وافق عليها المبطلون؟! فلتتقوا الله عز وجل في الشعب.
*

برودكاست:
رحم الله حاكم الإمارات الشيخ زايد حين قال: «والله العظيم إنني لم أكن أعلم أن من شعب الإمارات من هو ساكن بالإيجار الآن، كيف يسكن مواطن بالإيجار، كيف يمكن للحاكم أن يجعل مواطنا يسكن بالإيجار؟»، هذا جزء من حق المواطن وليس دولة الرفاه.. فهل من مدكر؟!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك