وسط صمت حكومي: أزمة دبلوماسية أم تعديات دستورية؟

محليات وبرلمان

أين التجاوز في دعوة اللجنة البرلمانية للسفارة الأمريكية؟

748 مشاهدات 0


أثارت دعوة لجنة حقوق الإنسان البرلمانية للسفارة الأمريكية الحضور للجنة بمجلس الأمة عدة اعتراضات. فاللجنة استدعت السفارة مباشرة دون المرور عبر مكتب المجلس، والسفارة حضرت دون المرور عبر الخارجية الكويتية.
 رئيس المجلس جاسم الخرافي انتقد دعوة اللجنة للسفارة دون ما جرى عليه العرف ونصت عليه اللوائح- أي دون مخاطبة مكتب المجلس بمخاطبة السفارة، ذلك أنه ليس من حق أي لجنة برلمانية دعوة أي موظف في أي وزارة أو شركة إلا عبر مكتب المجلس وبكتاب رسمي من رئاسة المجلس.
الرئاسة رأت في تصرف اللجنة تجاوزا لصلاحياتها، فكان تصريح الخرافي 'الناري'- نسبيا، ذلك أن الرجل عرف عنه تجاوز الكثير من هفوات زملائه في المجلس، وربما حتى التغاضي عن كثير من تجاوزات النواب للوائح والقوانين.
 الحكومة، لا زالت صامتة، فالمعروف أن الخارجية الكويتية تشدد على السفارات ألا تتصل بأي جهة رسمية في البلاد إلا عبر مخاطبتها، وعلمت أن الخارجية الكويتية استفسرت من السفارة الأمريكية التي قالت بأنها تلقت دعوة رسمية من لجنة بمجلس الأمة الكويتية فلبتها.
 البعض رأى في لقاء اللجنة البرلمانية للسفارة الأمريكية تعد على صلاحيات السلطة التنفيذية وخرقا للمادة 50 من الدستور، وبعض رأى أن مثل هذه 'الخرق' لو صح، يعد غيضا من فيض مما تمارسه السلطة التشريعية بالتعدي على سلطات السلطة التنفيذية باستمرار دون أن تحرك الحكومة ساكنا.
 اللجنة البرلمانية قالت أن السفارة الأمريكية طلبت لقاءها، وهو الأمر الذي أنكرته أوساط دبلوماسية أمريكية ملوحة بنشر رسالة الدعوة التي تلقتها، بينما على اللجنة البرلمانية أن تثبت أن السفارة هي التي طلبت منها اللقاء المثير.
 السلف يلتقون أمريكا:
 المنتقدون للقاء قالوا أن اللقاء كان سلفيا لمواجهة المواقف الأمريكية تجاه جمعية إحياء التراث والتي وصلت ذروتها قبل أسابيع بتجميد حساباتها واعتبارها ممولا للإرهاب والقاعدة على الرغم من غطاء مسائل حقوق الإنسان للقاء اللجنة، لكن مسألة اللقاء- كما يرى منتقديه وخصوم السلف- أنه لقاء بين جمعية إحياء التراث وبين الولايات المتحدة الأمريكية على خلفية اتهامات الإرهاب، وأن مسألة حقوق الإنسان ما هي إلا ذر للرماد في العيون. ويضيف نقاد اللقاء أنه كان من الأحرى بجمعية إحياء التراث استدعاء السفارة الأمريكية بمقرها بدلا من استخدام البرلمان لأسباب حزبية بحتة.
 بدوره، قلل رئيس اللجنة النائب د. وليد الطبطبائي من أهمية اللقاء الذي قال أنه تعريفيا أكثر من كون رسميا، وأن مثل هذه اللقاءات تتم دوما بهذه الطريقة.
 
 
الآن-خاص

تعليقات

اكتب تعليقك