عن وزراء 'مو بيدي'!.. يكتب تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 771 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  المصلح لا يقول 'مو بيدي'!

د. تركي العازمي

 

... وقدم النائب د. حسين القويعان استجوابه لوزير الصحة، ودخلت قسائم الكلاب الضالة على الخط، وهناك من بعيد وجهت النائبة صفاء الهاشم سؤالا لوزير الداخلية عن الوزراء والنواب والقياديين بالدولة من يحملون جنسيات أخرى غير الجنسية الكويتية!
يا سلام عليكم... استجوابان سببهما عدم وصول الإجابة عن أسئلة النواب المستجوبين... طيب: الحكومة لم يمض عليها ثلاثة أشهر فأين المشكلة وأين المهلة التي يفترض أن يمنحها النواب للحكومة؟
قد قيل عن صراع الأقطاب أكثر مما قال مالك في الخمر وفي الجلسات المغلقة يتحدث البعض بشفافية عن ذلك الصراع وعندما يطلب منهم الاتسام بالشفافية يأتيك الرد «ودي بس مو بيدي»!
النواب يطالبون بسرعة الرد على أسئلتهم والوزير يحتاج 3- 6 أشهر لمعرفة طبيعة العمل في منشأته وعمل قيادييها والردود «مو بيد» الوزير... نعم «مو بيده» لأن الوكيل والوكلاء المساعدين هم سبب «البلاء»... وعندما تقول لهم البشر لم تجد المسكن واليوم تتحدثون عن قسائم للكلاب والمركزي يوقف قروض السكن الخاصة وفق الشريعة الإسلامية... وعندما تحاول أن تقلب الصفحة إلى التي سبقتها تجد نفس الإجابة «مو بيدي»!
يزعجني ردهم الرافض لــ «البحث والتحليل في النوايا» المسببة لعبارة «مو بيدي» وهم أخذوا النوايا وتصارعوا معها وطرحوها أرضا، وحتى من الناحية الفرضية لو قمنا بوضع منهجية الاستدلال لفك رموز «خارطة» الاسبوع الماضي ستنتهي الحال بذات العبارة «مو بيدنا» والأفضل أن يتم إخضاعهم إلى تنويم مغناطيسي لنعلم من أين تأتي التوجيهات وتحديدا بالنسبة للنواب؟!
سلام عليك يا قول «مو بيدي»... سلام عليك من حيث بدأت إلى أن نصل إلى حد نهايتك عبر تطبيق الشفافية المراد بلوغ غاياتها مرورا باستراتيجية قيادية تحولية تنقلنا من الوضع الذي نعيشه بين صراع الأقطاب! 
إذا كان النائب يسأل ولا يجد الإجابة، ونواب يتحدثون عن صراعات، فالمسألة تحيطها خيوط لعبة «مو بيدي» وهي لعبة «التيه السياسي» الذي أفرزته نوعية من القيادات التي منحت القرار ولا تأخذه لأنه «مو بيدها»، وقد يترك القيادي منصبه محمولا على الأكتاف ليلقى في حفرة صغيرة ابعادها 1*2 متر وبعدئذ لن يجد من يقف بجانبه!
لو أن كل قيادي «قص الحق من تلقاء نفسه» لكسب دنياه وآخرته، فهو بذلك قد وقف مع الحق ضد الباطل، ولو أننا أطلقنا الصيحة الكبرى في وجه صراع الاقطاب كفى مساسا في مكتسباتنا الدستورية التي حدد ملامحها المشرع الكويتي وقبل بها المجتمع الكويتي قبل عدة عقود... كان مجتمعا صاحب مبادرات و «سلوم» تفوح منها رائحة عطر الشفافية والقيم الجميلة!
نعم... لقد اختلفنا وتركنا شوائب الأنفس تسيطر على سلوكياتنا وهنا أتذكر رد أحد النواب حينما سأل عن سبب اندفاعه وهو يدافع عن قضية طرحت قبل أسابيع بالقول «أنا عنصري» ويقصد انه يدافع عن مجموعته «ربعه» وهذا ما أكده هوفستيد في دراساته عن ثقافة المجتمعات التي كانت الكويت ضمن الدول العربية التي تطرقت لها الدراسات!
هوفستيد قال إن ثقافتنا ثقافة مجاميع ويضعف فيها العمل الجماعي وأن القيادي صاحب القرار بعيد عن التابعين له والسبب بلا شك ولا ريبة هو ذات السبب «مو بيدي»!
مختصر القول... أعيدوا لنا الأنفس الهادئة المتلاحمة وليكن كل أمر مطروح للبحث جميع خيوطه بين الأيادي نشترك سويا في صناعة القرار من منظور استراتيجي يبسط رؤياه قياديون اصحاب رؤى ويمارسون صفة اتخاذ القرار الأخلاقي وهم الكفاءات المنسية... والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك