رئيس الوزراء يبدأ زيارته للهند الخميس المقبل

محليات وبرلمان

لمناقشة العلاقات السياسية والاقتصادية الثنائية بين البلدين

1502 مشاهدات 0

رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك

أعلنت الهند رسميا هنا اليوم أن سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي سيبدأ زيارة إلى نيودلهي في السابع من شهر نوفمبر الجاري مشددة على أن الكويت والهند تربطهما علاقات تاريخية تقليدية.
وقالت وزارة الخارجية الهندية في بيان ان زيارة سمو رئيس مجلس الوزراء الكويتي يرافقه خلالها وفد رفيع المستوى من بينهم وزراء ومسؤولون كبار وعدد من كبار رجال الصناعة وتأتي تلبية لدعوة من نظيره الهندي الدكتور مانموهان سينغ.
وأضافت أن الهند والكويت تتشاركان تاريخيا في علاقات ودية تقوم على اتصالات وثيقة بين شعبي البلدين.
وأوضحت أن القرب الجغرافي والروابط التجارية التاريخية والعلاقات الثقافية والتعاون المتنامي في المجالات الرئيسية ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك أمن الطاقة والتجارة والاستثمار ومشاريع تطوير البنية التحتية والبتروكيماويات والتعليم تعزز وتوسع نطاق هذه العلاقة الطويلة.
وذكرت الخارجية الهندية في بيانها أن هذه هي أول زيارة من نوعها على مستوى رئيس الحكومة منذ فصل منصب ولي العهد عن منصب رئيس مجلس الوزراء في الكويت في عام 2003 وأن آخر زيارة قام بها رئيس حكومة هندي للكويت كانت في العام 1981 عندما زارت رئيسة الوزراء حينها انديرا غاندي الكويت.
وحول جدول الاعمال قالت الخارجية الهندية أن سمو الشيخ جابر المبارك سيلتقي خلال الزيارة الرئيس الهندي براناب موخيرجي ونائب الرئيس حميد أنصاري كما أنه سيعقد محادثات ثنائية مع نظيره الهندي وسيلتقي وزراء المالية والشؤون الخارجية والتجارة والصناعة.
وأضافت أن سمو رئيس مجلس الوزراء الكويتي والوفد المرافق له سيزور أيضا مدينة اغرا الهندية.
وقالت ان سمو الشيخ جابر المبارك سيحضر خلال الزيارة لقاء غداء عمل تنظمه دوائر الأعمال الهندية الثلاث وهي اتحاد الغرف التجارية والصناعية واتحاد الصناعة الهندي وجمعية غرف التجارة والصناعة الهندية.
وتصف الهند الكويت بأنها شريك تجاري رئيسي لها موضحة أنها رابع أكبر مورد للنفط الخام للهند على الصعيد العالمي وأن حجم التجارة الثنائية تجاوز 17 مليار دولار أمريكي في عام 2012- 2013.
وذكرت وزارة الخارجية الهندية أن كلا البلدين يستكشفان تعزيز التعاون في مجال الطاقة والقطاعات الأخرى من خلال الاستثمار في مشاريع المنفعة المتبادلة بما في ذلك التنقيب عن النفط والمصافي ومجمعات البتروكيماويات ومصانع الأسمدة.
وأشارت الخارجية الهندية إلى أن الهنود يشكلون أكبر جالية في الكويت وأن مساهماتهم الإيجابية في التقدم والتنمية في الكويت معروف جيدا موضحة أن 'هناك أكثر من 700 ألف مواطن هندي يعملون في الكويت'.
وتندرج زيارة سمو رئيس مجلس الوزراء إلى الهند في اطار جولة تشمل باكستان أيضا حيث يلتقي كبار المسؤولين هناك.

ومن جهته اعتبر سفير دولة الكويت لدى الهند سامي سليمان هنا اليوم ان الزيارة التي يزمع رئيس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح القيام بها للهند يوم الخميس المقبل في مستهل جولة تقوده الى باكستان 'في غاية الأهمية' وتشكل مناسبة مهمة لمناقشة العلاقات السياسية والاقتصادية الثنائية بين البلدين.
وشدد السفير سليمان في تصريح ادلى به لوكالة الانباء الكويتية (كونا) على مكانة هذه الزيارة المرتقبة في تاريخ العلاقات المشتركة لافتا الى ان وفدا رسميا رفيع المستوى سيرافق سمو رئيس الوزراء.
وذكر ان الوفد الرسمي سيضم نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية وكذلك وزير التجارة ووزير النفط الى جانب عدد من كبار الاقتصاديين الكويتيين ورجال الاعمال والشركات من بينهم قيادات اقتصادية كبرى في مؤسسة البترول الكويتية والهيئة العامة للاستثمار وغرفة الصناعة والتجارة.
واكد السفير سليمان ان الهند أبدت اهتماما بالغا وترحيبا كبيرا بهذا الزيارة التي 'ستثري العلاقات الثنائية وستساعد في تنمية مجالات التعاون بين البلدين'.
ولفت الى أن الجانب الكويتي أعد قائمة بالموضوعات لمناقشتها مع الجانب الهندي مشيرا الى ان التركيز سيكون على المسائل السياسية موضع الاهتمام المشترك الى جانب القضايا الاقتصادية التي ستأخذ حيزا واسعا من المناقشات البناءة.
وذكر السفير الكويتي أن الجانب الهندي أعد جدولا زمنيا يشمل الفترة التي سيقيم بها سموه والوفد المرافق والتي ستبدأ يوم الخميس المقبل وتستمر عدة ايام يستقبله خلالها الرئيس الهندي ونائبه كما سيجري خلال الزيارة مباحثات ثنائية مع رئيس الوزاء الهندي.
وقال ان جدول اعمال الزيارة يتضمن ايضا لقاءات عديدة تشمل اجتماعات يجريها سمو رئيس الوزراء مع وزير الخارجية الهندي سلمان خورشيد ووزير المالية بي تشيدامبارام ووزير النفط فيرابا مويلي.
واوضح ان جدول اعمال الزيارة يتضمن كذلك لقاءات مع الهيئات التجارية المختلفة واتحاد الصناعات الهندية واتحادات الغرف الهندية للتجارة والصناعة والدوائر المرتبطة بالتجارة والصناعة.
وأكد سليمان أن مباحثات سمو رئيس الوزراء ستركز على مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك وسيتم اجراء مباحثات مفصلة حول المسائل السياسية والاستراتيجية المشتركة.
واوضح ان الجانب الكويتي والهندي سوف يتبادلان الراي حول المستجدات السياسية والأمنية في الشرق الاوسط وعلى رأسها القضية الفلسطينية والأزمة السورية والأوضاع الراهنة في مصر مشيرا الى أن الجانب الكويتي يسعى الى تبادل وجهات النظر مع الهند حول هذه الموضوعات الهامة.
وقال السفير سليمان ان الجانب الكويتي سوف يبين للقيادات الهندية موقف دولة الكويت المؤيد لسعي الهند للحصول على مقعد دائم العضوية في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.
وأشار الى ان الكويت ترى أهمية في الدور الذي يمكن للهند أن تلعبه في الحفاظ على الأمن والسلم في العالم.
ولفت السفير سليمان ان الوفد الكويتي الزائر سوف يبحث جوانب متعددة من مجالات التعاون الاقتصادي مسلطا الضوء على العلاقات التجارية التاريخية بين الكويت والهند التي كانت تعتبر ثاني أكبر مستورد للنفط من الكويت.
وقال انه في العام الماضي صدرت الكويت الى الهند ما قيمته 7ر15 مليار دولار امريكي من النفط مشيرا الى ان الكويت تصدر الى الهند ايضا العديد من المنتجات غير النفطية.
وفي المقابل تستورد الكويت منتجات هندية مختلفة منها الملابس الجاهزة والمنسوجات المتنوعة وغيرها مشيرا الى ان الكويت تشارك بحصص استثمارية رئيسية في بعض الشركات الهندية.
وقال ان هذه الزيارة ستتيح ايضا استكشاف خيارات للاستثمار في قطاع البنية التحتية لافتا الى ان الكويت ترغب بالمشاركة في مشروع الممر الصناعي (مومباي - دلهي).
يذكر ان ممر دلهي - مومباي الصناعي المرتقب مشروع يتم بالتعاون مع اليابان ويحتاج الى استثمارات تبلغ 90 مليار دولار ومن المقرر أن يربط دلهي بموانئ مومباي ويغطي طولا إجماليا يبلغ 1483 كيلومترا ويمر عبر ست ولايات.
ويشمل المشروع تسع مناطق صناعية ضخمة وخطوط شحن فائقة السرعة وثلاثة موانئ وستة مطارات وطريقا سريعا يتألف من ست حارات ومحطة لتوليد الطاقة الكهربائية بقوة 4000 ميغاواط.
وتابع السفير الكويتي سامي سليمان بالقول ان الكويت لديها نحو 12 مجالا للتعاون مع الهند بما فيها قطاعات على المدى الطويل عبر تصدير النفط والأسمدة والأنشطة البحثية.
وقال 'نحن نريد توسيع نطاق هذا التعاون على أوسع نطاق ونريد ان نتعاون في وضع مشاريع مشتركة'.
كما لفت الى ان الكويت ترغب بان يكون هناك تعاون أكبر في مجالات التعليم وكذلك في العلاقات الدبلوماسية.
وتوقع أن تسهم المباحثات الجانبية التي سيقوم بها اعضاء الوفد من كبار رجال الاعمال مع نظرائهم الهنود في دفع العلاقات الاقتصادية قدما بين الجانبين.
وقال 'نريد ايضا تشجيع السفر الى الهند كوجهة مثالية كما نريد زيادة الرحلات الجوية بين البلدين وتوسيع نطاقها' مبينا ان الطائرات الكويتية 'لديها حاليا رحلات منتظمة الى مطارات في دلهي ومومباي وكوتشين وثيروفانانثابورام وحيدر آباد ونريد الآن اضافة وجهات اخرى بما في ذلك أحمد آباد وغوا وكاليكوت وبينغاليرو'.
واشاد السفير سليمان بمساهمات القوى العاملة الهندية في الكويت مشيرا الى ان اكثر من 655 الفا من الهنود يعملون في الكويت حاليا وفي مختلف المجالات والتخصصات لعمالة ماهرة وشبه ماهرة.
وقال ان تحويلات القوى العاملة الهندية من الكويت الى الهند تبلغ سنويا ما بين 3 و4 مليارات دولار.
واشار الى ان تاريخ العلاقات الهندية - الكويتية طويل ويعود الى القدم وان البلدين على علاقة دبلوماسية مستمرة منذ استقلال الكويت.
وقال ان التاريخ يسجل ان الهند كانت خامس دولة في العالم اعترفت باستقلال الكويت عام 1961 مشيرا الى ان الهند فتحت بعثتها الدبلوماسية لدى الكويت في عام 1962 فيما فتحت الكويت بعثتها الدبلوماسية لدى الهند في عام 1964.
ولاحظ ان زيارة سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح المرتقبة للهند تأتي بعد 50 عاما من أول زيارة رسمية كويتية للهند عندما زارها سمو الشيخ صباح السالم الصباح رحمه الله في نوفمبر عام 1964 عندما كان وليا للعهد ورئيسا لمجلس الوزراء.
وقال سفير دولة الكويت لدى الهند السفير سامي سليمان في ختام التصريح الذي ادلى به الى (كونا) ان ذلك كله يؤكد عمق العلاقات التي تربط بين البلدين كما يدل على عراقة الصداقة التاريخية التي تحرص دولة الكويت على تعزيزها وتنميتها باستمرار.

الآن - كونا

تعليقات

اكتب تعليقك