عن أي رفاه نتكلم؟!.. سؤال يطرحه ويجيب عنه عبد العزيز التويجري

زاوية الكتاب

كتب 636 مشاهدات 0


القبس

ما لنا وما علينا بدولة الرفاه

عبد العزيز التويجري

 

• هل دولة الرفاه مهددة لجميع المواطنين بكل مستوياتهم المالية والتجارية، أم ستنال من المواطن البسيط الذي يعيش على راتبه؟ سؤال يحتاج إلى إجابة من الحكومة.

عندما نسمع عبارة «دولة رفاه»، يتوارد إلى أذهاننا فوراً دولة ليس فيها الغالبية العظمى من مواطنيها مدينين، وليس لديهم أكثر من مائة ألف طلب إسكاني على لائحة الانتظار، وأسعار الأراضي بلغت أكثر من ثلاثمائة ألف دينار، ناهيك عن أسعار الشقق وطوابير العلاج والعاطلين عن العمل.

إن عبارة دولة الرفاه تصح بالمقارنة مع دول أخرى، ولكن بالمقارنة مع الإيرادات النفطية والفائض، فنحن ليس كذلك بالمعنى الحقيقي للكلمة، وقبل أن يقول إحد إن هناك نفقات كثيرة تتكبدها الدولة، أقول أيضاً، وإن هناك فساداً وهدراً كبيراً لو تم ضبطهما لتم حل معظم مشاكلنا. ولو أن المشاريع المتوقفة تم إطلاق سراحها وإزالة العقبات السياسية من طريقها، لما احتجنا إلى إطلاق التحذيرات بأن دولة الرفاه مهددة بالزوال.

وبعد تصريح سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك حول هذا الموضوع، جاء تصريح للوزيرة رولا دشتي بعبارة «الضريبة أو العجز». نحن لا ننكر أن على المواطن القيام بمسؤولياته وواجباته تجاه دولته، ولكن على أن يكون ذلك ضمن تخطيط سليم، بحيث يتلقى المواطن مقابل هذه الضريبة خدمات لائقة، وتوفير فرص كبيرة للاستثمار من دون لجوئه إلى الاقتراض.

وقبل أن نضع المواطن في هذا الموقف، على الحكومة أن تقوم بإنجازات ضخمة وكبيرة يشعر معها المواطن بالثقة والأمان، ويتوجب على الحكومة، أيضاً، أن تحل المشاكل الكثيرة التي تشكل قلقاً على حياة المواطن، منها مشاكل اجتماعية وأمنية واقتصادية وقبل هذه وتلك سياسية. فإذا أردت أن تأخذ شيئاً من المواطن، فعليك أن تعطيه أولاً، لا تعطه المال بقدر ما تمنحه الثقة بوطنه.

كنا نتمنى أن نسمع تصريحات تفاؤلية بأن دولتنا سوف تزدهر وتنمو، وبأن المستقبل الذي ينتظر المواطن سيكون مشرقاً، وسوف يتحقق حلم دولة المركز التجاري والمالي العالمي. فالتفاؤل هو الذي أنقذ إمارة دبي من الأزمة المالية التي عصفت بها قبل بضع سنوات مضت، ووصلت فيها دبي إلى خط الخطر، ولكن التفاؤل والتصميم والإرادة هي التي أوصلت دبي إلى بر الأمان.

والسؤال: هل دولة الرفاه مهددة لجميع المواطنين، بكل مستوياتهم المالية والتجارية و«المشاريعية»، أم سوف تنال من المواطن البسيط فقط؟ المواطن الذي يعيش على ربع راتب، والثلاثة أرباع تذهب لمتطلبات الحياة التي تزداد غلاء يوماً بعد يوم؟ فعن أي رفاه نتكلم؟!

***

• ومضة

قبل الانتخابات، كثير من المرشحين نراهم في المساجد، خصوصاً صلاة الجمعة، والآن لا نراهم في أي من الصلوات بعد نجاحهم، فيبدو أنهم يعتقدون بأن حصانتهم تمنعهم من دخول النار.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك