الناطق الرسمي للأخوات السبع
عربي و دوليلماذا أطلق الجنرال محمد علي جعفري تهديده للملاحة في الخليج؟؟
يونيو 30, 2008, منتصف الليل 1029 مشاهدات 0
على لسان قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري جاء تهديد إيراني قوي قل ثلاثة أيام قال فيه 'من الطبيعي أن تلجأ أي دولة تتعرض لاعتداء خارجي إلى استخدام كل طاقاتها ، وفي ما يخص المنفذ الرئيسي للطاقة من المنطقة ، فإن إيران ستفرض بالتأكيد قيودا على حرية الملاحة في الخليج العربي ومضيق هرمز'. وأضاف ' لابد أن تنسحب هذه المواجهة على قضية النفط ، وبعد أن تقوم إيران بفرض سيطرتها على الممرات البحرية في الخليج العربي، سترتفع أسعار النفط ارتفاعا كبيرا ، وفي الحقيقة تعتبر الخشية من هذا الأمر أحد العوامل التي تردع أعداءنا عن مهاجمتنا'.
ولم تنتظر مؤشرات موقع بلومبيرغ Bloomberg طويلا بعد هذا الإعلان ليقفز سعر النفط . كما لم ينتظر رئيس منظمة أوبك شكيب خليل هو الأخر طويلا حيث أعلن توقعه ارتفاع سعر النفط إلى ما بين 150 – 170 دولارا للبرميل خلال هذا الصيف.
دول مجلس التعاون سوف تكون هي المتضرر الأكبر من هذا التهديد لأسباب عدة، منها خطر التضخم، وكلفة إعداد برامج الطوارئ التي أعلن عن إنشاءها لتلافي آثار المواجهة بين إيران والغرب، بالإضافة إلى أن ارتفاع أسعار النفط هي خسارة للجهود الخليجية التي أعلنت السعودية على لسانها عن استعدادها لضخ المزيد من النفوط في الأسواق، حيث إن هذا الضخ هو جهد مهدور مع الأسعار المرتفعة لأسباب خارج حسبة الوفرة والندرة .
ولا شك أن لإيران مكاسب من ارتفاع أسعار النفط في المدى القصير، لكن هذه المكاسب ليست رافدا يصب في عملية التنمية هناك، بل تهدر في مشاريع ذات صبغة إيديولوجية، خصوصا أن إيران لا تملك إلا محطة تكرير واحدة في عبدان بناها البريطانيون في الخمسينات ولم يتم تطويرها منذ ذلك التاريخ .
المستفيد الأكبر من إعلانات الجنرال محمد علي جعفري التي رفعت أسعار النفط هي كبرى الشركات النفطية، والمعروفة في عالم النفط باسم الأخوات السبع Seven Sisters وتضم 5 شركات أميركية واثنتين أوروبيتين . فالأخوات السبع التي تبحث عن البترول والغاز الطبيعي هي ' شل ' إكسون واختصارها إسو ' موبيل ' بريتش بتروليم ' تكساسكو ' شيفرون ' وأخيرا أموكو ' .
يعلم أصغر ضابط في هيئة الأركان المشتركة لدي الجنرال جعفري حقيقة استحالة تدمير المفاعلات النووية الإيرانية في حرب خاطفة مرة واحدة، فعندما يتجرد هذا الضابط الصغير من ضغط أراء خبراء المراكز الإستراتيجية ويضعها جانبا ، ويعود إلى كراساته يجد أن ما تعلمه في كلية القيادة والأركان من علوم التعبئة والإمداد والتنقل والمناورة والدفاع والهجوم تثبت أن أعداء إيران يحتاجون إلى شهور طويلة وحرب، لا معركة لتجريد إيران من مفاعلاتها النووية، لوقوف الجغرافيا والتاريخ إلى جانبها . لقد خسر جيمي كارتر في عام 1980م رئاسته عندما أرسل طائراته لإيران لاستخلاص الرهائن في عملية مخلب النسر Operation Eagle Claw حيث ضاع جنود الفرقة المحمولة ببساطة وهم يبحثون عن الهدف في بلد واسع، ثم اصطدمت طائراتهم ببعضها البعض وهم في هلع محاولة الفرار .
وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا يظهر الجنرال محمد علي جعفري بهذا القلق مرسلا التهديد والوعيد ومعرضا نفسه للوم القيادة السياسية الإيرانية في ترويعه لسلعة النفط التي تصب إرباحها في جيب الأخوات السبع ؟؟
لابد أن نتعرف أولا على الجنرال جعفري من خلال تتبع الظروف التي شكلت فكره العسكري والسياسي .
ولد الجنرال عزيز جعفري عام 1957م في مدينة يزد الإيرانية. حيث أكمل ّ تعليمه الابتدائي والثانوي فيها. درس عزيز الهندسة المعمارية عام 1977م بجامعة طهران وبدأ نشاطه السياسي منذ ذلك الحين حيث شارك في الاحتجاجات المناهضة للشاه في طهران، واعتقل وأرسل إلى السجن. تطوع كمجند في قوات التعبئة العامة 'الباسيج' في بداية الحرب العراقية الإيرانية . وفي عام 1981م التحق رسمياً بالحرس الثوري، وبعد الحرب عاد إلى الجامعة لإكمال تعليمه، و حصل على شهادة البكالوريوس في عام 1992م. قاد جعفري القوات البرية للحرس الثوري مدة 13 عاما.
أصدر قائد الثورة الإسلامية في إيران، القائد العام للقوات المسلحة آية الله السيد علي خامنئي، في سبتمبر 2007م قرارا يقضي بتعيين العميد محمد علي جعفري بعد رفع رتبته إلى لواء قائدا عاما لقوات حرس الثورة الإسلامية بدلا من اللواء يحيى صفوي. وجاء في الأمر الصادر عن قائد الثورة الإسلامية: نظرا لخبراتكم القيمة وماضيكم اللامع في مختلف المراحل والمسؤوليات التي توليتموها في حرس الثورة الإسلامية فإني ومع منحكم رتبه لواء أعينكم بمنصب قائد هذه المؤسسة الثورية والخادمة للشعب.
بين قيادته للقوات البرية للحرس الثوري وبين تعيينه قائدا عاما لقوات حرس الثورة الإسلامية، انتقل جعفري ليتولى رئاسة مركز إدارة الحرس الثوري وهو مركز التفكير والتخطيط والإشراف على مهمات الحرس الثوري، وبما أنه كان جزءا من عملية التفكير الاستراتيجي للحرس الثوري جراء توليه هذا المنصب فمن المتوقع أن تعيينه فيه لم يتم إلا لوجود فكر عسكري متميز لديه، لكن سيرته الشخصية تحجم عن ذكر تأهيله القيادي ودورات الحرب والأركان، كما أنه لم يكن خريج كلية عسكرية في الأصل وتلك عقدة عجز أن يتخلص منها كبار الضباط من الذين لم يتم تأهيلهم تأهيلا ناريا منذ الصغر .
لذا نجد قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري صاحب خطب نارية تغلفها أيديولوجيا الثورة أكثر من التحليل العسكري والاستراتيجي ومن ذلك ما قاله في محاضرة ألقاها في 7 فبراير 2008 'إننا تجاوزنا مرحلة التهديد الأمني والعسكري والتهديدات الأخرى، ولذلك علينا أن نبذل كل جهودنا لتوسيع نطاق الثورة في كل العالم' فكيف وصل إلى قناعة أن إيران قد تجاوزت مرحلة التهديد الأمني والعسكري قبل ستة أشهر فقط ؟؟ ثم انتكست الحالة الأمنية ، وهو القائد السابق لمركز الدراسات الاستراتيجية حيث يعلم أنه لا يمكن أن يكون هناك دراسة تقل تطلعاتها المستقبلية عن عام كامل على الأقل .ففي أيهما فشل عزيز جعفري؟.. في الدراسات المستقبلية الاستراتيجية؟ أم في كبح جماح حبه للخطابة وصف الميكروفونات بدل صف العسكر والدبابات والترويج لبضاعة الأخوات السبع دون أن يعلم؟؟ وإثارة هلع دول مجلس التعاون من حرب لا نعتقد بقيامها ولا نرى لها حاليا في الأفق مؤشرات حقيقية وواقعية لاندلاعه!! .
تعليقات