جعفر رجب يكتب لصاحب البشت: 'تبا لك'!

زاوية الكتاب

كتب 2800 مشاهدات 0


الراي

تحت الحزام  /  لسنا للبيع!

جعفر رجب

 

يا صاحب البشت:
لا تعرف كم سعر «ليتر» البنزين، فسائقك يملأ خزان وقود يختك الذي يسير على اربع!
لا توجد في «طفاية» سيارتك خردة، تجمعها لليوم الاسود، وكل الأيام سوداء!
لا تذهب الى ماكينة السحب في ليلة نزول معاشك، ويتساوى عندك اول الشهر وآخره!
لا تدخل الى مواقع شركات الطيران بحثا عن الطيران الارخص، عندما تريد ان تكشخ وتسافر!
لا تقرأ في «مينيو» المطعم سعر كل طبق، وتحسب ما لديك في جيبك، وعند الدفع تخرج سريعا قبل ان ينتبه الجرسون انك لم تضع له بقشيشا!
لا تعرف اين يقع سوق الجمعة، ولا تتابع آخر اخبار الاسواق الشعبية!
لا تعتبر مناطق المنصورية والقادسية والدعية مناطق داخلية بل خارجية، والجهراء والرقة تعتبرهما مناطق نائية!
لا تؤمن ابدا بان غيرك يفهم، وان اهم سؤال في الوجود هو «من ولده»، وانه ليس مهما في الانسان ما يعرف، بل من يعرف!
لا تذهب الى السينما يوم الاثنين، ولا تنتظر تخفيضات الجمعيات على الخضراوات!
لا تدفع عربة مشترواتك بنفسك في الجمعية، حتى لا تحرج مع العامل ويطالبك ثمن خدمته!
لا تعرف اين يقع مطعم ساكت عجيب، ولا نوع شباتي مطعم صوت الهند، ولا اي مطعم يبيع افضل الفلافل، ولا ألذ سمبوسة، ولا افضل فول وحمص!
لا تقرأ في الصحف اعلانات الخصومات، وتبحث عن افضل عرض للهواتف، فهو يصلك قبل الناس وحتى قبل اصحاب الشركة المنتجة!
لا تقف انت وزوجتك امام محلات المجوهرات وتقرأ الاسعار ثم تقول لها، انت اغلى من كل المجوهرات، رغم ان سعر الخاتم المعروض يساوي معاشك لمئة سنة!
لا تذهب الى السكراب بحثا عن قطع غيار لسيارتك، بعد ان تكتشف ان سعر منظرة سيارتك اغلى من السيارة!
لا تذهب الى حولي بحثا عن لابتوب مستعمل، ولا ترسل في قروب الواتساب «شباب منو عنده لابتوب مستعمل نظيف بسعر رخيص» وتتمنى ان يرد عليك احدهم «عندي لابتوب ببلاش تعال اخذه»! 
لا تدور في البيت مساء لتطفئ الانوار، ويعلو صوتك مزمجرا مع من في البيت على اهدارهم للماء!
لا تذهب للسوق و«تكاسر» مع بائع «الخامات»، قبل الاعياد على نصف دينار، ثم تشتري «طاقة خام» كاملة لجميع افراد الاسرة توفيرا للمصروفات!
لا «تخرد» ارباع وانصاف دنانير للعيدية، وفي آخر العيد تطالب أبناءك باعطائك عياديهم حتى «تخشهم» وتحافظ على اموالهم!
لا تتجاهل الارقام الغريبة، خوفا من الشركات التي تطالبك بالاقساط المتأخرة، و«يزفك» الموظف وكأنه يملك الشركة! 
لا تعرف كم قيمة قلم الرصاص، ولا الدفاتر، ولا الحقائب، ولا الملابس المدرسية، ولا ساعة تدريس المعلم الخصوصي! 
لا تشتري الأصباغ، ورول وفرشة وتصبغ بيتك، وتفك باصلاح الصحي بنفسك، وتركب السيراميك على اساس انها كلها «طابوقتين وسميت»!
لا تعرف كم سعر البيضة، وعلبة الروب، وعلبة الحليب، وحفاضة الاطفال، وكيس القمامة، وصندوق الطماطم، والخيار...!
مع كل ما تملك، مازلت، تحسب لقمتنا، وتكره بساطتنا، وتمقت قناعتنا، وتحسد ابتسامتنا، وتريدنا ان نكون دود قز ينتج حريرا تلتحف به ليلا لانك تكره عزة نفسنا... يا صاحب البشت «تبا لك»!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك