الأميركان أصبحوا عبئاً ثقيلاً على الخليج.. هكذا يعتقد ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 1177 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  /  روسيا الحليف الاستراتيجي البديل بعد التقارب الإيراني الأميركي!

ناصر المطيري

 

لم يعد خافيا التقارب الأميركي - الإيراني، بل ليس من المبالغة القول ان في الأمر صفقة سياسية كبرى سوف تتغير على ضوئها قواعد اللعبة في المنطقة.
وهذا التقارب بين واشنطن وطهران غير مريح لبعض دول الخليج، حيث يتساءل المعنيون بدول الخليج عما إذا كانت أميركا ستبقى قادرة بالفعل على حماية دول الخليج بعدما شهدوا تقلب مواقفها من دعمها للانقلاب على حسني مبارك ومساندتها للرئيس محمد مرسي ومن ثم الانقلاب عليه لاحقا، في حالة نادرة من التردد شوهت الهيبة الأميركية.
أميركا أيضا ترددت في سورية وتم إحراجها من قبل الروس بعد ذلك، ويبدو أن الأميركان قد أصبحوا عبئا ثقيلا على دول الخليج، لذلك  بات من الضروري الانفتاح على دول كبرى أخرى واستقطابها بصفقات ومصالح اقتصادية في الخليج، إذا ما أرادت دول مجلس التعاون الحفاظ على أمنها ووجودها وذلك لخلق حالة توازن وكبح خطر التحالف الإيراني الأميركي المرتقب في المستقبل المنظور.
وليس من شك أن القضية السورية كشفت حقيقة تغيّر موازين القوى ليس في المنطقة العربية وإنما على الساحة الدولية لأن محور دول الأطلسي الأساسية أميركا وأوروبا، أمام روسيا والصين غيّر المعادلات القديمة، فعاد الشرق بقوة ليكون قوة مقابلة ليس في مجلس الأمن لاستخدام «الفيتو» لأي قرار، وإنما باللعبة السياسية التي تسندها القوة العسكرية، وبالتالي فنحن أمام متغير جديد لابد من أخذه بالاعتبار في منطقتنا إذ لم يعد القطب الواحد هو من يقرر العمل العسكري أو الدبلوماسي في قضايا قادمة.
وإن منطقتنا العربية التي هي ساحة المعركة، والانقسام العربي بين من يقف مع نظام الأسد وضده، خرجت منها العملية إلى الصفقات الدولية ومع ذلك هناك مساحة متروكة لنا للعب دور صاحب المصلحة لو أبقينا على علاقاتنا مع أميركا وأوروبا بشكلها الموضوعي، لكن بدون إملاء القرارات وفرضها، مقابل فتح حوار جدي ومتوازن مع روسيا والصين.
وإزاء المتغيرات المنظورة على الأرض اليوم فإن المنطق السياسي والعقلي يفرض على دول مجلس التعاون الخليجية أن تتجه شرقاً وتفتح الأبواب مع روسيا كقوة مؤثرة ولها مصالحها وتحالفاتها، وحتى لايبقى الموقف الخليجي أسيراً لأجندة واشنطن وتقلب مواقفها وتحالفاتها.
يجب على الخليجيين إن أرادوا درء تداعيات التقارب الأميركي الإيراني على مصالحهم وسيادتهم أن يعملوا بجهد دبلوماسي ذكي لكي تبقى روسيا معادلاً موضوعياً يعيد التوازن للعلاقات والمصالح الدولية في منطقة الخليج، والخلاصة أن المصلحة الوطنية للحفاظ على أمن ووجود دول الخليج في مواجهة المتغيرات المرتقبة يستوجب أن نتقن لغة المصالح مع الأقطاب الدولية الكبرى، فالسياسة لاتحكمها العواطف والميول بقدر المصالح والمكتسبات السياسية.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك