منع دخول المثليين للخليج كما تراه سعاد المعجل مشروع ساذج

زاوية الكتاب

كتب 1147 مشاهدات 0


القبس

رهاب المثلية!

سعاد فهد المعجل

 

مشروع مجلس التعاون الخليجي الداعي إلى إخضاع الوافدين لفحوصات طبية للتحقق من ميولهم الجنسية بهدف منعهم من دخول البلاد فيه تعارض مع الحريات، بالإضافة إلى صعوبة تطبيقه عملياً.. فهل ممثلو دول مجلس التعاون في عمان سيصلون إلى حل يتناسب مع روح العصر وثورة الحريات؟

أثار مشروع منع المثليين من دخول دول الخليج جدلاً واسعاً حول أحقية دول الخليج في القيام بهذه الخطوة! وعلى الرغم من أن الإحصائيات والدراسات تشير إلى تفشي ظاهرة المثلية الجنسية في دول الخليج، فإن التعامل معها غالباً ما كان يتخذ شكل الانفعال والتطرف والاندفاع!

وفقاً للمصادر، فإن هناك ما يسمى برهاب المثلية أو «الهوموفوبيا»، وتعني الخوف أو الكراهية غير المبررين من المثليين. مثل هذا النوع من الفوبيا يرمز إلى نفور ورفض لكل من له ميول جنسية مختلفة! وقد حاولت بعض الجمعيات المناهضة للمثلية بمحاربتها على أساس أنها خطأ وتوجه غير طبيعي وضد الفطرة، على الرغم من أن العلماء قد اكتشفوا أن بعض الحيوانات كالقردة مثلاً تمارس شيئاً من المثلية في علاقاتها! وعلى الرغم من رفض المنظمات الدولية وجمعيات حقوق الإنسان وبعض قوانين الأحوال الشخصية لأي تحييز يقوم على أساس توجه جنسي معين، فإن الكثير ممن يرفض العلاقات المثلية استند إلى نصوص دينية تحرم وتجرم مثل هذه العلاقة.

لم يعد الخطاب القديم الذي استخدمه البعض في رفضه للعلاقات المثلية صالحاً، فثورة الحريات التي تجتاح العالم بأكمله، بما في ذلك العالمان العربي والإسلامي، هي ثورة حقيقية، وحدود الحريات أصبح مفتوحاً بشكل قد يجهله المخضرمون الذين يصرون على وضع قوانين غير قابلة للتنفيذ! فضاء الحريات المفتوح اليوم يشمل حرية التعبير والتفكير والاعتقاد والحريات الدينية والسياسية، ويصر الكثير على إضافة الحرية الجنسية كعنصر من عناصر الحريات العامة على اعتبار أن الفرد يملك الحرية الكاملة للتصرف في جسده!

مشروع مجلس التعاون الخليجي الداعي إلى إخضاع الوافدين لفحوصات طبية ترمي إلى التحقق من ميولهم الجنسية بهدف منع المثليين من الوجود فيها، هو مشروع ساذج ليس لأنه يأتي متناقضاً مع ثورة الحريات العالمية، وإنما لكونه يفتقد الآليات الممكنة لتطبيقه بشكل حقيقي! فهل ستتم الاستعانة بطاقم فني ومتخصص وأطباء لتنفيذ مثل هذه الفكرة؟ وهل يمكن لفكرة كهذه أن تحظى باستمرارية في حال تم تطبيقها؟

قضية الحريات بشكل عام في العالمين العربي والإسلامي ما زالت من القضايا الشائكة والحساسة، لكونها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمرجعية الدينية، ومن هنا تأتي صعوبة التحاور بشأن قضية كهذه، فالمثلية الجنسية تم التطرق إليها في قصة قوم لوط فقط، ولم يشرّع الإسلام عقوبة محددة للمثليين كما هي حال الزناة!

يفترض أن يدرس ممثلون عن دول مجلس التعاون خلال اجتماعهم في عُمان في الحادي عشر من نوفمبر المقبل هذا المشروع، وتلك بلا شك ستكون مهمة صعبة، سواء من حيث مناقشتها أو إقرارها أو تنفيذها، والعالم كله وليس منظمة العفو الدولية فقط بانتظار ما سيسفر عنه مثل هذا الاجتماع الخارج عن روح العصر وثورة الحريات!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك