'صائب وجريء'.. الطراح واصفاً رفض السعودية لعضوية مجلس الأمن
زاوية الكتابكتب أكتوبر 22, 2013, 12:05 ص 704 مشاهدات 0
القبس
من الذاكرة / الدبلوماسية السعودية
خالد أحمد الطراح
• قرار المملكة العربية السعودية في رفضها لمقعد في مجلس الأمن قرار صائب وجريء.
تميزت الدبلوماسية السعودية خلال عقود من الزمن بالتأني وعدم الاستفزاز، علاوة على الابتعاد عن الأضواء والبهرجة الإعلامية حفاظا على سرية أي مفاوضات او موقف تتبناه المملكة، بهدف إفساح المجال، وهي ممارسة سعودية ليست حديثة في العمل الدبلوماسي والحلول المناسبة أو المقبولة من جميع الاطراف.
منذ شهور، اتخذت الدبلوماسية السعودية منحى مختلفا تماما عن السابق، وبدا أكثر شفافية وجرأة في الواقع، سواء في علاقاتها مع واشنطن أو دول أخرى. وتأكيدا لذلك صدرت تصريحات حذرة وصريحة عن الرياض إزاء الموقف الاميركي في مصر.
وعلى وتيرة العمل الدبلوماسي نفسها، كان ومازال الموقف السعودي حاسما وواضحا مما يجري في سوريا، فالوضع لا يمكن السكوت عنه وتجاوزه، والتساهل معه ينذر بمخاطر تكرار الحالة السورية الدموية في محيط محفوف بالاضطرابات والتقلبات في المنطقة العربية ككل والخليج أيضا، فقد قضى نظام بشار على فرص الوساطة والحلول الدبلوماسية.المشهد في سوريا ليس دمويا فقط وإنما هو بالفعل تهديد للبشرية في سوريا وخارجها.
السؤال المهم كيف يمكن السكوت عن ان يفلت النظام السوري من العقاب، بينما دول أخرى تصدرت قائمة المواجهة في مجلس الأمن بدعم وترتيب اميركيين!
إن قرار المملكة في رفضها المقعد في مجلس الأمن قرار صائب وجريء، اعتبرته إسرائيل «انتصارا لحقوق الإنسان»، حيث ان ابتعاد الثقل السعودي يفتح آفاقا مريحة لمشاريع ومصالح اميركية - إسرائيلية من جهة، ويساعد في تحقيق تفاهم اميركي إسرائيلي بشأن تهميش السعودية خصوصا في ظل الانتقادات اللاذعة ضد الإدارة الاميركية من جهة ثانية. إن السياسة الاميركية لم تكن يوما غير قابلة للتجزئة، فثمة مصالح لواشنطن إما في خلق الفوضى في المنطقة كما يجري في العراق وإما التغاضي عن سياسات ومبادئ معينة حتى لو تضاربت مع الإستراتيجية الاميركية، ولعل الموقف الاميركي مما يجري في مصر يدلل على ذلك بوضوح.
ان اغلب دول منطقة الخليج بحاجة إلى تغيير منهجي في التعامل مع واشنطن.. تغيير منهجي ليس بمعنى اتخاذ موقف مضاد لواشنطن، وإنما في التضامن تحت سقف واحد وضمن موقف مشترك لا يمنح الفرصة لأي طرف اجنبي التفوق على أي طرف خليجي.
ولابد من كلمة حق ان تقال للإخوة الفلسطينيين، إنكم تخطئون خطأ فادحا من جديد في سياساتكم وفي تصديق مزاعم نظام بشار، بان هناك «ثوابت سورية إزاء القضية الفلسطينية»!
اما ما قاله مبعوث السلطة الفلسطينية عباس زكي أخيرا بشأن «تضامن الشعب الفلسطيني مع سوريا في مواجهة العدوان الذي تتعرض له سوريا»، مبالغة ليست في مصلحة القضية الفلسطينية ومن الأفضل أن تنأى السلطة الفلسطينية بنفسها بعيدا عن اللعبة السورية.
تعليقات