لو كانت الحكومة الالكترونية رجلاً.. لقتله وليد الجاسم
زاوية الكتابكتب أكتوبر 21, 2013, 9:20 ص 1163 مشاهدات 0
لو كانت الحكومة الالكترونية رجلاً.. لقتلته
وليد جاسم الجاسم
موضوع قد يبدو تافهاً خصوصا لدى العاملين في الداخلية قطاع ادخال البيانات لكن الحقيقة أنه بالغ الأهمية ويكشف انهيار الحكومة الالكترونية من جهة وغياب الحس الأمني السليم عن بعض مَن اوكلت اليهم مهمة ادخال البيانات، وبالتأكيد فإن المسؤولين عنهم لم يحاولوا توعيتهم الى اهمية الامر أو وضع ضوابط تضمن عدم الوقوع في الاخطاء التي يتم الوقوع فيها حاليا.
المشكلة باختصار هي مشكلة هجائية.. أو (سبيلينغ) الاسم باللغة الانجليزية في جوازات السفر.
اذا تمعن المرء في اسمه وقارن جواز سفره القديم بجواز سفره الحالي سيجد على الأرجح اختلافات متعددة في الحروف التي كتب فيها اسمه باللغة الانجليزية، فمرة (دبل اي) ومرة (آي)، ومرة (كي) ومرة (كي اتش) ومرة (واي) ومرة (آي)، وهكذا دواليك، ويمكن ان تكتشف ان اسمك باللغة الانجليزية قد تغير مرات ومرات بقدر المرات التي استبدلت فيها جواز سفرك، مثلما ستكتشف أن اسمك غير مكتوب في جوازات أبنائك بنفس الطريقة التي كتب فيها بجواز سفرك.
الطلبة الذين قبلوا في بعثات خارجية يعانون كثيراً من قبل هذه الاخطاء، والمسافرون أيضاً للسياحة أو السفر أيضاً يعانون كثيراً من هذه الاخطاء، فالأسماء باللغة العربية موحدة بين أفراد الاسرة، لكن اذا تمعنت بـ (السبيلينغ) لكل فرد من افراد الاسرة غالباً ستجد اختلافات في طريقة كتابة اسم الاب او اسم العائلة، الامر الذي لا يجعلهم عائلة واحدة امام موظف الجوازات في البلد الغربي او الاجنبي الذي يتجهون لزيارته.
في احدى المرات توجهت مع اسرتي الى لندن عبر بيروت ايام هدوء لبنان قبل ان يؤذي حزب الله بلاده تنفيذاً لاجندة خارجية في حرب 2006، وصلنا لندن ودخلنا بشكل عادي ولكن عند مغادرتنا لندن، فوجئنا بموظف انجليزي متجهم يعلن انه لا يمكن لنا ان نسافر الى بيروت لأن اسماءنا على جوازات السفر لا تطابق اسماءنا على التذاكر و(البوردنغ)، وبالتالي.. نحن لسنا اصحاب التذاكر ولا يحق لنا السفر بهذه التذاكر.
الحبيب الانجليزي قفل.. ومخه كان يرفض استيعاب اننا نحن اصحاب التذاكر، ومعه حق فكل منا كتب اسم العائلة في جواز سفره بطريقة مختلفة،، حيث افترض موظف حجز الطيران ان اسماءنا كتبت بطريقة واحدة وكتب اسم العائلة للأبناء كما هو مكتوب في جواز سفري،، ولكن تبين لاحقا - ونحن في المطار - هذا الوضع المعقد، ولولا ان وجدنا مسؤولا من اصول عربية ودعوناه لمحاسبتنا على الاسماء بالعربية ومطابقتها لما كنا سافرنا في ذلك اليوم الأغبر الذي كنا فيه أول الواصلين الى المطار من ركاب هذه الرحلة، بينما كنا آخر من ركب الطائرة قبيل إقلاعها بدقائق!
بعدها عدت الى لبنان ومنها بعد ايام عدنا إلى الكويت ثم حان موعد استبدال جوازات السفر، وحاولت تلافي تلك الاخطاء الهجائية بالواسطة والمعارف ومع ذلك ظل هناك جواز واحد مختلفاً عن باقي الجوازات رغم استبدال الجوازات المختلفة لمرتين على أمل تلاشي الأخطاء، لكن الربع في الداخلية استغربوا من طلبنا كثيراً وكأنه طلب خاطئ رغم انهم هم المخطئون.
اتمنى ان يكتب اسم الانسان بالانجليزية جنبا الى جنب مع الاسم باللغة العربية على شهادة الميلاد، وتكون هناك صرامة تمنع مثل هذه الاخطاء الاملائية. وان يكون الاسم بالانجليزية مدرجاً ايضا ضمن المعلومات المدنية وعلى البطاقة المدنية مع توحيد طرق كتابة الأسماء منعاً لوضع أبناء البلد في مواقف محرجة أو خطرة مع قوم يصعب عليهم أن يتفهموا أن بلادنا وداخليتنا وحكومتنا الالكترونية تخطئ في أسمائنا في جوازات سفرنا.. وعاااادي يبه ما فيها شي.. ليش تعقد الأمور!!
خاتمة القول.. لو كانت الحكومة الإلكترونية رجلاً.. لقتلته!
وليد جاسم الجاسم
تعليقات