الحفلات الغنائية خلال العيد.. باهتة، بنظر عبداللطيف الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 784 مشاهدات 0


باهتة و ½

مؤيدو الحكومة أو بالأحرى المعادون لجماعات المعارضة، على اختلاف اشكالها واتجاهاتها، هاجموا بقسوة النائب صالح الملا لاطلاقه وصف «باهتة» على الحفلات التي نقلها تلفزيون دولة الكويت لغير المحظوظين من المواطنين ممن فرض عليهم ــ في الغالب ــ او اختاروا ان يقضوا العطلة في البلد. طبعا الهجوم بالاساس مثل كل تصرفاتنا غير المفهومة ليس دفاعا عن الفن والفنانين، ولكن عداء وانتقاما من «المعارض» صالح الملا.
 
لا يعجبني اداء النائب صالح الملا ولا مواقف منبره الديموقراطي الاخيرة. لكن لن اتحامل، مثل غيري، عليه لمجرد انه اختلف معي. الحفلات اكثر من «باهتة» وليس من حق تلفزيون الدولة فرضها على المواطنين. الذين هاجموا صالح الملا ادعوا الدفاع عن الفن والفنانين، بحجة ان وصف فنانين بمكانة عبدالله الرويشد وغيره بـ«الباهتين» جريمة. اعتقد ان صالح الملا قصد، مثلما هو واضح ومعلن، وصف الحفلات وطريقة نقلها وليس الفنانين.
 
كلمة التلفزيون تعني نقل الصورة من بعيد. «الصورة» وليس الصوت. وتلفزيون الكويت، بحكم تخلف مكانه وزمانه، مللنا بنقل الوقائع «الصوتية» ــ من رسمية ودينية وحتى فنية ــ او عرض الاغاني الحافة التي مكانها الحقيقي الاذاعة وليس التفزيون او الصورة من بعيد. حفلات «ام. تي. في» او الاوسكار او غيرها التي تنقلها تلفزيونات العالم ليستمتع بـ«مشاهدتها»، وليس الاستماع اليها «المشاهدون» وليس المستمعون ايضا. هي حفلات استعراضية، فيها حركة ومناظر خلابة ورقص ياخذ الالباب قبل الابصار. عندنا كل شيء حرام. وكل شيء ممنوع من قبل الوزارة ذاتها التي نقلت الحفل، الاستعراض ممنوع والرقص حرام، وحتى التصفيق او التمايل مع المطرب يعرض صاحبه للمساءلة. اذا ليش ناقلينها بـ«التلفزيون»، وليش محتفلين فيها. الحفلات بهذا المعنى اكثر من باهتة ولا تستحق النقل وهذا الترحيب الكبير. مع احترامنا للفنانين، ندري بعضهم وسيم، وطول وعرض ــ مثل الرويشد ــ ما شاء الله، لكن يبقى ان الصورة والهيئة نفسها لا تتغير ولا تتبدل. مكانها مثل ما قلنا الاذاعة وليس التلفزيون.
 
لم يتسن لي مشاهدة الحفل، فانا مقاطع التلفزيون منذ ان تم فصل القناة الاولى عن الثانية. يعني منذ خمسة وثلاثين سنة وزود. لكن كل اغانينا حسب التخلف ترديد وتكرار. ومحاولة مستحيلة في بعض الاحيان للتطريب. الترديد والتكرار، والتطريب ايضا «موضة» قديمة. ليس الفن بحاجة لها بعد اختراع ادوات التسجيل التي تمكن مقتنيها من اعادة وترديد الاغاني والمقاطع آليا. قبل نصف قرن، كان المنولوجست احمد غانم ــ اذا كان هذا اسمه ــ كان يسخر من المطرب محمد عبدالمطلب. يقول يصعد المسرح ويردد «انا زعلان» والكورس يسأل «زعلان ليه».. يقول لهم انا زعلان.. يقولوا له زعلان ليه.. يقول لهم انا زعلان.. يقولوا له زعلان ليه.. وهكذا.. يطلع الصبح حسب زعم احمد غانم من دون ان يعرف احد لماذا محمد عبدالمطلب زعلان!
 


عبداللطيف الدعيج

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك