عن البيئة المدرسية يكتب د. خالد الجنفاوي
زاوية الكتابكتب أكتوبر 21, 2013, 12:14 ص 1811 مشاهدات 0
البيئة المدرسية الطاردة تُحْبِطُ الطلاب
وفق دراسة تربوية جديدة, كشف باحثون أميركيون أن معالجة المشكلات النمطية التي يعاني منها بعض طلبة المدارس كالشعور بالملل وضعف الانجاز الدراسي وبعض مشكلات السلوك يمكن حلها داخل أسوار المدرسة. فلم يعد منطقياً وفق الباحثين قياس أداء الطالب بالطرق التقليدية (الحضور والغياب- تسليم الواجبات في موعدها- المشاركة داخل الفصل- الامتحانات التقليدية), بل كشفت الدراسة التربوية المثيرة عن أن بعض الطلبة ربما يحاول أحياناً إعطاء الانطباع أنه مهتم فعلاً بما يجري داخل الفصل ولكنه في الحقيقة منفصل بإرادته عما يدور حوله وذلك بسبب نظرته السلبية تجاه الجو المدرسي. وتؤكد الدراسات العلمية المختلفة في حقل التربية والتعليم أن 'إصلاح التعليم' (EducationalReform) يبدأ بإصلاح الادارة المدرسية. فعندما تنجح الادارة المدرسية في خلق بيئة تعليمية تنافسية وجاذبة وإيجابية في آن واحد سوف يؤدي ذلك إلى تشجيع الطلبة على الانجاز الأكاديمي. أما عندما يشعر الطالب أن البيئة المدرسية طاردة له وترتبط في ذهنه بما هو جبري فلا يُتوقع أن يبذل الجهد المطلوب لتحقيق النجاح والتميز الدراسي.
على سبيل المثال, بالنسبة إلى التعليم في الكويت, من المفترض أن تحرص وزارة التربية على تكريس أسس ومبادئ تربوية وإدارية متطورة تواكب ما يتم اكتشافه حول حقول التعليم والتربية, فكثير من المؤسسات التربوية في عالم اليوم أصبحت تعتمد على ما يتم استنتاجه علمياً ونفسياً حول طرق التدريس المناسبة, والعلاقة المناسبة بين الطالب والمدرس وعلاقة الطلاب ببيئهم المدرسية التي ينتمون إليها. فما دامت البيئة المدرسية لا تزال تعتمد على سيكولوجية التلقين أو على طرق تدريس تقليدية للغاية سيشعر الطالب أنه مجبر على الحضور للمدرسة مخافة رسوبه, أو مخافة عواقب الانضباط المدرسي المتشدد. فلا يمكن رفع مستوى أداء الطلبة بهذه الطريقة الجبرية والسلبية والاحباطية, ولكن عندما تسعى الادارة المدرسية إلى تكريس بيئة إيجابية وحاضنة للطالب عن طريق تشجيع الطلبة في النظر إلى مدرستهم كبيئة آمنة وقابلة لهم, فسوف يؤدي ذلك إلى زيادة حرصهم على تحقيق التميز الاكاديمي.
دعونا نتخيل لو حدث تغيير جذري في طريقة تعامل الادارة المدرسية مع الطلبة: فبدلاً من التركيز فقط على تحقيق الالتزام والانضباط بالحضور والغياب من دون مراعاة للجوانب المعنوية في نفسية الطالب, من المفترض أن يشعر طالب المدرسة أن مدرسته ليست بيته الثاني فقط, بل أفضل من أي مكان آخر يرتاده.
د.خالد عايد الجنفاوي
تعليقات