(تحديث1) تداعيات رفض السعودية لمجلس الأمن
خليجيالعرب يدعون للتراجع، وأمريكا تقلل من الموقف، وروسيا تنتقد، وفرنسا وتركيا تتفهمان
أكتوبر 19, 2013, 10:04 ص 3101 مشاهدات 0
علمت 'العربية' بأن مجلس السفراء العرب في نيويورك سيتقدم بمبادرة إلى الجامعة العربية تناشد المملكة العربية السعودية العدول عن قرار الانسحاب من مجلس الأمن نظرا للظروف التي تمر بها عملية السلام ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها.
ووضع هذا البيان تحت الإجراء الصامت حتى الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت نيويورك، السابعة عشرة بتوقيت غرينتش، فإن لم تعترض أي دولة، سيصدر القرار من الجامعة العربية باسم السفراء العرب العاملين في الأمم المتحدة.
والجدير بالذكر أن مكتب رئيس الجمعية العامة لم يتكلم حتى هذه اللحظة عن وثيقة الانسحاب الرسمي للمملكة.
وكان لقرار السعودية الاعتذار عن عدم قبول عضوية غير دائمة في مجلس الأمن، بسبب ازدواجية المعايير في المجلس وعجزه في قضايا إقليمية، ردودُ فعل مختلفة.
ففيما قالت فرنسا إنها تشاطر السعودية خيبة أملها من عجز مجلس الأمن، وخاصة في سوريا، أبدت الخارجية الروسية استغرابها من الموقف السعودي.
أما تركيا فاعتبرت أن رفض السعودية الدخول إلى مجلس الأمن يجعل المنظمة الدولية 'تفقد مصداقيتها'.
بان كي مون لا يزال متفائلا
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن السعودية لم تبلغ الأمم المتحدة بعد بشكل رسمي رفضها تسلم مقعدها في مجلس الأمن.
وبعد إعلان السعودية عدم قبولها بالمقعد غير الدائم في مجلس الأمن قال الأمين العام بان كي مون إنه يتطلع لاستمرار العمل مع المملكة العربية السعودية لمواجهة كثير من التحديات، وفي مكافحة الإرهاب ومنع انتشار الأسلحة النووية في المنطقة.
وتحدث بان كي مون إلى الصحافة العالمية بعيدا عن عدسات الكاميرات مؤكدا أنه يحبذ انخراط الدول الأعضاء في هيئات الأمم المتحدة مع العمل على تحسين طرق عملها، وهو ما أكده مارتن نسيركي متحدثه الرسمي فيما بعد، مضيفا: 'جميعنا بالطبع ندرك أن مجلس الأمن يحتاج إلى الإصلاحات، ولكن الدول الأعضاء هي التي يجب أن تحدد شكل هذه الإصلاحات'.
ويبدو الآن أن الأمين العام بان كي مون، مازال يأمل ألا يؤثر مثل هذا الانسحاب من مجلس الامن على علاقة الأمانة العامة لهذه المنظمة الدولية بالمملكة.
وأضاف مارتن نسيركي: 'الأمين العام يتطلع لاستمرار العمل مع المملكة العربية السعودية لمواجهة كثير من التحديات، ومن بينها إنهاء الحرب في سوريا، وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة، والمساعدة في تحقيق عملية انتقالية ناجحة في اليمن، وتقديم المساعدات الإنسانية إلى من يحتاجها، وفي مكافحة الإرهاب ومنع انتشار الأسلحة النووية في المنطقة'.
وكان موضوع إجراء الإصلاحات لمجلس الأمن مثيرا للجدل منذ مدة، وقد أثارته المندوبة الأميركية في أول مؤتمر صحافي لها في الخامس من سبتمبر الماضي، حيث قالت سمانثا باور: 'خلال العامين والنصف الماضيين وللأسف لم تنجح قواعد عمل مجلس الأمن التي وضعت عام 45 في حماية مئات الأطفال السوريين أو الاستقرار في المنطقة.. بل حمت ميزات روسيا في حماية حليفتها'.
10:04:58 AM
قللت الولايات المتحدة من أهمية رفض السعودية الجمعة شغل منصب عضو في مجلس الأمن الدولي، مؤكدة أنها ستواصل العمل مع حليفتها الرياض. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي ردا على سؤال عن رأي واشنطن في الرفض السعودي 'إنه قرار يعود إليهم'.
وأضافت أن مجلس الأمن يمكنه لعب دور مهم بشأن عدد من المسائل، 'وقام بذلك قبل أسابيع'، في إشارة إلى أول قرار تبناه المجلس بشأن سوريا نهاية سبتمبر/أيلول. وتابعت أنها تتفهم أن يكون للبلدين ردود فعل مختلفة، 'لكننا سنواصل العمل مع الرياض بشأن المسائل ذات المنفعة المشتركة'.
وكانت الخارجية السعودية أصدرت الخميس بيانا أعلنت فيه اعتذارها عن عدم قبول الانضمام إلى الدول غير دائمة العضوية بمجلس الأمن بعد أن جرى انتخابها من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى جانب تشاد ونيجيريا وتشيلي وليتوانيا لمدة عامين اعتبارا من بداية العام المقبل.
وعرض البيان مبررات قرار الرياض, وفي مقدمتها عجز مجلس الأمن عن حل القضية الفلسطينية, والفشل في التصدي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بعد سقوط أعداد كبيرة من الضحايا, واستخدام السلاح الكيميائي في أغسطس/آب الماضي.
وكانت السعودية قد انتخبت الخميس لعضوية مجلس الأمن لمدة عامين بصفة عضو غير دائم. لكن الأمم المتحدة أعلنت بعد ذلك بساعات أن الرياض اعتذرت عن عدم الانضمام للمجلس الذي يتكون من 15 دولة بينها خمس دائمة العضوية (أميركا وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا) لها حق استخدام حق النقض (فيتو).
وقال مدير معهد أبحاث الخليج عبد العزيز الصقر إن الرياض تريد بهذا الموقف التعبيرعن غضبها من سياسات واشنطن في ما يتعلق بالتقارب مع إيران, ومن الأزمة في سوريا بعد تراجع الرئيس باراك أوباما عن ضرب سوريا.
وأضاف أن السعودية تعتبر أن إيران تتدخل في سوريا والعراق واليمن والبحرين, وأن الولايات المتحدة تقبل بذلك.
تفهم تركي-فرنسي
وقد أبدت تركيا وفرنسا الجمعة تفهما للموقف السعودي، وقال الرئيس التركي عبد الله غل في تصريح صحفي بإسطنبول إن الأمم المتحدة تفقد كثيرا من مصداقيتها, مضيفا أنها تفشل في الرد بنجاعة على الأزمات في العالم.
وتابع أن الموقف السعودي يهدف إلى لفت نظر المجتمع الدولي إلى هذه الحالة, قائلا إنه ينبغي احترام قرار السعودية برفض العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن.
وفي موقف يقارب الموقف التركي, قالت فرنسا إنها تشاطر السعودية شعورها بالإحباط من شلل مجلس الأمن. وقال متحدث باسم الخارجية في باريس إن بلاده ستعرض اقتراحا لإصلاح آلية استخدام حق الفيتو بمجلس الأمن في حال حصول مجازر واسعة في دولة ما.
في المقابل, انتقدت روسيا حجج الرياض, ووصفتها بأنها 'مثيرة للحيرة'. ونقلت قناة 'روسيا اليوم' عن بيان للخارجية أن رفض السعودية العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي يعني تخليها عن العمل الجماعي في إطار عمل المجلس على الحفاظ على السلام والأمن بالعالم.
وقالت الخارجية الروسية 'إن المآخذ على مجلس الأمن في إطار الأزمة السورية تبدو غريبة جدا'.
وكانت روسيا والصين استخدمتا الفيتو ثلاث مرات منذ اندلاع الثورة السورية منتصف مارس/آذار2011 لمنع صدور قرارات تهدد النظام السوري بالقوة العسكرية أو عقوبات. كما أن الولايات المتحدة استخدمت في السنوات الماضية الفيتو مرارا لمنع قرارات تدين إسرائيل.
من جانبه أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجمعة أن العربية السعودية لم تبلغ المنظمة بعد رسميا برفضها تسلم مقعدها بمجلس الأمن.
وقال بان في تصريح صحفي من نيويورك إن الاستبدال المحتمل للسعودية بمجلس الأمن 'قرار يعود إلى الدول الأعضاء' إلا أن الأمم المتحدة 'لم تتلق بعد بلاغا رسميا بهذا الشأن'.
وتطالب دول عربية وإسلامية وأفريقية بإصلاح مجلس الأمن من خلال تمثيل عادل. وفي هذا السياق تحديدا, دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مرارا إلى إصلاح مجلس الأمن لكي تكون الدول الإسلامية خصوصا ممثلة فيه بصورة أفضل.
ويراعى في انتخاب الأعضاء غير الدائمين التوزيع الجغرافي، إذ توجد خمسة مقاعد للدول الأفريقية والآسيوية، ومقعدان لدول أميركا اللاتينية، ومقعدان لدول غرب أوروبا، ومقعد واحد لدول أوروبا الشرقية.
تعليقات