ليبيا تعيش حالة من 'الطرطرة الأمنية'.. هذا ما يراه وليد الجاسم
زاوية الكتابكتب أكتوبر 13, 2013, 12:43 ص 1007 مشاهدات 0
الوطن
طرطرة
وليد جاسم الجاسم
حالة «الطرطرة» التي تعتري الأوضاع الامنية في ليبيا الثائرة على القذافي وتمكن جماعات مسلحة «كتيبة من الثوار السابقين حسب وصف السلطات الليبية» من اختطاف رئيس الوزراء الليبي لعدة ساعات، ثم نجاح كتيبة اخرى من الثوار السابقين ايضا في الضغط على الخاطفين و«التفاهم معهم» واطلاق سراح رئيس الوزراء، هذا كله يجعلني اتذكر كلمات سيف الاسلام القذافي الذي هدد الليبيين بضياع الدولة الموحدة وضياع الامن والامان وانقسام الدولة الى ثلاثة اجزاء، ما يعني انه – عليه من الله ما يستحق – كان يعرف ما يقول ولا يهرف، لكن تحذيراته كانت في الوقت الضائع بعدما بلغ السيل الزبى عند اهل ليبيا وبعدما افرط نظام ابيه المعتوه بطشا في الشعب الليبي بشكل ربما لم تر له البشرية مثيلا في العصر الحديث.
هناك تقارير تتحدث عن وجود عدة مصادر لبيع النفط الليبي بعضها مصادر رسمية مأذونة، وبعضها - وهنا الكارثة - مصادر غير رسمية وغير مأذونة، ما يعني ان جزءا من النفط الليبي بات خاضعا لجماعات مسلحة تتولى هي - بعيدا عن سلطة الدولة او رقابتها - بيعه والاستفادة من مداخيله المالية، وهذا يعني ان الجماعات المتطرفة التي اختطفت رئيس الوزراء ثأرا من عملية امريكية اوقعت القيادي في تنظيم القاعدة ابو انس الليبي في يد الامريكان، هذه الجماعات المتطرفة لديها مصادر للاموال ما يعني انها سوف تستمر طويلا ووجودها ليس مجرد مسألة وقت حتى تستعيد الدولة عافيتها وقوتها ومركزيتها الامنية فالواقع يقول ان ليبيا مقسمة عمليا الى اكثر من دولة.
هذا الاختطاف لرئيس الوزراء الليبي ذكرني بشريط فيديو مسجل يستعرض طول المواكب المسلحة المرافقة للمسؤولين العراقيين ولبعض شيوخ العشائر العراقية، وتجد الموكب يمتد طويلاً وفيه ما لا يقل عن مائة سيارة مع كل مسؤول وكل منها فيها ما لا يقل عن 4-3 مسلحين ما يعني ان كل مسؤول يتنقل ومعه فرقة عسكرية متكاملة تحسباً لأي محاولة اغتيال او اختطاف.
في ظل ظروف مثل هذه في دول الربيع العربي عموماً، لم استغرب ما اورده تقرير صادر عن بنك (HSBC) يقول ان انتفاضات الربيع العربي ستفقد دول الشرق الأوسط نحو 800 مليار دولار من الناتج الاقتصادي مع نهاية العام المقبل، منوهاً الى التدهور الشديد في موازنات هذه الدول خصوصاً في ظل تراجع فاعلية الحكومة والأمن وسيادة القانون، كما أشار البنك في تقريره الى تراجع النمو فعلاً في هذه الدول عن النسب المطلوبة، وهذا يعني عدم قدرتها على توفير فرص عمل إضافية وبالتالي عدم معالجة مشكلة البطالة التي كانت أهم اسباب إشعال حركة الربيع العربي في الدول العربية التي تعاني من تزايد سكاني كبير وبالتالي كم هائل من الشباب المحبطين لعدم وجود فرص عمل ولا فرص لبناء بيت وأسرة ما جعلهم يسعون إلى تغيير المستقبل المظلم.
السؤال الآن، هل سيكون المستقبل باهراً كما بشر البعض؟.. أم سيزداد الوضع سوءاً مثلما يتوقع الاقتصاديون؟
.. هذا ما ستكشف لنا عنه الأيام القادمة.
تعليقات