بعد 28عاما على فشل عملية تحرير الرهائن: دبلوماسية واشنطن تطرق أبواب طهران مجددا

عربي و دولي

632 مشاهدات 0

الرئيس الإيرانى نجاد ويبدو فى الخلف صورته وقت أزمة الرهائن

 


 
 في الوقت الذي طالب فيه الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بالأمس، بإنشاء محكمة دوليه لمحاكمة هؤلاء الذين يريدون التدخل في مصير الأمة الإيرانية على حد وصفه، في إشارة إلى الدول والزعماء الذين يساهمون في صياغة العقوبات ضدها على خلفية برنامجها النووي. وفي الوقت الذي من المفترض أن تكون فيه الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها جورج بوش على رأس قائمة
 
تلك الدول بحسب ما طرحه الرئيس الإيراني. وسط هذه الأجواء، تحدثت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس عن دفع العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وطهران، وذلك قبل ستة أشهر من انتهاء ولاية جورج بوش،
 وأشارت رايس إلى رغبة واشنطن في فتح مكتب للتمثيل الدبلوماسي أو مكتب لإدارة المصالح المشتركة بين البلدين.

 من جانب آخر، و إذا كان الرئيس الإيراني نجح بشكل ملفت في الحفاظ على موقف بلاده المتمسك بالبرنامج النووي، ولم يتراجع أمام العقوبات المتتاليه التي تفرض عليها، فإن البعض يرى أن للولايات المتحدة هدفا آخر، يتعلق بالأحداث التي شهدها الشهر الجاري، وما سبقها من تصريحات نارية أطلقها مسؤلون إسرائيليون على رأسهم شاؤول موفاز وزير المواصلات، وإيهود باراك وزير الدفاع، وبعد ذلك التسريب المتعمد لأخبار المناورة التي تمت شرق البحر المتوسط بمشاركة مائة مقاتلة إسرائيلية، رغم أن المنطق قد يكون مختلفا نسبيا، إلا إذا كانت ميزانية الدفاع الإسرائيلية تسمح لها بتلك المغامرة في هذه الظروف التي تشهد تخبط حكومى، واتجاه قوي لحل الكنيست ومن ثم استقالة أولمرت التي سيقدمها لرئيس الدولة شيمعون بيريز إذا تم التصديق على حل الكنيست في القراءة الأولى رغم تأجيل المسألة مؤقتا.

 والرسالة الأمريكية طالما الأمر يتعلق بتسريبات إعلامية على الأكثر، هي الرد على الموقف الإسرائيلي الخاص بالتلويح بشن عمليه منفرده ضد إيران ( لن نكون طرفا في الخطة الإسرائيلية ) هكذا تعني الرسالة، إلا إذا كانت هناك أسرارا لم تكشف بعد، منها العمل باتجاه عكسي. فربما ستشارك الولايات المتحدة في عمل ضد إيران ولكن بواجهه إسرائيلية، وليس العكس.

ولكن هل هناك أطرافا في الإدارة الأمريكية تريد بالفعل التبرأ من أي عمل ضد إيران، ومن ثم على استعداد لإعادة علاقات كانت قائمة في يوم من الأيام بين واشنطن وطهران، وإنشاء مكتب لإدارة المصالح يكون مقره طهران ؟

يرى بعض الخبراء أن من يقف وراء تلك الخطوة، هي وزيرة الخارجية كوندليزا رايس، ونائبها السابق نيكولاس بيرنز . ولكن مثل هذا الخبر لا يمكن تسريبه دون علم الرئيس الأمريكي جورج بوش. ولكن على صعيد آخر يرى خبراء الشأن الأمريكي أن بوش بذلك أبعد نفسه عن المحور المحافظ، الذي أطلق في الآونة الأخيرة حملة مفادها ( كي يتم غلق الطريق أمام المرشح الديمقراطي باراك اوباما، وفتحه أمام المرشح الجمهوري جون ماكين، ينبغي القيام بعملية عسكرية ضد طهران قبيل إنتهاء ولاية بوش ). لأن هذا هو السبيل
 الوحيد لتصعيد ماكين الذي يفقد يوما تلو الآخر مكانته في إستطلاعات الرأي. تلك الآراء وآراء مشابه، كان من الممكن متابعتها على صفحات الجريدة الأسبوعية المحافظة ' ويكلي ستنادرد ' وبقلم المحرر بيل كريستول  المقرب من الرئيس الأمريكي جورج بوش. كما كان من الممكن متابعة آراء أخرى تسير في نفس اتجاه ضرورة توجيه ضربة لإيران، من أجل رفع أسهم جون ماكين، عن طريق شخصية تنتمي للمحافظين، وهو دانيال بايبيس مدير المنتدى الشرق أوسطي، وعضو في معهد هوفر للأبحاث. وفي نفس الإطار، هناك حدث على قدر من الأهمية لم ينتبه إليه الكثيرون، وهو مد عمل رئيس جهاز الموساد مائير داجان رسميا، حتى نهاية عام 2009، وهو ما اعتبره البعض تجهيزا لعمل ما ربما ضد إيران.

ولكن ما الذي يدفع رايس إلى القول بأنها تأمل أن يأتي المزيد من الإيرانيين إلى الولايات المتحدة، وما الذي يجعلها تقول أنها تعلم أن الإيرانيين يجدون صعوبات في التوجه إلى دبي، حيث يتوجهون هناك إلى القنصلية الأمريكية لطلب تأشيرة دخول للولايات المتحدة؟، وهي التصريحات التي إعتبرها البعض الأكثر انحيازا لإيران في العامين المنقضيين، والتي يطلقها مسئول كبير في الإدارة الأمريكية.

يذكر أن التمثيل الأمريكي في طهران يتم عبر السفارة السويسريه منذ 30 سنة تقريبا، منذ الثورة التي قادها آية الله الخميني، ضد نظام الشاة محمد رضا بهلوي عام 1979، وواقعة احتجاز الرهائن الأمريكيين، وفشل عملية تحريرهم التي أطلق عليها ' مخلب النسر ' عام 1980. ويرى البعض أن السفارة السويسرية لن تستطيع الاستمرار في تمثيل المصالح الأمريكية في طهران أكثر من ذلك. خاصة وأنها قامت بالتوقيع على صفقة كبيرة لشراء الغاز الإيراني، والتي تناقض العقوبات الاقتصادية التي فرضتها إدارة بوش على طهران.

 ولكن على صعيد آخر ورغم الترحيب الإيراني بتلك التصريحات، ولكن هناك مصادر تؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد التواجد رسميا في إيران، من أجل إقامة إتصالات واستقطاب معارضي النظام، سواء من الشخصيات الكبرى، أو الطلاب. وان تلك الخطوة تعني أن الحرب التي تريدها واشنطن حاليا، هي حرب تعتمد على دعم مجموعات معارضة ضد النظام الحاكم في طهران، وليس حربا تستخدم فيها المقاتلات.


 

الآن: تقارير

تعليقات

اكتب تعليقك