عن الاستجوابات المتوقعة!.. يكتب تركي العازمي
زاوية الكتابكتب أكتوبر 10, 2013, 1:06 ص 1779 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف / الاستجوابات المتوقعة
د. تركي العازمي
لنا موعد مع الاستجوابات بعد انعقاد مجلس الأمة... هذا ما توحي لنا المعطيات به، ومع قرب دور الانعقاد المقبل تكثر التكهنات حول وجود نية بعض النواب تقديم الاستجوابات المتوقعة موضوع مقال اليوم ولا يمكن تأكيدها لأن المعادلة السياسية كويتيا (اجتماعيا/ مصالحيا) لها عوامل تؤثر في المحصلة النهائية ونعتذر للغة الضاد عن كلمة «مصالحيا»!
ولربما الخبر بأن بعض الوزراء طلبوا إعفاءهم من المنصب لظرف خاص قد فتح الشهية لدى بعض النواب لكننا دستورياً نترك الحق لأعضاء مجلس الأمة في توجيه السؤال وتقديم الاستجواب سواء كان لوزير أو اثنين أو ثلاثة أو لرئيس مجلس الوزراء!
استجواب... استجوابان... أربعة: و«ايه يعني»! لقد مرت الممارسة الديموقراطية كويتيا باستجوابات بالجملة مشابهة لما نمر به الآن والفرق هنا فقط في أسماء مقدمي الاستجوابات أما الخلل الذي قدم على اثره الاستجواب يظل كما هو!
السؤال الذي يطرح مع كل استجواب هو: متى تستقيم الأحوال لدينا؟ وهل توجد استراتيجية معينة يمكن أن تجنبنا «حمى» الاستجوابات التي يخشاها بعض الوزراء؟
لقد ذكرت لزملاء أن الاستجواب ما هو إلا جلسة مكاشفة، ولولا القصور في ادارة المؤسسات التابعة للوزير المستجوب لما ظهر، وهو قصور بعضه يصل إلى حد تقديم الاستجواب وطرح الثقة، ولكنها تبقى عملية تقديرية تعود للنائب والقياس هنا مهم وتختلف أدواته ومعطياته وللثقافة دور رئيسي في توجيه الاستجواب من عدمه!
والخروج من «جعجعة» الاستجوابات التي لم نرَ منها طحينا ممكن، فالحكومة والنواب هما طرفا المعادلة المؤثرة في طريقة ادارة شؤون البلد، ولذلك أعتقد بأن الاعتراف بالقصور هو المدخل للتغيير من ميكانيكية عمل بيروقراطية تفتقد إلى مفاهيم الفكر الاستراتيجي إلى نموذج جديد للعمل الجماعي المحدد الأهداف بفترة زمنية للتنفيذ ولا أظن بأن بيئة العمل الحالية بقيادييها مهيأة لنقلة نوعية كهذه!
من الناحية العلمية العملية استراتيجيا، نجد أن الحكومة مطالبة بتغيير الأنظمة والقوانين المعمول بها والاتيان بقاعدة احترافية عند اختيار القياديين... والآن لا أقول غدا يستطيع أي فرد تربطه علاقة قوية مع أحد القياديين أن يوجه السؤال التالي لصاحبه القيادي: كيف أعددت خطة هذا العام؟ هل بامكانك أن تخبرني عن مثلث الادارة الاستراتيجي Formulation، Implementation and Control وهل تعرف ماذا تعني لك Performance and Corrective Actions ومن هم فريق عملك الذي ساهم في وضع الأهداف؟
أنا على يقين بان 90 في المئة لا يملكون الاجابة وان علموا بها فإنهم لا يطبقونها وهذا هو السبب الرئيسي في استمرار توجيه الاستجوابات وتكرار التوقعات حول تقديمها؟
ان المحصلة تبقى متشابهة فقط الأسماء والتواريخ هي المتغير والمرحلة تقاس فاعليتها بمدى تفهمنا للقصور الحالي الذي يرسم لنا استراتيجية الغد وكما قيل اداريا «الأمر الذي لا تستطيع قياسه، لا يمكنك إدارته»... والله المستعان!
تعليقات