التخييم عادة اجتماعية كويتية
مقالات وأخبار أرشيفيةيخرج الناس للمناطق البرية طلبا للهدوء والابتعاد عن روتين الحياة
أكتوبر 9, 2013, 5:36 م 3356 مشاهدات 0
دأب الكويتيون منذ عشرات السنوات على عادة اجتماعية في التخييم بمناطق البر مع قدوم فصلي الخريف والشتاء طلبا للراحة والهدوء والابتعاد عن روتين الحياة اليومية وتعقيداتها وبحثا عن صفاء الذهن والتأمل في الطبيعة.
ويشرع الراغبون بالنزوع الى الطبيعة في مثل هذه الايام ومع الانخفاض التدريجي في درجات الحرارة بنصب خيمهم في مناطق البر أو الصحراء أوالمناطق المفتوحة ايذانا ببدء موسم التخييم مطلع شهر نوفمبر بعد فصل حار وجاف وقد يمتد حتى أواخر شهر مارس مع معاودة درجات الحرارة ارتفاعها.
بالمقابل يترك موسم التخييم من خلال الممارسات والسلوكيات الخاطئة آثارا سلبية جدا على البيئة البرية الكويتية بمكوناتها من عناصر الحياة الفطرية خصوصا النباتية ما حدا بالهيئة العامة للبيئة الى المطالبة والتشديد على التزام رواد البر بالاشتراطات والمعايير البيئية خلال موسم التخييم.
وقال نائب المدير العام للشؤون الفنية في الهيئة المهندس محمد العنزي في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان الهيئة خاطبت بلدية الكويت لجعل التخييم هذا العام موسم الالتزام الكامل بالاشتراطات والمعايير البيئية.
وأضاف العنزي ان الهيئة قامت بذلك على خلفية ما شهده العام الماضي من نشاطات مضرة جدا بالبيئة البرية اذ رصدت الهيئة التأثير السلبي ل12 ألف مخيم على البيئة سببت دمارا للغطاء النباتي وتعرية كاملة للتربة علاوة على النفايات المتروكة بالبر والمواد الخرسانية والسيراميك المستخدمة في البناء ضمن المخيمات وما شابه ذلك.
ولفت الى أن بلدية الكويت شكلت لجنة متخصصة لوضع أسس حول هذا الموضوع مثل ترخيص المخيمات ووضع تأمين للمواطنين للمخيم وفرض عقوبات في حال عدم الالتزام بأسس ومعايير محددة 'وكل تلك الاسس ممتازة لكن الاهم منها تحديد أماكن التخييم وعدم تجاوز المواطن للمساحات والاماكن غير المحددة للتخييم'.
وأكد وجوب التطبيق الفعلي لتلك الاسس خصوصا ان موسم التخييم أصبح قريبا مع ضرورة متابعة التراخيص والتصاريح الخاصة بالمخيمات متمنيا أن يكون للبلدية جهاز رقابي قادر على مواكبة ومراقبة تلك المخيمات.
في سياق مواز دفعت الاثار السلبية للمخيمات على البيئة أيضا الجمعية الكويتية لحماية البيئة الى اطلاق حملة وطنية لتشجيع أصحاب المخيمات على زراعة النباتات المحلية في محيط ونطاق مخيماتهم تشجيعا للممارسات والسلوكيات الايجابية.
وقال عضو الجمعية غالب المراد في لقاء مماثل مع (كونا) ان أصحاب المخيمات أفرادا وعائلات عادة ما يجتمعون في هذا الموسم للتخييم في مناطق البر أو الصحراء وغيرها مطلع نوفمبر ليشهد الموسم كثافة أكبر في شهري يناير وفبراير وفترة العطلة المدرسية وليستمر حتى نهاية شهر مارس.
وأضاف المراد ان هناك اجراءات اتخذت منذ سنوات لتقليص فترة التخييم لكنها لم تعالج المشكلات والاثار السلبية المتزايدة على البيئة البرية بسبب أنشطة التخييم وتوسع وزيادة أعداد المخيمات وحجمها.
ولفت الى رؤية الهيئة العامة للبيئة المتحفظة ازاء موضوع التخييم بسبب التلف الشديد الذي تعرضت اليه البيئة البرية 'لذا طالبت بتطبيق شروط ومعايير تضمن التزام أصحاب المخيمات بالحفاظ على البيئة البرية'.
وأوضح ان البيئة الصحراوية في البلاد تمثل مالايقل عن نسبة 90 في المئة من اجمالي مساحة البلاد التي تبلغ 17818 كيلومترا مربعا وتتميز بالتنوع الطبيعي وبرغم صغر مساحتها الا انها غنية بالاشكال الارضية والسمات الطبوغرافية والعمليات السائدة بها.
وذكر ان تلك الاراضي تنتشر فيها المنخفضات والحواف الصخرية والتلال والسهول الحصوية والكثبان الرملية والسبخات لكن بالمقابل تزخر البيئة الصحراوية الكويتية بكثير من الانشطة الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية أثرت جدا في سلامة مواردها وكائناتها وأوجدت خللا واضحا فيها.
وبين المراد ان البيئة الصحراوية في البلاد تعاني أضرارا بيئية نتيجة الانشطة البشرية المتعلقة باقامة معسكرات ومخيمات الترويح فوق سطح الصحراء خلال فصل الربيع حيث يكون المناخ لطيفا والكساء الخضري في أوج ازدهاره.
وقال ان بلدية الكويت والجهات المعنية تقوم بجهد واضح في تنظيم ومراقبة المخيمات الربيعية وحماية البيئة البرية وروادها الا أن تزايد المخالفات والمخلفات والسلوكيات اللااخلاقية وغير البيئية يدل على عدم التزام بعض رواد المناطق الصحراوية بالقواعد والاصول المتعلقة بالمحافظة على البيئة.
وعن مظاهر التدهور في البيئة الصحراوية أفاد بأنها تتمثل في تدمير الطبقة السطحية وتفكك وتفتيت التربة ما يؤدي الى زيادة كمية الاتربة المتطايرة وانتشار الغبار وبروز ظاهرة زحف الرمال.
وأضاف ان هذه الظاهرة برزت خلال السنوات الثلاث الماضية بشكل كبير وفي أغلب أشهر السنة حتى في فصلي الشتاء والربيع الى جانب ما يتعلق بتعدد حالات الوفاة بسبب زحف الرمال على الطرق البرية والحوادث المرتبط بذلك فضلا عن تكرار العواصف الرملية.
وذكر المراد من مظاهر التدهور الانضغاط الميكانيكي للطبقة السطحية للتربة الذي يمنع مياه الامطار من تخللها ما يؤدي الى سيول في المنطقة وانجراف التربة نتيجة ذلك علاوة على التأثير على النظم الايكولوجية والبيئية وما تحويه من كائنات فطرية مختلفة وتدمير الغطاء النباتي نتيجة حركة السيارات وغيرها من وسائل النقل.
وبين ان تدمير بعض النظم الايكولوجية والموائل كجحور الزواحف لمعظم الكائنات الفطرية المستوطنة والمهاجرة يمنع استمرار بقائها في المواقع حيث يتم التخييم نتيجة حركة السيارات ووسائل النقل وكشط التربة وعمل السواتر وحفر خطوط لمياه الصرف الصحي وأخرى لتجميع النفايات ما يسهم بزيادة تدهور البيئة الصحراوية.
ونبه من سلبيات هجرة كثير من الكائنات الفطرية البرية بسبب الضوضاء وحركة السيارات وآليات الدفع الرباعي (البجي) واستخدام الالعاب النارية خصوصا ليلا 'وهي في المجمل تعتبر من مظاهر تدهور البيئة الصحراوية'.
وذكر المراد من بين مظاهر التدهور أيضا التأثير على الصحة العامة للانسان خصوصا للمتواجدين في هذه المخيمات جراء الضوضاء وأصوات آليات الدفع الرباعي ومكبرات الصوت والالعاب النارية وزيادة آثار كمية الاتربة المتطايرة وانتقالها الى الجهاز التنفسي.
وحذر من الانعكاس السلبي لمجمل ذلك على المتواجدين في هذه المخيمات علاوة على قرب بعض المخيمات من أسلاك وخطوط الكهرباء والضغط العالي وانتشار كميات كبيرة من المخلفات نتيجة الاستخدام البشري ما يؤدي الى انتشار الحشرات والزواحف المعدية والناقلة للامراض.
تعليقات