البدون ... كلاكيت ثالث مرة - بقلم الأسعدي

زاوية الكتاب

كتب 2166 مشاهدات 0

الأسعدي

عند تكرار قضية معينة على اذهاننا ولمدة طويلة يتم برمجة القضية تلقائيا الى شيء معتاد وروتيني ويصبح الامر مجرد كلام وتختفي ملامح القضية وتصبح بعيدة كل البعد عن المضمون او النواة التي تكونت منها والتي هي اساس هذه المسالة!

هذا الأمر ينطبق على قضية البدون او عديمي الجنسية او غير محددي الاقامة او او ...الخ كثرت المسميات واضعنا الحل واصبحنا نهتم بالمسميات وننسى الاصل,  يعاني البدون ومنذ زمن طويل من سياسة التهميش وعدم المبالاة الذي يمارسه المجتمع عليهم وترتب على هذا الامر العديد من الامور التي ادت الى خلق جيل من البدون اضاع طريقة الى النور واصبح يتخبط في عالم مظلم و مجهول لا يعرف الى اين يؤدي به ولا يستطيع التعامل معه او مسايرته فاصبح الماضي مرير والمستقبل مظلم.

ان الاهمال وعدم المبالاة الذي يطبق على هذه الفئة يضر بالدرجة الاولى المجتمع بجميع اطيافه لأن البدون شأنا ام ابينا هو من ضمن هذا المجتمع وعند وجود اي خلل في التركيبة السكانية وان كان بسيطا يؤدي بالتالي الى الاخلال بالنظام العام وبروز افعال دخيلة تؤدي الى الزعزعة من شأنها ان تضر بالمجتمع وتعطل مسيرته وتعكر الصفو العام.

ومع كل ماذكرناه نرى انه و مع وجود هذا التهميش ضد البدون برز من بين البدون انفسهم اناس شقو طريقهم بأنفسهم وتحدوا الصعاب في محاولة منهم الى اللحاق على مافاتهم ومحاولة البقاء ضمن المنظومة الاجتماعية حتى لايخرجوا من الصوره التي وضعها المجتمع .

مايدعو الى التفائل بقرب الحل للقضية هو بروز العديد من المنابر التي تصدح بالعدالة ووجود نخبة من المثقفين واصحاب الراي المحايد الذين كرسوا جهدهم لحل القضية ووجود الديمقراطية التي تتميز بها الكويت وامكانية وصول الصوت الى اعلى المستويات,هذا ما يجعل البدون يتفائلون بأن القضية شارفت على النهاية وان مسمى عديمي الجنسية او البدون سيصبح وباذن الله من الماضي وسيتم الالتفات الى امور اخرى من شأنها ان تطور مسيرة البلد وتدفع بعجلة التقدم والتنمية الى الامام.

منصور جابر الأسعدي

الآن - رأي / منصور جابر الأسعدي

تعليقات

اكتب تعليقك