ثورات الربيع العربي لم تطرح افكاراً جديدة.. بنظر شملان العيسى

زاوية الكتاب

كتب 731 مشاهدات 0


الوطن

ملتقطات  /  أفول الآيديولوجية السياسية

د. شملان يوسف العيسى

 

دأب موقع التجديد العربي على شبكة الانترنت على نشر البيانات السياسية التي تدين العدوان الغربي على سورية وتطالب هذه البيانات الجماهير العربية بالتضامن مع الشعب السوري لصد وردع العدوان الصهيوني والامبريالي.
مصدرو هذه البيانات هم القوى اليسارية او القومية الذين انتهت فاعليتهم مثل رابطة الكتَّاب والادباء العراقيين والاحزاب الشيوعية والعمالية العربية مثل الحزب الشيوعي المصري – الحزب الشيوعي اللبناني – الحزب الشيوعي الاردني – حزب الشعب الفلسطيني – حزب المسار الديموقراطي الاجتماعي التونسي – المنبر الديموقراطي التقدمي البحريني – الحزب الشيوعي السوري الموحد.. كما شاركت في التنديد بالغرب الامانة العامة للمؤتمر القومي العربي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
لقد كنت مخطئا عندما تصورت ان عصر البيانات والاحتجاجات القومية واليسارية قد انتهى منذ الهزيمة العربية في عام 1967.. او بعد سقوط واندثار القوميات والأيديولوجيات اليسارية والشيوعية بعد سقوط الانظمة الشيوعية في الاتحاد السوفييتي والدول الاوروبية الشرقية وسقوط الانظمة الاستبدادية في كل من آسيا وامريكا اللاتينية وافريقيا.
يبدو ان حالة الجمود وعدم التغيير في الانظمة العربية لامست معظم الانظمة العربية التقليدية منها او اليسارية او القومية وان الوطن العربي لم يواكب التحولات والمستجدات على الساحة الدولية.
كنا نتوقع ان العالم العربي سوف يخرج بتصورات ورؤى جديدة للأوضاع في الوطن العربي بعد ثورات الربيع العربي في اكثر من بلد عربي مثل مصر وتونس وليبيا وسورية واليمن.
ثورات الربيع العربي لم تطرح افكاراً جديدة بعد الثورات؛ بمعنى: ماذا تريد هذه الثورات من المجتمع والدولة ان يكونا في المستقبل بعد الثورات الشعبية؟.
السؤال: هل لدى اليسار العربي التقليدي أو التيار القومي العربي او حتى الاسلام السياسي الذي تسلم السلطة في اكثر من بلد تصور واضح وواقعي لطبيعة الاقتصاد بعد الثورة؟.. وهل لديهم تصور واضح لطبيعة النظام السياسي الديموقراطي التعددي الذي تطمح لرؤيته الجماهير العربية التي ثارت ضد الانظمة الاستبدادية؟.
نحن العرب لم نستفد من الثلاث تجارب في تاريخ الثورات في العالم المعاصر الذي مر بثلاثة نماذج من الثورات التي غيرت طبيعة الدولة والمجتمع.. فالنموذج الاول الذي تمثل بالثورة الفرنسية كان الفاصل بين النظام الاقطاعي القديم الذي اطاحته الثورة وتم استبدال نظام ديموقراطي جديد به يواكب الحداثة بمفاهيم عصرية تدعو الى المساواة امام القانون.
المرحلة الثانية من الثورات بدأت بالثورات الاشتراكية وهي حركات ثورية اوروبية تطمح لتحقيق مجتمع العدالة والمساواة والقضاء على كل اشكال الظلم والاستغلال البشري.. هذه الثورات الاشتراكية والشيوعية تمت اطاحتها في اواخر الثمانينيات واوائل التسعينيات من القرن الماضي لانها لم تحترم وتراع قضايا الحريات والديموقراطية.
المرحلة الثالثة من الثورات بدأت مع سقوط الانظمة السلطوية في جنوب افريقيا وامريكا اللاتينية وسقوط النظام الفاشي في البرتغال واسبانيا.. وبانتهاء الحرب الباردة اصبح التحول الى الديموقراطية التعددية والنظام الاقتصادي الحر هو النموذج السائد في كل دول العالم اليوم.
واخيراً نتساءل: لماذا تحولت كل الانظمة السياسية في العالم الى الديموقراطية والتعددية السياسية وسياسة الاقتصاد الحر الا الوطن العربي؟ هنالك اسباب كثيرة لكن السبب الرئيسي يعود الى عدم التخلص من الأيديولوجيات السياسية وخصوصا الايديولوجية الاسلامية واليسارية.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك