الإلتفاف الشعبي حول المعارضة
زاوية الكتابفواز البحر يكتب عن ضعف الحكومة وغياب قبولها بسبب سوء مواقفها
كتب فواز البحر أكتوبر 7, 2013, 6:18 م 2402 مشاهدات 0
اليوم لن اذهب اليكم للشرق العزيز بل سوف اذهب الى اوربا القديمة وفي عهد نوكلاس ميكافيلي، تلك الحقبة التي كانت ايطاليا مجموعة ممالك وغير موحدة .. ليست ايطاليا التي نعرفها اليوم ( روبروتو كفالي و بربري وفرزاتشي..الخ) ، كانت مجموعة ملوك يقتلون اقرب الناس للمحافظة على ملكهم ، ولكن يظل الطليان لهم امزجة خاصة تختلف عن باقي اوروبا ..
سوف اقول لكم قصة: في سنه 1500 فرض سيزار بورجيا 'ابن البابا الاسكندر السادس' على مملكة فايينزا , وعندما استسلمت المدينة توقع مواطنوها اسوأ الامور من بورجيا القاسي .. غير انه قرر ان يبقي على المدينة , واكتفى بالسيطرة على مؤسساتها : تحصيل الضرائب والقضاء والشرطة والميزانية والقلعة التي تمثل رمزية البلاد ، وترك الامور على حالها ولم يغير شيء حتى انه لم يقتل الملك الشاب ( مانفريدي) وابقى عليه وجعله معززا مكرما ..ولكن سرعان ماتغير كل هذا !.
فتحول بورجيا الى ديكتاتوري وقتل مانفريدي الملك الشاب الوسيم وقال بانه كان يكيد له المؤمرات ، ولكن الحقيقة - وهذا مااتفق جميع المؤرخين عليه - بان مانفريدي كان صاحب حضور قوي حتى وهو صامت فكان الشعب يلتف حوله وينسون بورجيا)
طبعا بورجيا قتل مانفريدي بطريقه بشعة تدل على حقد دفين حيث أمر بصلبه وحرق بعض اجزاء جسده ورماه في النهر وكل هذا بسبب حضور الملك الشاب وشعبيته وتعاطف الشعب معه.
لو اسقطنا هذه القصه الايطالية على واقعنا اليوم ، فماذا نرى ؟
انا شخصيا حضرت مناسبات أفراح ( عروس ) عديدة وكنت اتصادف اثناء تواجدي في تلك المناسبات بمجموعة من نواب المعارضه وخاصة نواب المجلس المبطل الأول ( فبراير 2012 ) ، وهذا ايضاً ينسحب على نواب سابقين شرفاء أمثال الدكتور أحمد الخطيب وحمد الجوعان شافاه الله ، اقسم بالله حين اشاهد التفاف الشعب حولهم والوقوف بجانبهم والحرص على التصوير معهم وهم لايملكون حتى قرار رواتبهم كنت أشعر بالكثير من الفرح والنشوة بأن الناس تقدّر المواقف ولاتنسى أصحابها ، وفي نفس الوقت باني حين شاهدت وزير من الحكومة الحالية ونواب من المجلسين ' بو صوت ' لم اشاهد اي نوع من انواع الالتفاف الشعبي حولهم بل لاأبالغ ان قلت ان الناس تبتعد عنهم وتتحاشاهم !
هذا يعطيك مؤشر بان الحضور التي تملكه المعارضة هو سيد الموقف وسيد السياسة فالشعب يعلم بالصدق ويعرف اين يجده وعند من ؟ ويعرف ايضاً بان وعود الحكومة التي تصدرها عبر مانشيتات الصحف كل يوم قد يكون الحبر الذي تكتب به تلك المانشيتات اغلى ثمن منها وعرف بانه المعارضة تدفع ثمن باهض في سجنها وملاحقتها والمضايقات التي تتعرض لها.
ولهذا نرى بان الحكومة تفعل المستحيل لتشويه سمعة اصحاب الصدق والحضور الشعبي وكان في امكانها ان تعمل وتنجز وتجعل من المعارضة مجموعة لا تتجاوز ربما المئات تصرخ لوحدها وتصمتهم في انجازاتها .. ولكنها تعلم بان مهما فعلت .. فهي لا تملك الحضور و التواجد الشعبي.
تعليقات