عن السوريالية السورية!.. يكتب الصراف
زاوية الكتابكتب أكتوبر 6, 2013, 12:30 ص 667 مشاهدات 0
القبس
كلام الناس / السوريالية السورية
أحمد الصراف
السوريالية Surrealism هي حركة ثقافية بدأت في عشرينات القرن الماضي، وتمثلت في شرح وتصوير التناقض بين الواقع والخيال والحلم واليقظة.
قامت قبل فترة مجموعة من طلبة الإعلام في جامعة الكويت بإعداد فيلم عن تجربة احتضان زوجين قادرين على الإنجاب لطفل غير معروف الأبوين. وهدف معدو الفيلم للترويج لفكرة إنسانية جميلة، ولفت الأنظار لأمر طالما حاولنا التستر عليه، وكأنه غير موجود! النادر هنا هو موافقة وزارة الشؤون على طلب التبني، فهناك المئات، وربما الآلاف ممن هم على استعداد لتبني طفل أو طفلة من دار «أيتام الشؤون»، أو غير معروفي النسب، إما لأنهم محرومون من الذرية، وإما لرغبتهم في القيام بعمل يفيد المجتمع، فما قام به هشام الطواري وصفا الفيلكاوي بتبنيهما الطفل محمد، تصرف رائع نتمنى أن نجد له صدى جميلاً في مجتمع قبيح بنفاقه وانغلاقه، خاصة عند تعلق الأمر بقضايا تحدث يومياً في أي مجتمع، ولكن محاولة التجمل بالكذب التي يعيشها الغالبية تمنعنا من الاعتراف بوجودها، وكأن إنكارها سيقضي عليها في نهاية الأمر. ومعروف أن المجتمعات الإسلامية، وبسبب حادثة دينية محددة ورد ذكرها في القرآن، هي الوحيدة التي لا تعترف أو تقر بموضوع تبني غير معروفي النسب. وقد لفت قارئ حريص نظري إلى ملاحظة دقيقة تتعلق بالواقعة المؤلمة التي تعرضت لها، أخيراً، مجموعة من الفتيات التونسيات اللاتي قمن، وبرغبتهن، كما صرّح وزير الداخلية التونسي، بالتسلل لسوريا وممارسة الجنس مع مجموعة من المقاتلين، تطبيقاً لفتوى «جهاد النكاح»، وكيف أنهن عدن بعدها إلى بلادهن وهن حوامل! وقد أثارت الحادثة، وما زالت، ردود فعل عديدة، ليس بينها أي رد من جهة دينية، ربما لاعتقادها بأن ليس في الأمر ما يشين، لأنهم سبق أن أقروا هذا النوع من «الجهاد الجنسي»! ويستطرد القارئ قائلاً: إنه طالما أن قوانين المجتمعات الإسلامية لا تقر التبني، فكيف سمح مشايخ الصحوة، أو الغفوة، لأولئك النسوة بممارسة عملية جنسية مع عدد غير معروف من الرجال في الفترة نفسها، وهم وهن على يقين بأن ما سينتج عن ذلك النكاح سيكون حتماً ابن سفاح؟ فمن هو والد من في أحشائهن؟ ألا تبدو الصورة هنا سوريالية عجيبة؟ وكيف نقبل أو نسعى لأن يكون هناك أبناء مجهولو النسب، ونصرّ في الوقت نفسه على تحريم الاعتراف بهم أو حتى بتبنيهم؟ أوَلا يشبه هذا الوضع، مع الاحترام للشخصية البشرية والفارق بين الكائنين، أن يحرم مجتمع ما تناول لحوم الخنازير وبيعها وشراءها، ويسمح في الوقت نفسه بتربيتها وإقامة مزارع لها؟!
تعليقات